حتى لا يتم تزوير المستقبل - عمرو خفاجى - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:50 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتى لا يتم تزوير المستقبل

نشر فى : الأحد 28 نوفمبر 2010 - 9:29 ص | آخر تحديث : الأحد 28 نوفمبر 2010 - 9:29 ص

 اليوم مصر على موعد مع نتيجة اختبار وحيد، اختبار حقيقى، اختبار يعنى النجاح أو الرسوب، اختبار ستكون نتيجته أحد أهم عوامل ضبط مستقبل هذا البلد، وتحديد مصيره.

لا قيمة اليوم لنجاح أى حزب أو تيار أو أى اسم أيا كان وزنه أو تأثيره أو جماهيرته، لا قيمة لنجاح أى مرشح كائنا من كان عبر انتخابات غير نزيهة، انتخابات تشوبها شوائب التزوير، سواء كان هذا التزوير من صنع من يشرف على الانتخابات، أو بسطوة الحزب الحاكم، أو حتى تزوير برغبة المرشحين، أو بإرادة الناخبين، (كل أنواع التزوير هذه حدثت فى الكثير من الانتخابات السابقة) لأن التزوير فى النهاية يعنى أن لدينا مجلسًا تشريعيًا غير شرعى.. مجلس مزور سيكون مسئولا عن المستقبل، الذى بالضرورة ـ ساعتها ـ سيكون مستقبلا مزورا.

اليوم مصر على موعد مع الحقيقة، حقيقة رغبة هذا النظام فى تأسيس نظام سياسى جديد، نظام شفاف يبحث عن مستقبل حقيقى لهذا البلد، الذى تعب شعبه من الفساد وأرهقه المرض، وأهانه الجهل. اليوم لدى الحزب الوطنى فرصة تاريخية لتصحيح مساره ومعالجة أخطائه، من دون أن يبذل أى جهود إضافية، فقط يمتنع عن بذل جهد التزوير، ويمتنع عن القيام بأعمال التلاعب بالنتائج، ساعتها سيصبح حزب أغلبية حقيقيا، حتى لو فقد نسبة كبيرة من المقاعد، لأن المقاعد المزورة لا تشرف من يجلس عليها. ولا تمنح الصلاحية لمن حصل عليها بلا شفافية.

اليوم فرصة لأحزاب المعارضة التقليدية الرئيسية «الوفد ـ التجمع ـ الناصرى» مع كامل الاحترام لبقية الأحزاب، فرصة للعودة للجماهير مرة أخرى، فرصة للإعلان عن نفسها، فرصة كى يعرف الناس أن هناك حزبًا ليبراليًا كبيراً صاحب تاريخ طويل اسمه الوفد.. وأن هناك فى مصر تياراً يساريًا مازال يتمسك بمبادئ العدالة الاجتماعية، ويمتلك الكثير من أدوات الحفاظ على حقوق العمال والفلاحين والفقراء.. يسار يستطيع أن يوقف جموح الوطن نحو اليمين، أو على الأقل يجعله يمينا رحيما بالفقراء إذا اقتضت الضرورة السير نحو اليمين بأقصى سرعة.. أو أن تصر هذه الأحزاب «الوفد والتجمع والناصرى» على الاستمرار فى استكمال ديكور الحياة الحزبية التى لا يتوقف الحزب الوطنى عن التغنى بها ليل نهار.. اليوم ليس مطلوبا من الأحزاب البحث عن مقاعد عبر صفقات سريعة مع الحزب الحاكم، بل المطلوب مواجهة هذا الحزب حتى تعرف الجماهير أن فى مصر أحزاباً وأفكاراً أخرى غير أفكار «الوطنى الديمقراطى».

أما الإخوان.. فلا يهم ـ اليوم ـ إن كانوا مستقلين أو تنظيمًا غير شرعى أو حتى جماعة محظورة.. المهم أن يغتنموا الفرصة ويؤكدوا أن هناك من بين أبناء هذا الوطن من يريدون المشاركة فى الحياة السياسية بفعالية من دون استعذاب دور «الشهيد» و«الضحية».. تيار لديه أفكار للإصلاح، أفكار لا تتوقف عند حرق الكتب ومهاجمة القصائد ومطاردة الأقلام.. والأفلام.

اليوم فرصة لكل ناخب أن يذهب ويقول ما لديه، فهو أيضا فى «اختبار المستقبل».. عليه أن يذهب إلى الصندوق ويحمى صوته بنفسه.. يحمى خياره واختياره ولا يترك الفرصة لجبابرة التزوير فى تغيير إرادته.. وليعلم كل ناخب أن صوته هو الذى سيصنع المجلس التشريعى الذى سيكون مسئولاً عن مستقبل هذا البلد.. فهذا المجلس الذى ستتشكل ملامحه الأولى مساء اليوم.. هو المجلس الذى سيمنح الشرعية لرأس الدولة القادم.. فاحرص أيها الناخب على القيام بمسئولياتك الدستورية، ومهامك الوطنية، لأن المشاركة فى حد ذاتها، هى بداية إعلان عن رغبة الشعب فى أن يكون مخيرا لا مسيرا مثلما كان طوال عشرات السنين.

المستقبل سيكون داخل الصندوق.. إما أن يتشارك الجميع فى حمايته حتى يكون مستقبلا واعدا ومشرقا ومشرفا، وإما أن يتواطأ الجميع فى العبث بالصندوق من أجل تزوير المستقبل.. وساعتها لن يفلت الجميع من عقاب هذا المستقبل المزور.

عزيزى الناخب: صوتك أمانة.. الأعزاء رجال الانتخابات: حافظوا على الأمانات.. أيها الساسة: ردوا الأمانات إلى أهلها.

عمرو خفاجى  كاتب صحفي وإعلامي بارز
التعليقات