تغيير بوتين - سامح فوزي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 3:33 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تغيير بوتين

نشر فى : الثلاثاء 29 مارس 2022 - 8:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 29 مارس 2022 - 8:30 م
تصريح الرئيس بايدن حول تغيير النظام فى موسكو، والذى آثار جدلا واسعا لم يكن من غير اساس، أو تعبير عن تسرع لفظى، حتى وإن عاد الامريكان للتخفيف من حدته، لأن المتابع للإعلام الغربى، والذى يقول دائما إن مصادره تعتمد على أجهزة المخابرات الغربية وحلف الناتو يجد كثافة فى الحديث عن احتمالات انقلاب قصر فى روسيا، يأتى بقيادة جديدة تعيد النظر فى الموقف الملتهب فى اوكرانيا. منذ أيام، على سبيل المثال، نشرت صحيفة ديلى ميل تقريرا مطولا فى هذا الخصوص يتحدث عن إحباط مجتمع المخابرات الروسى من اخفاق الحرب فى تحقيق أهدافها، والضيق الشديد من العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، والتى منعت كبار المسئولين الروس، خاصة فى الأجهزة الأمنية العليا من الاستمتاع بالاجازات والزيارات مع أسرهم فى العواصم الغربية. ويكاد لا يتناول محلل سياسى فى الغرب تطورات الحرب فى اوكرانيا، والنظر فى سيناريوهات المستقبل للخروج منها دون أن يضع فى الحسبان تغيير النظام فى موسكو كأحد البدائل المطروحة، ليس على سبيل المؤامرة، ولكن نتاج طبيعى للضغط الغربى الشديد على روسيا مما يجعل القيادات الروسية، العسكرية والمالية، رغم ارتباطها الشديد بشخص الرئيس بوتين، تبحث عن مخرج من الازمة المستحكمة من خلال الاطاحة به.
لا اعرف هل هذه سيناريوهات تستند إلى معلومات كما يزعم بعض المحللين فى الغرب، ام هى بمثابة النبوءة التى يتمنى الغرب أن تحقق ذاتها. فقد تنبأ كارل ماركس بنبوءات حققت ذاتها، وقامت الشيوعية ثم سقطت، وعندها دشن الفكر الغربى نهاية التاريخ وانتصار الليبرالية. الان يتنبأ الإعلام الغربى، بل يبعث رسائل تحريض إلى المتنفذين فى العاصمة الروسية بإمكان تحقيق انقلاب قصر يريح الجميع كما ألمح توماس فريدمان فى مقال له فى نيويورك تايمز، الذى رأى فيه أن انتصار الغرب حماية لاوكرانيا من الدمار الذى قد يلجأ اليه بوتين عندما يشعر أن خططه اجهضت ولم يعد أمامه سوى الخيار شمشون، وتصدير ملايين اللاجئين إلى أوروبا. هل من السهل أن يحدث انقلاب يغير المشهد فى روسيا؟ البعض يراهن، ولكن من يعرفون قبضة بوتين الحديدية يستبعدون.
سامح فوزي  كاتب وناشط مدني
التعليقات