منذ عهد محمد علي والثورة العرابية.. كيف شارك اليهود في الحياة السياسية المصرية؟ - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 5:35 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

منذ عهد محمد علي والثورة العرابية.. كيف شارك اليهود في الحياة السياسية المصرية؟

ميدالية نقش عليها وجه يوسف قطاوي باشا السياسي والاقتصادي المصري البارز اليهودي الرافض للصهيونية
ميدالية نقش عليها وجه يوسف قطاوي باشا السياسي والاقتصادي المصري البارز اليهودي الرافض للصهيونية
محمد حسين
نشر في: الأحد 17 سبتمبر 2023 - 12:22 م | آخر تحديث: الأحد 17 سبتمبر 2023 - 12:23 م

حضور بارز بالوزارات وصلات قريبة مع القصر الملكي
أقامت الطائفة اليهودية بمصراحتفالا بالسنة اليهودية الجديدة، مساء أمس الجمعة، بأحد المعابد بمصر الجديدة، وذلك للمرة الأولى منذ 70 عاما، وفقا لما ذكرت الصفحة الرسمية للطائفة على موقع فيسبوك.

ويعتبر عدد أفراد الطائفة اليهودية بمصر عددا ضئيلا جدا؛ حيث لا يجاوز 100 شخص بأقصى تقدير وفقا لإحصاء نشره موقع" ماكور" الإسرائيلي.

ومن المعروف تاريخيا، أن ممارسات جرت في الخمسينيات بهدف إبعاد اليهود عن مصر، بأعقاب ظهور شبكة "جوشين "السرية التي كانت تتولى تهريب اليهود المصريين الى فرنسا و إيطاليا ثم إلى إسرائيل، وفقا للشرق الأوسط اللندنية.

* التأميم والصهيونية

ويقول الدكتور نبيل عبد الحميد أستاذ التاريخ المعاصر والحديث، في حديث للشرق الأوسط ، بأن كل الظروف تضافرت في إخراج اليهود من مصر بعد الثورة فعبد الناصر كزعيم له مسار وطني شعر أن من واجبه اخراج اليهود، وبخاصة بعد فضيحة لافون، بالإضافة إلى أن الفكرة الصهيونية سيطرت على عقول اليهود في مصر؛ ففي اسرائيل كانوا يروجون لفكرة ارض الميعاد، والاستقرار والوطن القومي، وهذه تيمات عزف عليها الصهاينة لكن الترحيل الفعلي لباقي اليهود تم بعد عام 1961 بعد صدور قرارات التأميم.

* الثورة العرابية

وأشار الدكتور محمد أبو الغار لمشاركة الطائفة اليهودية بالمشهد السياسي بمصر، من خلال صفحات كتابه" يهود مصر في القرن العشرين" والصادر عن دار الشروق.

ويقول أبو الغار: "لعب اليهود أدوارًا معلنة وأخرى مستترة في السياسة المصرية منذ القرن التاسع عشر يقول الرافعي إن مجلس الحكم في أثناء الثورة العرابية أصدر بيانًا يرفض فيه عزل عرابي، ورفض قرار الإنجليز بالقبض على 500 شخص؛ منهم شيخ الأزهر وحاخام اليهود ، وقد انضمَّ بعض شباب اليهود إلى الثورة العرابية.

* يعقوب صنوع.. كافح لجانب عرابي

وكان يعقوب صنوع، مثالًا للوطنية المصرية وكتب عرابي إلى صنوع من منفاه في 25/9/1884 قائلًا: أعترف بأنك كنت أول من تعاطف مع الأمة المصرية؛ لأنك كافحت من أجل قضية الأمة والحرية ثماني سنوات، وكانت صحيفتا الحاوي و أبونظارة أهمَّ عون لي في نداء الأمة ونشر أفكار الحرية بين القاصي والداني، أكرمك الله باسم الأمة، وفقا للمؤرخ عبد الرحمن الرافعي كتابه عن تاريخ الثورة العرابية.

* مساندة سعد زغلول

ويقول جاك حسون، بكتابه تاريخ يهود النيل، إن يهود الإسكندرية أيدوا ثورة عرابي، ثم أيَّد أولادهم وأحفادهم سعد زغلول في أثناء ثورة 1919 ، وانضمَّ البعض مثل فيلكس بنزاكين وموريس فرجون إلى حزب الوفد، والكثيرون إلى الحركات الماركسية والغريب أنه حين أيَّد الشعب الشعب المصري ثورة عرابي، قام حاخام اليهود وأبناء الطائفة بتأييد عرابي من منطلق أنهم مصريون وطنيون مؤمنون بقضية مصر واستقلالها.

وأكمل: "وكان هذا الشعور نابعًا من شعور وطني مصري لم يتأثر بالأفكار الصهيونية التي لم تكن قد تبلورت بعد، ولم تؤثر في انتماء اليهود المصريين لوطنهم".

* عائلة قطاوي.. أول بك يهودي

وبتتبع التاريخي للتأثير والدور الذي لعبته الجالية اليهودية بمصر، سنجد أن هناك تكرارا لأسماء عائلات وشخصيات بارزة بشكل واضح، وقد تعرض لذلك الكاتب ياسر ثابت، بكتابه "تاريخ اليهود في مصر والعالم العربي".

ويقول ثابت :"تقفز إلى الذاكرة عائلة قطاوي، وهي عائلة مصريَّة يهوديَّة، برز عددٌ من أفرادها في النشاط السياسي والاقتصادي في مصر في أواخر القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين، وترجع أصولها إلى قرية قطا شمالي القاهرة.

ويضيف: "بدأ دور هذه العائلة مع نزوح أليشع حيدر قطاوي إلى القاهرة في أواخر القرن الثامن عشر، حيث عمل ابنه يعقوب في التجارة وعُرف عنه الأمانة ونقاء الذمة؛ الأمر الذي دفع باليهود إلى أن يعُدُّوه كبيرهم، فكان الوالي محمد علي يستدعيه حين يريد توجيه خطاب أو فرمان إلى اليهود، وبالمثل حصل يعقوب على امتيازات من محمد علي للقيام بأنشطة تجاريَّة وماليَّة وكان أول يهودي مصري يُمنح لقب «بك» عام ١٨٨٠ بفرمان من الخديوي توفيق، كما حصل على لقب «بارون» من الإمبراطوريَّة النمساويَّة المجريَّة التي حملت العائلة جنسيتها، لكنه كان حريصًا على ارتداء الجبة والقفطان والعمامة، والحديث بالعربيَّة والعبريَّة مع تجنُّب الحديث بلغات أوروبيَّة.

*الضربخانة

وعهِدَ إليه الخديوي عباس الأول بتقديم لوازم الحكومة من معدات المخابز، ففعل فولَّاه التزام حلقات الأسماك، فأثبت أمانة وكفاءة في هذا العمل الإداري؛ مما حدا بعباس باشا إلى أن يوليه إدارة أشغال الضربخانة؛ أي مدير مصلحة ضرب النقود، وهو منصب كبير، ثم ضمَّ إليه إدارة الجمارك المصريَّة، وجعله ناظرًا على الخزانة.

* وفد الاستقلال والدستور

وفي عام ١٩١٥، كان يوسف قطاوي عضوًا في الوفد المصري الساعي إلى التفاوض مع بريطانيا لنيل الاستقلال لمصر، كما اختير عام ١٩٢٢ عضوًا في اللجنة التي أُسندت إليها مُهِمَّة وضع دستور مصري جديد عقب الثورة المصريَّة (١٩١٩) والتصريح البريطاني بمنح مصر استقلالها الشكلي (١٩٢٣) اختير يوسف قطاوي وزيرًا للماليَّة عام ١٩٢٤ ثم وزيرًا للمواصلات عام ١٩٢٥، وانتُخب عام ١٩٢٣ عضوًا في مجلس النواب عن دائرة كوم أمبو، كما كان عضوًا في مجلس الشيوخ في الفترة من ١٩٢٧ وحتى ١٩٣٦ وقد تزوج من عائلة سوارس، وكانت زوجته أليس -الشهيرة بـ«مدام قطاوي»- وصيفة أولى للملكة نازلي زوجة الملك فؤاد، ووصيفة للملكة فريدة زوجة الملك فاروق.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك