عمرو موسى: نبيل فهمي تلميذي ثم زميلي ثم وزيري ووالده أستاذي - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 5:54 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عمرو موسى: نبيل فهمي تلميذي ثم زميلي ثم وزيري ووالده أستاذي

أسماء سعد:
نشر في: الجمعة 1 أبريل 2022 - 8:10 م | آخر تحديث: السبت 2 أبريل 2022 - 4:05 م

قال وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى: علينا تهنئة الوزير الأسبق نبيل فهمى فى يوم إطلاق كتابه «فى قلب الأحداث»، فالعديد من الأواصر تربطنى بنبيل فهمى، فكان والده إسماعيل فهمى «أستاذى»، وكان هو «تلميذى، ثم زميلى، ثم وزيرى»، وأنه فى جميع تلك المراحل كان ولا يزال «صديقى»، وعند إطلاعى على نسخة مبكرة من الكتاب فقد تم تذكيرى بأحداث مهمة ذات صلة بمصر حاضرا ومستقبلا، وذكريات استدعيتها بأدبياتها ووقائعها.
وأضاف: خرجت من قراءتى للكتاب بـ«خلاصتين»: أولاهما أنه يعكس جهدا متميزا فى مجال المذكرات السياسية، وثانيهما أنه يشكل إضافة مهمة لما كتبه وزراء وسفراء سابقون عن مسارات السياسة والدبلوماسية المصرية، وأن تلك المؤلفات أشبه بـ«سلسلة» يشد بعضها بعضا، يستوجب معها توصية «شباب الدبلوماسيين» أن يستفيدوا منها وأن يطلعوا عليها ويدرسوها، حيث تتيح كما من المعلومات وقدرا كبيرا من الرؤى لمسار السياسة المصرية لما سبق فترة الرئيس مبارك وسنوات حكمه الثلاثين، وما تلا ذلك من أحداث وتطورات.
وأشار موسى إلى أن المنطلق الفكرى للكتاب فى خطه العريض، وفى مختلف تجلياته إنما يؤكد أن تلك المذكرات جميعا بالأحداث التى تضمنتها إنما تشكل «مدرسة فكرية»، تتعلق بالسياسة المصرية فى مرحلة ذات حساسية خاصة وما امتدت إليه من تأثيرات تتعلق بحاضر مصر ومستقبلها القريب قبل البعيد.
وواصل: لقد سجل الفراعنة أحداث زمانهم على جدران معابدهم، ثم جاء على مصر عصورا اعتمد فيه السرد التاريخى على روايات وحكايات ومشاهدات أدت مهمة التأريخ إلا أن أكثرها كان ركيكا وغير دقيق يعكس عصور التراجع المتتالية، وسلبياتها المتراكمة التى كادت تصيب مصر فى مقتل، حتى أقعدتها عن ممارسة دورها التاريخى فى الريادة الإقليمية المستندة إلى قوة فكرية وثقافية ثرية.
واستطرد: إلا أن الأحداث الأربعة المؤثرة مباشرة فى مسار تاريخ مصر الحديث كشعب ودولة وأبكرها الحملة الفرنسية فى جزئها المتعلق بقوتها الناعمة، ثم حكم محمد على الذى أنشأ دولاب الدولة المصرية الحديثة، ثم الثورة الوطنية المصرية المصرية عام 1919، التى صاعت وأطلقت الضمير السياسى وشكلت الذهنية النشطة لمصر والمصريين، ثم جاء إعلان استقلال مصر فى مارس 1922، فافتتح الطريق إلى نهضة ثقافية مشهودة وتشكيل قوة ناعمة غير مسبوقة، أنارت سبل العلم والمعرفة للمنطقة بأكملها، حيث كان الكتاب المصرى عنصرا أساسيا فى انتشارها، وكانت حرية الفكر والإبداع شبه مطلقة.
وأضاف: تلك الحرية اختلفت درجاتها بين العهدين الملكى والجمهورى، أو بين ما قبل وبعد 1952، ثم كان ما كان من هزيمة 1967، إلى حكم الإخوان ما بين عامى 2012، و2013 حيث كان الجمود وانسداد الأفق وتراجع الإبداع، قيمة وفكرا وتأليفا ونشرا، ومن ثم فإن دور الكتاب المصرى وعودته بقدر غير قليل من النشاط والحيوية عبر روايات كانت أم تأريخا وعلوما، كانت أفكارا وإبداعات بأقلام الشباب، إنما تبشر بمستقبل عظيم للقوة الناعمة المصرية بمختلف فروعها، وخاصة إذا كانت تتحلى بقوة المنطق وعمق البحث وثراء الإبداع والأداء المقنع، وهو ما يؤكده احتفال اليوم بكتاب «فى قلب الأحداث».
وتابع: إلى هنا ملاحظة أراها مهمة، أن التاريح الأدبى لمصر وكتبها، خلا إلا قليلا من الكتب التى تتعرض للتاريخ الدبلوماسى المصرى، والتى تعرض على شعب هذا البلد العظيم، تاريخ كفاح أبنائه من الدبلوماسيين، وتعلمهم أن نضال «القلم والسيف» صنوان، وأن نضال «القلم» أنواع يأتى فى المقدمة منها النضال الدبلوماسى، وتاريخه المشرف الطويل.
وواصل موسى: لنراجع سويا، دور الخارجية المصرية فى صياغة أسس السياسية الخارجية وممارسة المفاوضات السياسية والاقتصادية منذ عام 1922، مرورا بالعام 1936وحتى عام 1954، والتى انتهت بانسحاب الاحتلال البريطانى والاستقلال الكامل لمصر، وإقامة جامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية، ثم دورها فى صياغة أدبيات التفاوض المصرى بعد تأميم قناة السويس وعدوان 1956، وفى محاولات إنقاذ أرض الوطن بعد هزيمة 1967، وفى الصياغات التى أدت إلى الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد الحرب المجيدة فى 1973، وكذلك فى مقاومة محاولات عزلة مصر بعد اتفاقيات كامب ديفيد، ودورها فى صياغات وثائق ومبادئ حركة عدم الانحياز ومن قبلها فى أدبيات الحياد المصرى، ثم دورها فى أحداث ميثاق الأمم المتحدة عام 1945.
وأضاف موسى أن هذا كله هو القاعدة التى بنيت عليها مذكرات الدبلوماسيين المصريين فى متابعاتهم لأحداث عايشوها وأسهموا فيها، ومن هنا يأتى اهتمامنا بإطلاق كتاب اليوم «من قلب الأحداث»، الذى يحمل بين طياته تحية إلى كل من كتب وأرخ للدبلوماسية المصرية، وترحيبا بمن سيلحق به من مؤلفات تسجل تجليات هذه الدبلوماسية العتيدة.
وقال موسى: أعجبنى فى كتاب نبيل فهمى «حسن السرد» وتسلسل العرض، ولأنه يتضمن ما يدعو إلى شحذ الفكر وتنشيط النقاش حول أمور عديدة فى مرحلة مهمة من تاريخ مصر وتأثيرها على دور مصر الاقليمى والدولى، مضيفا: شعرت بما شعر به نبيل فهمى فى الكتاب، من حيث الانتقال من العمل الدبلوماسى والسياسى، والفوارق بين تلك الخبرات.
وتابع: يجب الإشارة إلى ما ذهب إليه نبيل فهمى إلى أنه حماية للسلام، يجب إعادة تشكيل تحالف دولى راع وداعم لعملية السلام العربى وحل الدولتين وفقا للأسس المحددة لذلك منذ قرارى مجلس الأمن 242، و338، وذلك ضمن ما تطرق إليه الكتاب حول القضية الفلسطينية، ربما يشعر البعض أن الزمن جاوز ذلك، بسبب إصرار لا يبدو أنه قد تغير للسياسة السلبية الإسرائيلية فى هذا الصدد، وإيمان بالغ بالمصالح الشخصية على الجانب الفلسطينى، وأولوية تراجعت على المنزلق الأوروبى، وانحياز واضح ومقيت للإدارات الأمريكية المتتابعة، وكان آخرها تلك الإدارة السابقة التى طرحت ما دعته بـ«صفقة القرن»، وهو تعبير يدعو للأسف والسخرية فى الوقت ذاته.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك