قال مصدر بمنطقة آثار مصر العليا في الأقصر، إن اللجنة الأثرية التي تم تشكيلها لمعاينة أعمال الحفر في مقر قصر ثقافة الطفل بمدينة الأقصر، أكدت بالفعل وجود سرداب بطول 6 أمتار يمتد أسفل القصر، مخفي خلف 3 أبواب خشبية مموهة ومغطاة بالرمال.
وأضاف المصدر، لـ"الشروق" أن اللجنة حاولت الدخول إلى المبنى، إلا أن المسؤولين عن القصر تأخروا في فتح الأبواب، قبل أن تكتشف اللجنة موقع الحفر داخل المبنى أسفل كومة رمال.
وأشار إلى أن اللجنة عثرت على معدات حفر، موتور شفط مياه، ورديم موزع على 3 غرف بشكل دقيق، دون وجود أي آثار لأعمال ترميم، رغم أن شركة المقاولات المسؤولة كانت قد تسلمت الموقع لتطويره منذ فبراير الماضي وكان من المفترض تسليمه للافتتاح أمس الأحد.
وأوضح أن اللجنة عثرت على أمفورة أثرية كاملة تعود للعصر الروماني كانت تستخدم لحفظ النبيذ والزيوت ذات رقبة ضيقة وعنق طويل وكتف عريض، بجانب أواني فخارية من أحد العصورة المصرية المتأخرة، ما يرجح وجود كشف أثري محتمل.
ولفت المصدر، إلى أن منطقة أبو الجود تعد ضمن نطاق الإشراف الأثري، وضمن حرم معبد الأقصر والذي يبعد عنها بمسافة 300 متر تقريبًا، ما يتطلب تصريحًا رسميًا لأي أعمال حفر أو إنشاءات، وفقًا لقانون حماية الآثار.
تفاصيل جديدة
وكشفت مصادر مطلعة في فرع ثقافة الأقصر عن تفاصيل جديدة في واقعة إحباط محاولة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بوسط المدينة، والتي أثارت جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية.
وقال مصدر مسئول داخل الفرع، إن الواقعة تم اكتشافها مساء أول أمس السبت، قبل زيارة وزير الثقافة بيوم واحد، حيث أبلغ مسئول الأمن بالموقع كلًا من مكتب محافظ الأقصر، وإدارة الفرع، التي سارعت بدورها بإبلاغ مكتب وزير الثقافة رسميًا.
وأكد المصدر، لـ"الشروق"، أن الواقعة لم تسفر حتى الآن عن القبض على أي من العاملين ضمن فريق ترميم القصر، مشيرًا إلى أن العمال ورئيسهم قاموا بإغلاق هواتفهم المحمولة فور علمهم بانكشاف الأمر، وتواروا عن الأنظار.
تعثر في أعمال التطوير
وأضاف المصدر أن الوثائق الرسمية تشير إلى أن الشركة المسئولة عن ترميم قصر ثقافة الطفل كانت قد أبرمت عقدًا مع فرع ثقافة الأقصر، يقضي ببدء الأعمال في فبراير الماضي، على أن تنتهي بحلول الأول من يونيو الجاري.
غير أن الشركة لم تُحرز أي تقدم يُذكر في أعمال الترميم حتى وقت قريب، ما دفعها إلى إرسال خطاب رسمي إلى فرع الثقافة منذ أسبوعين تطلب فيه مد فترة التنفيذ لشهرين إضافيين.
التحقيق جار أمام النيابة
وعلى ضوء ذلك، يخضع حاليًا مدير فرع ثقافة الأقصر للتحقيق أمام النيابة العامة، بينما يُجري مدير الإقليم الثقافي تحقيقات موازية أمام النيابة الإدارية، بشأن مسئولية الجهات المختلفة عن الإشراف والمتابعة.
وأكد المصدر أن مجلس مدينة الأقصر هو الجهة التي وافقت على أعمال الترميم، نظرًا لوقوع القصر في نطاق حي وسط، شأنه في ذلك شأن مدير إدارة الصيانة بالفرع.
وتابع: "إدارة الصيانة بفرع الثقافة كان من المفترض أن يتابع بشكل دوري مراحل تنفيذ المشروع، بالتنسيق مع مجلس المدينة، إلا أن ذلك لم يحدث".
وحاولت "الشروق" التواصل مع سكرتير عام مجلس مدينة الأقصر، حاتم جابر، القائم بأعمال رئيس المدينة حاليًا، الذي رفض الإدلاء بأي تصريحات متصلة بواقعة التنقيب، مكتفيًا بالإشارة إلى أن "المجلس سيبدأ في وضع صدادات حديدية في محيط القصر، ضمن إجراءات تأمين الموقع".
وفي السياق نفسه، رفض أيمن حسين، رئيس حي وسط مدينة الأقصر، الحديث عن غياب المتابعة من الحي لأعمال الترميم منذ بدايتها، مطالبًا بالعودة في هذا الشأن إلى القائم بأعمال رئيس المدينة، الذي رفض بدوره أيضًا الإدلاء بأي تصريحات.