130 ألف مشاهد استمتعوا بحفلات المهرجان على مدى 15 يوما يعكس ثقة الجمهور فى المحتوى الفنى الهادف والجاد
موسيقى عمر خيرت تحمل مشاعر حب الوطن والانتماء فى الليلة الأخيرة

من مشارف قاهرة المعز وتحت شعار «الفن الراقى يفرض نفسه»، اختتمت أمس الأول الدورة الـ 28 من مهرجان قلعة صلاح الدين الدولى للموسيقى والغناء، الذى تنظمه دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدى صابر، فعالياتها المتنوعة التى وصلت إلى 41 فقرة بأسعار مدعمة من مختلف الفئات الفنية بين الغنائى والموسيقى والاستعراضى، على مدى 15 يوما، استمتع بها ما يقرب من 130 ألف متفرج، وشارك بها العديد من النجوم الكبار منهم، هانى شاكر، ومحمد الحلو، وعلى الحجار، ومدحت صالح، والموسيقار عمر خيرت.
وشهدت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، الختام المبهر لمهرجان، الذى احتضن ألوانا مختلفة ومتنوعة من الإبداعات المصرية والعالمية، إلى جانب احتفالات وزارة الثقافة برئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، ليتوج المهرجان فى آخر فقرات دورته بدرة التاج التى وضعها الموسيقار عمر خيرت، كما شارك بها فرقة سوهاج للفنون الشعبية.
قالت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم: إن نجاح مهرجان القلعة، يعكس ثقة الجمهور المصرى فى المحتوى الفنى والثقافى الهادف والجاد، الذى يرتقى بالذوق العام، وتقدمه الدولة من خلال وزارة الثقافة، وأضافت أن العروض أبرزت إمكانات القوة الناعمة فى احتواء طاقات الشباب وتوجيهها، بما ينعكس إيجابا على خطط تنفيذ محاور التنمية المستدامة، كما أشارت إلى أن الأعداد الضخمة التى تابعت الحفلات اليومية ضمت مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية، وأثبتت بوضوح ارتفاع وعى أبناء الوطن وقدرتهم على مواجهة التطرف والأفكار الهدامة، مؤكدة أن الجمهور حصل بجدارة على لقب نجم المشهد.
وكانت البداية مع فرقة سوهاج للفنون الشعبية، وقدمت عددا من التابلوهات الفنية، التى جسدت صورا لبعض العادات والتقاليد المتوارثة فى صعيد مصر كان منها، «الخلخال»، و«العصاية»، و«الربابة»، إلى جانب فن المربع وغيرها.
وخلال الأمسية التى ضمت عددا ضخما من الحضور الذى احتشد منذ ظهر يوم الحفل لشراء التذاكر، من مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية والعمرية، ووصل إلى مسرح المحكى المكشوف بقلعة صلاح الدين، قبل بداية الحفل بساعات ليستطيع أن يجد له مكانا يمكنه من الاستمتاع بموسيقى عمر خيرت، التى تحمل فى طياتها صوت مصر ومشاعر حب الوطن والانتماء.
ووسط الهتافات والتصفيق الكبير وحفاوة الاستقبال، صعد الموسيقار عمر خيرت بصحبة مجموعة من العازفين من بينهم، عازفة الهارب منال محيى الدين، وعازفة الماريمبا نسمة عبدالعزيز، ليشرع «خيرت» فى تقديم مؤلفاته التى اقترنت فى وجدان الجمهور على مدى العقود الماضية بأعمال تليفزيونية وسينمائية، مستهلا بشكر وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، ورئيس دار الأوبرا المصرية الدكتور مجدى صابر، والدكتور مجدى بغدادى، رئيس البيت الفنى بالأوبرا، ثم افتتح حفل الختام بموسيقى «قضية عم أحمد»، وحرص «خيرت» على توجيه التحية للشرطة والقوات المسلحة فى بدايات الحفل، واختتمها بعبارة «تحيا مصر»، ثم أهداهم مقطوعة «إعدام ميت»، وعزف عمر مجموعة مختارة من روائعه الموسيقية الساحرة التى أجبرت الجمهور أن ينصت لها باحترام وحرص شديدين، هائمين مع أوتار الآلات الموسيقية المختلفة التى تصدرها «البيانو» ومنها، «غوايش»، ومسألة مبدأ»، و«زى الهوا»، و«الخواجة عبدالقادر»، و«زى ما هى حبها»، و«عارفة»، و«البخيل وأنا»، و«100 سنة سينما»، واختتم «خيرت» بموسيقى «وفيها حاجة حلوة» التى تفاعل معها الجمهور بشدة وردد كلماتها، مما اضطر عمر لتقديمها مرة أخرى بناء على طلب الحضور الذى هتف «تانى.. تانى» وسط تصفيق حاد وهتافات.
وكانت الدورة الـ 28 من مهرجان قلعة صلاح الدين الدولى للموسيقى والغناء، افتتحت فى الثامن عشر من أغسطس الماضى، وشهد حفل الافتتاح تكريم 10 شخصيات فنية وإدارية من أبناء الأوبرا وهم، المطربون على الحجار، ومحمد الحلو، ونادية مصطفى، والدكتور مجدى بغدادى، رئيس البيت الفنى، والفنانة جيهان مرسى، مديرة مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، والباليرينا سحر حلمى، وعازف الفيولينة ياسر الصيرفى، وعبده أبو المجد أحد مؤسسى المهرجان ومدير عام المكتب الفنى بالأوبرا، ومحمود عفيفى المشرف على معهد الموسيقى العربية، وعبدالحكيم تقى الدين المدير المالى والإدارى لفرقة باليه أوبرا القاهرة.
كما شهدت حضورا دبلوماسيا من سفراء الدول المختلفة المشاركة بالمهرجان من بينهم، غينيا وفنزويلا، ولبنان، وشهدت أيضا إحياء عدة حفلات بشكل يومى لعدد من الفنانين منهم، مى فاروق، ومحمد محسن، ومروة ناجى، وأحمد جمال، وهشام عباس، ومحمد عدوية، ومجد القاسم، وغالية بن على، وتانيا قسيس، ودينا الوديدى، والموسيقار هشام خرما، وفريق مسار إجبارى، وفرقة «كايرو ستبس»، والشيخ ياسين التهامى، فريق على مر الأجيال، أوركسترا ساوند تراك، أوركسترا النور والأمل، عازفة الماريمبا نسمة عبدالعزيز وفرقتها، إلى جانب عدد من الفقرات الاستعراضية قدمها كل من فرقة رضا للفنون الشعبية، ومنى بوركهارد، وفرقة سوهاج للفنون الشعبية، وعازف الإيقاع سعيد الأرتيست، بالإضافة إلى مشاركات دولية من ناميبيا، وغينيا، والهند، والصين، وفنزويلا.
وكان مهرجان قلعة صلاح الدين الدولى للموسيقى والغناء، بدأ أولى دوراته فى 11 أغسطس 1989، ونجح المهرجان خلال مسيرته فى صنع وإضافة العديد من الموسيقيين والفنانين إلى الفن المصرى، ويعد أهم وأقدم المهرجانات التى تنظمها دار الأوبرا المصرية.