حث وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث يوم السبت، دول جنوب شرق آسيا على التمسك بموقف حازم وتعزيز قواتها البحرية لمواجهة الأفعال "المزعزعة للاستقرار" التي تقوم بها الصين بشكل متزايد في بحر الصين الجنوبي.
وبعد ساعات، اتخذ هيجسيث نبرة أكثر لينا على الإنترنت بشكل ملحوظ، قائلا إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين "لم تكن أفضل حالا على الإطلاق" وأن الجانبين اتفقا على إنشاء قنوات اتصال عسكرية مباشرة.
وأعرب هيجسيث في اجتماع عقد بماليزيا مع نظرائه من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، مجددا عن قلق الولايات المتحدة بشأن ما وصفه بـ "العدوان" الصيني في المياه المتنازع عليها والذي تصاعد خلال الأشهر الأخيرة، مستشهدًا بحوادث مثل صدم السفن واستخدام مدافع المياه ضدها. وحذر من أن سلوك بكين الاستفزازي يهدد سيادة جيرانها والاستقرار الإقليمي.
وقال: "إن المطالبات الإقليمية والبحرية الشاملة للصين في بحر الصين الجنوبي تتناقض مع التزاماتها بحل النزاعات سلميا". وأضاف: "نحن نسعى للسلام. نحن لا نسعى إلى الصراع. لكن يجب أن نضمن أن الصين لا تسعى للسيطرة عليكم أو على أي طرف آخر".
ولا يزال بحر الصين الجنوبي أحد أكثر بؤر التوتر في آسيا. وتدعي بكين سيادتها على المنطقة بأكملها تقريبًا، بينما تدعي دول آسيان: الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي، ملكية المناطق الساحلية والمعالم البحرية أيضًا.وشهدت الفلبين، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، مناوشات متكررة مع الأسطول البحري الصيني.
ودعت مانيلا بشكل متكرر إلى استجابة إقليمية أقوى، لكن رابطة آسيان سعت تقليديًا إلى تحقيق توازن بين الحذر والعلاقات الاقتصادية مع بكين، الشريك التجاري الأكبر للمنطقة.
وانتقد هيجسيث إعلان الصين الأخير بشأن جزر "سكاربورو شول" المرجانية، التي استولت عليها الصين بالقوة من الفلبين في عام 2012، محمية طبيعية. وقال في الاجتماع إن ذلك كان "محاولة أخرى لفرض مطالبات إقليمية وبحرية جديدة وموسعة على حسابكم".
وحث هيجسيث آسيان على التعجيل بإبرام مدونة قواعد السلوك التي طال تأخيرها ويتم التفاوض عليها مع الصين لحكم السلوك في البحر. كما اقترح تطوير أنظمة مشتركة للمراقبة البحرية والاستجابة السريعة لردع الاستفزاز. وقال إن شبكة "وعي بحري مشترك" ستضمن أن أي عضو يواجه "عدواناً واستفزازاً ليس وحيداً".
وفي وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، نشر هيجسيث على منصة "إكس" أنه تحدث مرة أخرى مع وزير الدفاع الصيني، الأدميرال دونج جون، يوم السبت عقب اجتماعهما الثنائي في اليوم السابق.
وقال إنه تم الاتفاق بين الجانبين على إنشاء قنوات اتصال بين الجيشين لمناقشة أي مشاكل قد تنشأ. وأضاف أنهما اتفقا أيضا على أن "السلام والاستقرار والعلاقات الجيدة هي أفضل مسار لبلدينا العظيمين والقويين".