الجارديان: ما يحدث بين ترامب وبولتون ليست لعبة «قط وفأر».. بل «تدمير ذاتى متبادل» أشبه بالتفاعلات النووية - بوابة الشروق
الأحد 16 يونيو 2024 1:31 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجارديان: ما يحدث بين ترامب وبولتون ليست لعبة «قط وفأر».. بل «تدمير ذاتى متبادل» أشبه بالتفاعلات النووية

ترامب
ترامب
كتبت ــ منى غنيم:
نشر في: الجمعة 3 يوليه 2020 - 7:15 م | آخر تحديث: الجمعة 3 يوليه 2020 - 7:15 م

ــ «ترامب» عن «بولتون»: «فاشل وجرو مريض» و«بولتون» يرد: «مريض عقلى ومتعطش للصراع»

ــ «بولتون»: «ترامب» كان يصرخ داخل غرف الاجتماعات المغلقة مرددًا اقضوا على الأتراك.. وأمر مبعوثًا أمريكيًا أن «يركل مؤخرة الصينيين»

ــ «ترامب» و«بولتون» يكرهان «أوباما» بسبب حفاظه على رباطة جأشه وهدوء أعصابه حتى فى أحلك المواقف

ــ «بولتون»: حلم «ترامب» فى غزو فنزويلا «مرض عقلى»

فى أعقاب نشر مذكرات مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق جون بولتون، بعنوان «الغرفة التى حدث فيها ذلك»، قامت صحيفة «الجارديان» البريطانية بنشر مراجعة نقدية تضم أبرز المعلومات حول الصراع الدائر بين الرئيس الحالى «ترامب» ومستشاره الأسبق «بولتون». ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن المشاحنات التى دارت بين «ترامب» و«بولتون» على مدار 18 شهرا ليست بالظبط لعبة «قط وفأر»، والتى انتهت بإدعاء «بولتون» أنه استقال من منصبه، بينما زعم «ترامب» أنه من أقاله، إنما الأمر أقرب ما يكون لـ «التدمير الذاتى المتبادل»، كالذى يحدث فى التفاعلات النووية؛ فقد أكد «بولتون» عبر صفحات الكتاب أن «ترامب» غير صالح لمنصبه على الإطلاق، واتهمه باستجداء المساعدة من العناصر الأجنبية مقابل الحصول على«امتيازات انتخابية»، حتى وإن تضمن ذلك تأييد معسكرات الاعتقال الصينية للمسلمين، والرغبة فى إعدام الصحفيين الأمريكيين.


وكشفت صحيفة «الجارديان» أن «ترامب» غير قادر على الرد على الاتهامات، ولذلك لجأ إلى نعت «بولتون» بـ «الفاشل» و«الجرو المريض»، وأضافت أنه على الرغم من أن السياسة ــ فى مفهومها ــ هى استمرار الحرب ولكن عبر وسائل أخرى، إلا أنه من الصعب تخيُّل أن هؤلاء المراهقين هم من يتحكمون فى مصائر العالم، مشيرة بذلك إلى كل من «ترامب» و «بولتون» الذى كان جزءًا من إدارته.

وأشارت الصحيفة إلى أن كتاب «بولتون» يضم نقدًا لاذعًا للبروتوكولات السلمية لما يُعرف بـ «الحوكمة العالمية»، التى تعبر عن منظومة الحكم التى تشمل عددًا من الدول والمنظمات الدولية، وتمنح إحدى الدول دورًا قياديًا أكبر من غيرها كالأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، كما أنه وصف الشعوب الأوروبية بـ «الشعوب الضعيفة الخانعة».


كما انتقدت صحيفة «الجارديان» صفة «البطولة» التى يحاول «بولتون» إعطاءها لنفسه طوال الوقت، لاسيّما حين قال إن «حتى ندبه مليئة بالندوب»؛ حيث أوضحت أنه برغم عشق الجنرال السابق إرسال الآخرين إلى ساحات المعارك، إلا أنه كان أول الفارين، حين تخلّف عام 1969 عن الخدمة فى فيتنام من خلال الانضمام إلى الحرس الوطنى غير المقاتل؛ فقط لأنه كره المشاركة فى حرب خاسرة على حد تعبيره.

وادّعى «بولتون» عبر صفحات مذكراته التى حوت تفاصيل تعامله مع الرئيس الحالى أن «ترامب» متعطِّش للصراع بشكل لا يُصدق؛ فقد كان يغضب إن قامت زوجته ميلانيا بمهاجمة أحد مساعدى «بولتون»، وكان يصرخ داخل الاجتماعات المغلقة التى تدور حول النزاع مع الأتراك: «اضربوهم، اقضوا عليهم»، كما أمر مبعوثًا للصين ذات مرة أن «يركل مؤخرة الصينيين».


ووصفت صحيفة «الجارديان» حالة التأجج التى يتميز بها الرئيس الحالى للولايات المتحدة بالتأجج «البلاغى» أو «الأدبي» وليس الفعلى، الذى لا يختلف، كما يقول «بولتون»، عن الطريقة التى «أغرق بها الرئيس السابق «أوباما» العالم بآرائه، دون أن يفعل شيئًا من أجل وضعها فى حيز التنفيذ»، وهو تعليق يكشف الأمر المشترك الذى يكرهه كل من «ترامب» و«بولتون» بشأن «أوباما»؛ ألا وهو حفاظه على رباطة جأشه وهدوء أعصابه حتى فى أحلك المواقف.


وكشف «بولتون» عبر صفحات مذكراته بعض الكواليس الأخرى من داخل البيت الأبيض؛ فقال إنه نادى بـ «رد فعل ملموس» حيال معظم الملفات السياسية، إلا أن «ترامب» أحبطه بإلغاء مناورات الحرب لاسترضاء كوريا الشمالية، وإلغاء قرار ضرب إيران فقط لأنه توقع سقوط 150 ضحية، كما سخر «بولتون» من حلم «ترامب» القديم فى «غزو» فنزويلا، وضمها للولايات المتحدة، وقال إنه كان كلما سمع الرئيس يردده، تذكّر حزمة الأمراض النفسية التى كانت تصيب النساء فى القرن التاسع عشر كالهيستريا والجنون والاكتئاب والاضطرابات العقلية الأخرى، والتى كانت تُسمى مجازًا بـ «حالة من الأبخرة a case of the vapours»، كما قال إن «ترامب» كان يمسك إدارته بيد من حديد؛ حتى أن نائب الرئيس، مايك بنس، المعروف بآرائه السياسية القوية، كان يستخدم لغة مُصطنعة «مائعة» حين يُطلب منه الحديث حول ما قاله «ترامب» للرئيس الأوكرانى من أجل ضمان بقائه فى منصبه كرئيس للولايات المتحدة، كما اعترف «بولتون» أن الخوف قد تملكه مرة واحدة فقط خلال عمله مع «ترامب»؛ وهى المرة التى لم يسأله فيها عن رأيه فى الرئيس الروسى « بوتين»؛ لأنه «كان خائفًا مما قد يسمع».

وبيّنت صحيفة الجارديان أنه على الرغم من الوعد الذى يحمله عنوان الكتاب، فإن «بولتون» لم يكن «فى الغرفة» أثناء محادثة «ترامب» الخاصة الممتدة مع «بوتين» فى «هلسنكي»، وأضافت أنه ــ إمعانًا فى إفحام «بولتون» ــ فإن «ذلك الأمر» الذى «حدث فى الغرفة» لم يحدث دائمًا بالشكل الذى صوّره «بولتون»؛ فبالنسبة للجزء الأكبر تسرد تلك المذكرات إخفاقات «بولتون» نفسه فى التحريض على ما يسميه المواجهات «الوجودية» مع كل من: الناتو والاتحاد الأوروبى و سوريا وإيران، وتابعت أنه كانت هناك فرصة سانحة لـ «بولتون» ليغير التاريخ، إلا أنه آثر عدم إفساد مبيعات كتابه، ورفض التحدث بصراحة أثناء محاكمة «ترامب» التى تهدف لتنحيته عن منصبه كرئيس، وقد وافق على السماح لمجلس الشيوخ باستدعائه خلال المحاكمة، واثقًا من أن الأغلبية الجمهورية لن ترغب فى الاستماع إلى شهود الادعاء، وهو بذلك يكرر ما فعله حين تخلى عن معركة «فيتنام» مرة أخرى؛ حين التزم الصمت خلال محاكمة عزل الرئيس الحالى، التى يراها أيضًا «قضية خاسرة».


وأوضحت صحيفة «الجارديان» أن الكتاب حين لا يُعدد مساوئ «ترامب»، فإنه يقف كنصب تذكارى شاهدًا على عظمة «بولتون» الخاصة، الذى لا يترك فرصة للقدح فى شخص «ترامب» إلا واستغلها، حتى على صعيد التشبيهات الأدبية؛ حيث استشهد «بولتون» فى أحد الفصول بالتهديد الذى شعر به «أنطونيو» حيال ما أسماهم «كلاب الحرب» فى مسرحية يوليوس قيصر الشهيرة لـ «شكسبير»، مشيرًا إلى قيصرية «ترامب» ورفاقه الاستبداديين فى تركيا والبرازيل وروسيا والصين، ونوهت الصحيفة أيضًا عن وجود تشابه مؤسسى ومعمارى بين تصميم العاصمة «واشنطن» و«روما» القديمة، التى امتلأت ــ حتى فاضت ــ بالصراعات السياسية، وكبح فيها أعضاء مجلس الشيوخ ذوى العقول اليمينية الأباطرة الطموحين.


كما نقل «بولتون» أيضًا أحد الاقتباسات، يقول فيه: «عندما تتفشى الرذيلة، ويتولى الأشرار مقاليد الأمور، تصبح مرتبة الشرف مرتبة خاصة لا ينالها إلا القليل»، وهو مأخوذ من مسرحية تراجيدية قديمة للشاعر الإنجليزى جوزيف أديسون بعنوان «كاتو» ــ وهى المسرحية التى عشقها جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة ــ لأنها تنقل المقاومة الواعية لأحد الأبطال الشجعان الذى دافع عن وطنه ضد استبداد قيصر، ولكن فى حين أن بطل «أديسون» أدرك أن «العالم صُنِع خصيصًا من أجل قيصر»، فقتل نفسه يأسًا وإحباطًا، اختار «بولتون» أن يتواطأ مع ذلك «القيصر»، وبذلك خرج للأبد من سجلات «مرتبة الشرف»، وسطر أحرف اسمه فى حاشية «سجلات العار»، كما وصفتها صحيفة «الجارديان».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك