خاص | الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ«الشروق»: الانسحاب التاريخي من أفغانستان كان القرار الصائب - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 2:40 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خاص | الرئيس الأمريكي جو بايدن لـ«الشروق»: الانسحاب التاريخي من أفغانستان كان القرار الصائب

ياسمين سعد:
نشر في: الجمعة 3 ديسمبر 2021 - 4:32 م | آخر تحديث: الجمعة 3 ديسمبر 2021 - 8:14 م

الرئيس الأمريكى فى رسالة رسمية ردا على أسئلة "الشروق":

- لم أستطع إرسال آلاف من جنودنا الشجعان والمخاطرة بحياة جيل جديد

ــ مهمتنا الدبلوماسية مع أفغانستان ما زالت مستمرة.. ونواصل رصد ومنع ظهور تهديدات إرهابية جديدة

ــ واشنطن نفذت أصعب وأكبر عملية نقل جوى فى التاريخ خلال الانسحاب.. وسنكرم قواتنا المشاركة فيها

- ندعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب وحقوق النساء الأفغانيات.. ونسعى لإبرام اتفاقات واسعة لتحسين أوضاع الشعب الأفغانى

ــ قدرات تنظيم القاعدة الإرهابى تراجعت بشدة بعد قتل زعيمه أسامة بن لادن.. وحماية الأمن القومى فى أفغانستان من مصلحتنا

في 31 من شهر أغسطس الماضي، خرج آخر جندي أمريكي من أرض أفغانستان، بعد 20 عاما من تواجد القوات الأمريكية هناك، عندما شن الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش حربا ثارية لضحايا هجمات 11 سبتمبر، وبعد سنوات استطاعت قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة والعقل المدبر للهجمات، ثم قتل ابنه التي ادعت أمريكا إنه سيكون وريث خلافة التنظيم.

قررت الولايات المتحدة الأمريكية أخيرا الانسحاب، لتترك حكم أفغانستان في يد حركة طالبان، في مشهد اتسم بالفوضوية ووصفه محللون بلحظة هزيمة أمريكية جديدة.

في 29 من شهر سبتمبر الماضي، أي بعد ما يقارب من شهر من الانسحاب من أفغانستان، عقد مجلس الشيوخ الأمريكي جلسة لمناقشة هذا الانسحاب الفوضوي، واعترف خلاله قادة عسكريون في وزارة الدفاع الأمريكي بأخطاء في التقدير أدت إلى فشل استراتيجي في البلاد مع استحواذ حركة طالبان على السلطة في كابول دون صعوبات بعد 20 عاما من الحرب عليها، حتى انقلبت مساعي تقويضها إلى تراجع متواتر أفضى لتسليمها السلطة، وأشار قائد أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل 3 سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني النظامي.

تواصلت "الشروق" مع البيت الأبيض عبر البريد الإلكتروني لإجراء حوار مع الرئيس الأمريكي جو بايدن حول قضية أفغانستان، وسؤاله عمّا إذا ما كان يرى -بعد هذه الاعترافات بالتقصير العسكري والاستراتيجي- أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بهذه الطريقة كان قرارا صائبا، وعن الرعايا الأجانب والأفغان الذين وجدوا أنفسهم تحت قبضة طالبان، بالرغم من وعد أمريكا بمساعدتهم وإجلائهم، وكيف ستتعامل واشنطن مع التهديدات الموجهة للنساء تحت حكم طالبان.

وفي أول ديسمبر الجاري، تواصل البيت الأبيض مع "الشروق" ليمدها بإجابات الرئيس بايدن على بعض الأسئلة، في خطاب رسمي ممهور بخاتم المكتب البيضاوي وموقع بإمضائه.

 

 

رسالة جو بايدن الرسمية إلى "الشروق" حول الأوضاع في أفغانستان



في بداية التصريح تحدث بايدن عن تاريخ العلاقات الأمريكية الأفغانية قائلا: "توجه الجيش الأمريكي إلى أفغانستان قبل عقدين من الزمان لتحقيق أهداف محددة هي: القضاء على الإرهابيين الذين هاجمونا في 11 سبتمبر 2001، والاقتصاص من أسامة بن لادن، بجانب التأكد من أن أفغانستان لن تستخدم مرة أخرى كقاعدة لتنفيذ خطط هجوم إرهابية على أمريكا".

أضاف بايدن أنه بعد قتل أسامة بن لادن، تضاءل دور تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن مصلحة أمريكا الوحيدة على مدار العشرين عاما وإلى الآن تظل واحدة، وهي حماية الأمن الوطني في أفغانستان حتى لا تتحول إلى مقر لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة ضد أمريكا.

أكد بايدن أن أمريكا مستمرة حاليا في مهمتها التي بدأتها منذ أول يوم خطت فيه على أرض أفغانستان، فهي تواصل رصد ومنع ظهور تهديدات إرهابية جديدة ضد المصالح الأمريكية، وهي نفس المهمة التي تقوم بها لمواجهة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.

وعن اتخاذه قرار الانسحاب قال: "عندما أصبحت رئيسا للولايات المتحدة، أجريت مراجعة دقيقة لمهمتنا في أفغانستان، وكان أمامي خياران واضحان، إما أن أقوم بتنفيذ الاتفاق الذي أبرمته الحكومة الأمريكية السابقة مع طالبان بسحب قواتنا من أفغانستان، وإما أن أستعد لإرسال آلاف من الجنود إلى هناك للسيطرة على الحرب الأهلية بأفغانستان".

واستطرد: "عندما فكرت مليا بالأمر، لم أستطع إرسال آلاف من جنودنا الشجعان إلى أفغانستان، والمخاطرة بحياة جيل جديد من أبنائنا وبناتنا، أخواتنا وإخواننا، للدفع بهم لخوض حرب أهلية بأفغانستان للعقد الثالث".

أوضح بايدن لـ"الشروق" أنه "وبعد 4 أشهر من تنفيذ عملية حارس الحرية، مازال متمسكا بصحة قراره بإنهاء أطول حرب شاركت فيها أمريكا، وبأنه مازال مقتنعا تماما بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، خاصة بعد قضاء 20 عاما هناك مع الحلفاء، وإنفاق ما يصل إلى 2 تريليون دولار من ميزانية الدولة على هذه الحرب، وقتل وإصابة آلاف الجنود الأمريكان، من ضمنهم 13 بطلا قتلوا في هجوم لداعش على مطار كابول خلال عمليات الإجلاء".

وجه بايدن رسالة شكر وامتنان للتضحيات التي قدمها الجنود الأمريكان الذين حاربوا في أفغانستان، مؤكدا أن الدولة ستقوم بتكريم نساء ورجال القوات الأمريكية الذين نفذوا عملية الانسحاب "وذلك لشجاعتهم التي لا مثيل لها، والتصميم والتنفيذ الدقيق الذي جعلهم ينجحون في أصعب وأكبر عملية نقل جوي في التاريخ" على حد قوله.

وأكد بايدن أن مهمة الولايات المتحدة الأمريكية الدبلوماسية مع أفغانستان مازالت مستمرة، حيث تبذل العديد من الجهود حاليا لتوفير النقل الآمن للأمريكيين والشركاء الأفغان والرعايا الأجانب الذين مازالوا بداخل أفغانستان إلى الآن.

وأضاف: "سنواصل دعم الشعب الأفغاني، وسنعمل بتنسيق وثيق مع المجتمع الدولي على ذلك، وسنواصل معًا في المجتمع الأمريكي التحدث عن الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني، بما في ذلك حقوق النساء، هذا بجانب دعمنا للاستقرار والتصدى للتهديدات الإرهابية".

ودعا بايدن كل الشعوب لدعم الشعب الأفغاني بعد انتهاء هذه الحرب الطويلة، وأنه وبالتعاون مع المجتمع الدولي، سيستمر في الدفاع عن الحقوق الأساسية للأفغانيين، وعلى رأسها الحقوق الانسانية للفتيات والسيدات، وأنه يسعى لإبرام اتفاقات دبلوماسية إقليمية تضمن منع العنف وتهيئة الاستقرار داخل المجتمع الأفغاني.

في ختام تصريحاته المكتوبة لـ"الشروق" طلب بايدن من الشعب الأمريكي الانضمام له في صلاة شكر وامتنان، لكل من قدموا حياتهم وخاطروا بأرواحهم فداء لأمريكا خلال مشاركتهم في حرب أفغانستان: "الولايات المتحدة الأمريكية ستظل مدينة لهم ولأرواحهم بدين لا يمكن سداده، ولا نسيانه على مر الزمن".

 

الزميلة ياسمين سعد



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك