تُعد مهنة سن السكاكين من الحرف اليدوية القديمة، التي تعتمد على مهارة الحرفي في استخدام حجر السن، ويزداد الإقبال عليها مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث يتوافد الجزارون والأهالي لسن جميع أنواع السكاكين الموجودة لديهم في المنزل استعدادًا لذبح الأضاحي.
في أحد شوارع المنشية بالإسكندرية، تقع أقدم ورشة لسن السكاكين، وأجرت "الشروق" جولة داخلها للتعرف على المهنة وقصة السنان الملكي.
يقول الحاج محمد مصطفى، صاحب أقدم ورشة لسن السكاكين والأسلحة بالإسكندرية، إنه ورث هذه المهنة أبًا عن جد، إذ كان جده السنان الرسمي للملك فاروق، حيث كان يتم سن السكاكين وأدوات الحلاقة الخاصة بالعائلة الملكية داخل هذه الورشة.
وأضاف مصطفى خلال حديثه لـ"الشروق"، أن الورشة تم افتتاحها عام 1937، أي منذ أكثر من 90 عامًا والعائلة تعمل بالمنهة منذ حوالي 100 عامًا.
وأشار مصطفى، إلى أن مهنة السنان تنتعش أكثر مع اقتراب عيد الأضحى، حيث يتوافد الجزارون والمواطنون لسن السكاكين استعدادًا لذبح الأضاحي، موضحًا أن جميع أفراد أسرته يعملون في المهنة، إذ تتوارثها الأجيال جيلًا بعد جيل، والجميع أكملوا تعليمهم، وما زالوا يعملون في الورشة.
وأوضح صاحب أقدم ورشة لسن السكاكين بالإسكندرية، أن الورشة ما زالت تحتفظ بطابعها القديم، وتضم معدات تقليدية، حيث تعتمد على آلة واحدة لتحريك جميع الأدوات المستخدمة في عملية السن، وتبدأ العملية بسن السكين على حجر السن المستورد، والذي يتميز بتركيبة خاصة تجمع بين الخشونة والنعومة، إضافة إلى درجة كربون معينة للحفاظ على جودة السلاح أثناء عملية السن.
وأضاف أنه عقب الانتهاء من حجر السن، تبدأ مرحلة التنعيم، ثم المرحلة الأخيرة وهي تنظيف السكين من الرايش، حيث يتم استخدام المياه أثناء السن لتبريد السلاح، وفي النهاية، يتم مسح السكين وتلميعه وتسليمه للزبون، وتختلف مدة السن حسب نوع السكين وحجمه، منوها بأن أفضل أنواع السكاكين تصنع من الصلب، حيث تدوم لفترات طويلة.
وأشار مصطفى إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من السكاكين، بحسب نوع التقطيع الذي تستخدم فيه، مثل السكاكين الخاصة بتقطيع اللحوم، وأخرى لتقطيع الفواكه والخضروات، ونصح بالحفاظ على السكين عبر استخدامه على ألواح خشبية أو بلاستيكية مضغوطة، وتجنب التقطيع على الرخام او الحديد، وذلك لضمان بقاء السكين حادًا لفترة أطول.
أما مصطفى محمد، وهو الابن ومن الجيل الرابع في الورشة، فقال إنه رغم حصوله على ليسانس السياحة والفنادق، إلا أنه تعلم المهنة منذ المرحلة الإعدادية على يد جده، وما زال يعمل في الورشة إلى اليوم، موضحًا أن جميع أفراد العائلة، ما زالوا متمسكين بشكلها القديم للحفاظ عليها كإرث تاريخي.