«الونيس».. كاميرا ابتكرها «أديب» لمساعدة المكفوفين - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 2:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«الونيس».. كاميرا ابتكرها «أديب» لمساعدة المكفوفين

مفيد أديب مبتكر الجهاز
مفيد أديب مبتكر الجهاز
 هاجر فؤاد:
نشر في: الإثنين 5 أغسطس 2019 - 5:48 م | آخر تحديث: الإثنين 5 أغسطس 2019 - 7:31 م

تخيل أنك تحاول النظر حولك ولا ترى سوى الظلام، فلا تستطيع أن تتحرك خطوة دون الاعتماد على يد شخص آخر، ولا تملك رفاهية ترك عصاك التى تتحسس بها طريقك، خشية من أن تصطدم بسيارة، أو أن تقع فى إحدى البالوعات... لحظات صعبة يمر بها المكفوفون يوميًا، لكن اليوم قد يقلل «الونيس» من صعوبتها!


«الونيس» هى كاميرا بصوت وصورة متصلة بالانترنت تثبت على وجه الكفيف، يمكن لأى شخص مهما بعدت مسافته أن يتصل بشخص آخر كفيف معه «الونيس»، ويستطيع أن يشاهد الطريق ويوجه فاقد البصر إلى وجهته دون مشاحنات، كما أنهما يستطيعان التحدث إلى بعضهما البعض طوال الطريق.


الفكرة ابتكرها رجل خمسينى، يدعى مفيد أديب؛ لمساعدة المكفوفين بإرشادهم ومتابعة حركتهم، فيقول عن دوافعه لابتكار «الونيس» إنه «لم يستطع أن يرى إخوانه المكفوفين يسحبون عند عبورهم الطريق، أو يتم استغلالهم بسبب عدم رؤيتهم لما يحدث حولهم»، مشيرًا إلى أنه ذات يوم كان يسير برفقه أصدقائه ورأى رجلا كفيفا يجلس بجوار إحدى ماكينات الصرف الآلى، ويبدو على وجهه الحزن؛ حيث إنه كان يريد أن يساعده أحد فى سحب الأموال.


فيحكى أديب لـ«الشروق» كيف أثر هذا المشهد فيه بعد أن تخيل للحظة المعاناة التى يعانيها هذا الرجل الفاقد لبصره، سأل نفسه: «ماذا لو ساعده شخص غير أمين وسحب مبلغا أكثر مما كان الرجل العجوز يريده دون أن يخبره؛ فهو لا يرى ولا يستطيع محاسبته»... ومن ثم أصبحت هذه القصة دافعًا لأديب لابتكار وسيلة تساعد كل فاقدى البصر على تسهيل حياتهم اليومية.
الرجل الخمسينى يعمل فى مجال مقاولات الالكتروميكانيكال (الأعمال الميكانيكية والكهربائية)، هو ما ساعده فى صناعة «الونيس»، فيشير إلى أنه قام بتجربتها على بعض الأشخاص وحققت نجاحا، ففاقدو البصر أصبحوا قادرين على الخروج دون أن يصطحبهم أحد.


أما عن مرحلة ما قبل صناعة الجهاز وكيف أتته الفكرة فيقول إنه استغرق وقتا فى البحث عن الأجهزة التى من شأنها مساعدة المكفوفين، إلا أنه لم يجد سوى نظارة يمكن أن يتصل بها المكفوف مع أحد أقرانه المبصرين فى نطاق ضيق إلى حد ما، كما أنها غير متوفرة فى مصر ورآها فى إعلان على الإنترنت تباع فى أمريكا، وتزيد تكلفتها على ما يعادل 25 ألف جنيه مصرى.
وأوضح أن النظارة كانت بمثابة الملهم له، فجعلته يتساءل «لم لا نصنع ما يشبهها وبإمكانيات أعلى وتكون مصر أول مُصنّع لها فى الشرق الأسط؟»، وهو ما قام أديب به بالفعل ليمكن الكفيف من التواصل مع المبصر، حتى وإن كان أحدهما فى مصر والآخر فى أمريكا، وقدمها بتكلفة أقل بلغت قيمتها ألفى جنيه فقط.


أما عن سلبيات «الونيس» فيرى صانعه أن أكبر مشاكله تتمثل فى كبر الحجم، معبرًا عن أنه ينتظر تمويلا من إحدى المؤسسات أو من رجال الأعمال ومهندسى التكنولوجيا لتطوير فكرته وتقليص جحمها، متمنيًا أن ترعى وزارة الاتصالات الابتكار، حتى تكون لمصر الريادة فى تسهيل حياة المكفوفين.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك