رغم كونها لاجئة.. مذيعة صومالية تقدم برامج الراديو من داخل المخيم - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:36 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رغم كونها لاجئة.. مذيعة صومالية تقدم برامج الراديو من داخل المخيم

الشابة الصومالية كميل أحمد
الشابة الصومالية كميل أحمد
أدهم السيد
نشر في: الخميس 5 ديسمبر 2019 - 11:57 ص | آخر تحديث: الخميس 5 ديسمبر 2019 - 11:57 ص

تجلس الشابة الصومالية كميل أحمد الأستوديو المتواضع المكون من مستوعب شحن بمخيم داداب الكيني، وبينما تقلب أوراق السكريبت تقول إنها تعلم أن عشرات الآلاف من سكان المخيم بانتظار برنامجها.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية فكميل هى المذيعة الوحيدة من النساء براديو "جرجر إف إم" الناطق بالصومالية والذى يستهدف اللاجئين الصوماليين بمخيم داداب الكيني، ليوفر لهم المعلومات الهامة والتوعية والتسلية والدعم النفسي، مع العلم أن عدد سكان المخيم 200 ألف شخص.

واليوم ستناقش كميل موضوع الرضاعة الطبيعية، والذي تقول كميل إنها تتوقع أن تتلقي الكثير من الإتصالات من أجله خاصة من السيدات.

وبين تهديد متواصل لإغلاق المخيم استمر لـ3 سنوات مضت والعودة للأراضى الصومالية الخطرة وبين عزلة المخيم عن العالم الخارجي يرتبط اللاجئين براديوهاتهم لمعرفة التطورات للترفيه عن أنفسهم.

ويقول أسد الله نصر الله، مدير هيئة الهلال الأحمر بالمخيم، إن إذاعة جرجر هى من أفضل وسائل التواصل مع اللاجئين، حيث يسهل عبره تزويد اللاجئين بالرسائل الهامة وتوعيتهم بالأمور الصحية والتعليمية، وإخطارهم بالبرامج الإغاثية الجديدة، وكيفية التسجيل التقديم فيها لنيل الإعانات".

ويعكف راديو "جرجر" على إطلاع أهالى المخيم علي أخبار العالم عبر بث ترجمة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" و"فويس أوف أميركا".

وتقول فدومو أحمد: "لا ينبغى أن نعتمد علي المعلومات الواردة من الهلال الأحمر فقط بل يجب أن يكون لدينا مصادرنا المستقلة وسط وضعنا المهدد، إذا قررت الحكومة إغلاق المخيم لذا نهتم بأن يكون لدينا راديو يطلعنا علي كل جديد حول قرارات الحكومة".

وتم تأسيس راديو "جرجر" بواسطة الهلال الأحمر ولكن من يديره هم الصحفيين الشبان من أبناء المخيم.

وبالنسبة لكميل فقد فقدت والدها قتيلا في سن الـ9 بالعاصمة الصومالية مقدشيو لتنزح مع والدتها إلي كينيا بحثا عن الأمان قائلة متذكرة الأمر: "فقدت وطني وأبي ومدرستي، ولكني وجدت الأمان أخيرا بـ"داداب"، وحينها لم أصبر وقتا ودخلت المدرسة سريعا".

وتضيف كميل أن الفرص كانت معدومة بالمخيم للإلتحاق بمدارس ثانوية، لذا لم تستطع إكمال مراحلها التعليمية، ولكنها انضمت لبرنامج الشباب الممول من الحكومة النرويجية حيث تعلمت هناك أساسيات الصحافة.

وبما أن جميع النساء المنضمات للبرنامج إما قطعن التدريب وتزوجن أو عدنا للصومال بعد التخرج فأصبحت كميل المذيعة الوحيدة بالمخيم.

شجع صوت كميل عبر الأثير كثير من فتيات المخيم الآتي، تقول كميل إنها بدأت تدريبهن في الإذاعة مؤخرا، مضيفة بابتسامة أنه خبر سعيد لها لأنها ستجد من يقوم بالكثير من العمل إذا احتاجت التغيب.

وتقول: "أنا فخورة للغاية بعملي وهذا يكسبني إحتراما بين الناس، ولكن الكثيرين لا يحبون عملي كإمرأة بذلك المجال، ويطالبونني كمستمعين بالزواج وترك العمل، ولكني أرد على ذلك بابتسامة فقط ولدي أمى من أكثر من تؤمن بعملي وتشجعني".

وعن طموحاتها تقول كميل أنها تتمنى أن تكمل تعليمها الجامعي، ومن ثم تعود للصومال مع علمها بأن الصومال أخطر مكان بالنسبة لها كصحفية.

وتضيف "أمي لا تريدني أن أخاطر؛ ولذلك سأضطر للبقاء بذلك السجن الشبيه بالمخيم بعض الوقت".

ومنذ إفتتاح الراديو كان تعداد سكان المخيم نصف مليون عام 2013، قبل أن يتقلص لـ200 ألف، وهو ما يعطي كميل الحماسة للاستمرار بالعمل فهى تنتج و"تمنتج" وتعد برنامجها بنفسها.

وتقول كميل "بموارد محدودة كالتي لدينا في الإذاعة، فالأفضل أن أكتفي بالعمل على قدر الموارد المتاحة، ولكن حنما تتوقف مصالح مجتمع بأسره كمجتمع المخيم على عملي فعلى الاجتهاد وبذل الكثير".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك