قال الدكتور أحمد الشناوي، أخصائي الباطنة والكلى بمستشفى عزل العجمي في الإسكندرية، إن كل مصاب بفيروس كورونا دخل المستشفى كان في حالة خطر حقيقي، وعلى شفا الموت، لكن "بفضل الله نقلناه إلى مرحلة الاستقرار والتعافي"، وفق قوله.
وأضاف الطبيب الذي أمضى 60 يومًا داخل العزل حتى اليوم الخميس، في تصريحات صحفية لـ "الشروق": "الفرحة التي نراها في عيون المتعافين وهم خارجون على أرجلهم تعوض كل التعب، وتمثل حياة جديدة وأمل جديد لنا ودفعة معنوية بأننا نستطيع إنقاذ المصابيين ونخفف عنهم معاناة كبيرة ونخدم بلدنا في هذه المحنة حتى آخر الأزمة".
وتابع: "لا ندخر جهدا ونعمل منذ بدايات العزل حتى الآن كفريق عمل داخل البدل الواقية لا نمل ولا نكل"، موضحًا أن الفترة التي تحولت فيها مستشفى العجمي المركزي إلى عزل حققت نجاحا كبيرا في إنقاذ حالات ذات مضاعفات خطيرة.
ولفت إلى تمكن الأطقم الطبية من تحقيق "نجاحات لا تصدق"؛ الأمر الذي جعل كل طبيب لديه الرغبة في الاستمرار في العمل داخل العزل وتجديد خدمته بعيدا عن أسرته وأولاده"، مضيفًا: "الإحساس إنك بتقوم بعمل ذا قيمة نادرة وليست خدمة طبية عادية تعطي دفعة للاستمرار تلقائيا والحمد لله مستمرين في الطريق واقفين بجانب أهلنا".
وأوضح أن عزل العجمي يقدم خدمة نهائية لعلاج حالات التي لديها مضاعفات ولها مشاكل كبيرة، لكن التشخيص والفرز ليس في العجمي الآن ولكن يتم ذلك في مستشفيات الفحص التي تستقبل الحالات الجديدة وتضع التقييم المبدئي، إما تحولها إلى العزل المنزلي وهي الحالات البسيطة أو حالات تحتاج لعناية فتحولها إلى عزل العجمي.
وأشار الشناوي، إلى حالة مصابة هي طبيبة زميلة له أصيب بفيروس كورونا، وكان هو المشرف على علاجها وتعافت، وحاولت أن تعبر عن شكرها للأطقم الطبية والتمريض بكلمات لا تنسى، قائلًا إنه دائما يتذكر حديثها الذي وصفه إنه كلام من ذهب، لقولها إن "الأطقم الطبية في عزل العجمي جنود شرفاء في تلك القلعة الشامخة لا يضعون سلاحهم حتى النصر تولد على أيديهم حياة جديدة وتعجز الكلمات أن تشكرهم على صبرهم ودعمهم و مشاركة المرضى آلامهم و معاناتهم".
وأعرب الطبيب عن أمله في عودة الحياة إلى طبيعتها ووصول الإصابات بكورونا في مصر إلى صفر، متابعا أن بيانات وزارة الصحة مبشرة وأن الحالات في انحسار وتقل تدريجيا.