تحل ذكرى الـ49 لانتصار السادس من أكتوبر عام 1973، وتتابع معها ذكريات بطولات سطرها أبناء مصر من جنود وضباط تاركين للأجيال القادمة أمجاد لا يمحوها تقادم السنين ولا تدليس الأعداء على التاريخ.
ويسرد الصحفي والمتحدث في الإذاعة والتلفزيون إبراهيم خليل إبراهيم، شهادة المقربين من الأسطى عبدالعزيز محمود البطل الحقيقي لفيلم "حكايات الغريب"، الذي جسد دوره الراحل محمود الجندي في شخصية عبدالرحمن.
يقول خليل: "عمل عبدالعزيز مندوب توزيع الأعداد اليومية لجريدة الأهرام بمدينة السويس، وعند اشتعال معارك الثغرة، أصر على مواصلة واجبه المهني في توصيل أعداد الجريدة وذلك حتى يوم 22 أكتوبر، حيث أغلق الطريق الواصل بين السويس والقاهرة؛ ليجد عبد العزيز نفسه محاصرا داخل السويس".
وينقل خليل عن زوجة عبدالعزيز (سلوى فهمي)، قائلا إنه بعكس أحداث الفيلم فقد تم زواجها من عبد العزيز ورزقا بطفل، قبل وقوع الحرب، وكان زواجا تقليديا لم تتخلله متاعب، بعكس قصة الحب بين البطل وحبيبته في الفيلم.
وبالعودة لبطولات عبد العزيز في السويس، فقد تعلم من أحد الجنود طريقة نصب الكمائن لدبابات العدو بالقنابل اليدوية، حيث كان متنكرا في ثياب جندي إسرائيلي أثناء خروجه لإعداد الكمائن يومي 22 و23 أكتوبر، وبالفعل استخدم قنبلتين للتصدى لإحدى الدبابات، ولكنه أصيب ومكث في مستشفى السويس.
وفي يوم 24 أكتوبر، وعندما تقدم رتل دبابات إسرائيلي نحو المستشفى، هرع عبدالعزيز لمخزن الذخيرة، وتحزم بعدد من القنابل واقتحم الطابور في عملية فدائية قضى نحبه خلالها ليدفن في مكانه عند كبري الزراير بالسويس قبل أن ينقل جثمانه إلى مقابر الشهداء.
وأرسلت صحيفة الأهرام، نسيب عبدالعزيز محمد فهمي إلى السويس؛ ليعود بخاتم الشهيد البطل وبطاقته دلالة على وفاته في الحرب.
تقول سلوى زوجة عبد العزيز عنه: "كان هادئا منطويا لا يتوقع منه أحد القيام بمثل تلك العمليات الخطيرة"، مضيفة: "الفيلم المصور عن بطولة زوجها بالغ في وصف عبدالعزيز بحالة الحزن الشديد على وفاة شقيقه الصغير والذي كان بالحقيقة توفي لأسباب عادية وليس على يد العدو كما صور الفيلم".