حارس العقار المائل بالدقي: «بقالي 70 سنة عايش فيه.. وأنا وابني بنام في الشارع» - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:25 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حارس العقار المائل بالدقي: «بقالي 70 سنة عايش فيه.. وأنا وابني بنام في الشارع»

عقار الدقي المائل
عقار الدقي المائل
منال الوراقي
نشر في: الخميس 7 نوفمبر 2019 - 3:42 م | آخر تحديث: الخميس 7 نوفمبر 2019 - 3:42 م

عقار مائل، نوافذ متهالكة، أدوات حفر، تواجد مكثف لرجال الحي والأمن، أحداث يشهدها شارع التحرير بحي الدقي، إثر صدور قرار بإزالة العقار رقم 144، المعروف إعلاميا بـ«العقار المائل»، نظرا لتهديده سلامة السكان والعقارات المجاورة، بعد ميله على الشارع بصورة ملفتة لدرجة أكدت للعامة والمتخصصين أن هذا العقار آيل للسقوط.

وأمام العقار يجلس الحارس سعد عيسى، الرجل التسعيني، الذي قضى أكثر من 70عاما في حراسة العقار وخدمة سكانه وملاكه، يظهر عليه الحزن والغلبة، وما إن تواصلت معه «الشروق» حتى بدأت دموعه في الانهمار، يبكي على حاله وعلى حال العقار الذي كان مأوى له ولابنه الخمسيني وأولاده الأربعة، والذي جاء له قرارا بالإزاله ليتركهم يبيتون في الشارع.

وفي حواره لـ«الشروق»، أوضح «عم سعد» أن العقار منذ بناءه وهو يميل على الشارع إلى أن زاد الميل في التسعينيات من القرن الماضي، موضحا أن حالة الميل الذي يشهدها العقار منذ أكثر من 22 عاما لم تؤثر عليه، وإنما هى خطأ في عمل مقاول البناء.

ويستذكر عم سعد حينما قدم إلى العقار للعمل به وهو في العشرين من عمره، بعد أن توسط له أحد معارفه إلى مالك العقار ليوظفه حارسا له، "عيشت فيه عمري كله، كنت بشتغل ليل نهار وبقضي طلبات السكان في الـ20 شقة، وكانت مستورة والحمد لله"، موضحا أن العقار شهد زواجه وميلاد أولاده الذكور الأربعة والبنات الخمسة، وميلاد أبناء ابنه محمد، الذي كان يقطن معه في العقار بعد أن باتت صحته لا تتحمل خدمة السكان وحراسة البناء.

وقال محمد سعد عيسى، الابن الأكبر لحارس عقار الدقي المائل، الذي ولد بالعقار وقطن به لمدة تزيد عن الـ55 عاما، إنه بالرغم من رحيل السكان من مدة تصل لـ3 سنوات بعد قطع الكهرباء والغاز والمياة عن العقار، إلا أنه ووالدة وزوجته وأولادة الأربعة لم يغادروا العقار، نظرا لعدم وجود ملجأ أخر لهم.

وأكد كيف كانوا يقضون أيامهم دون أي مرافق عامة تدخل إلى العقار، موضحا أنهم كانوا يملؤون زجاجات المياة الكبيرة لاستخدامها في الطبخ والشرب والاستحمام والتنظيف، ويطبخون على أنابيب الغاز الصغيرة، فيما كان يستذكر أولاده، الذين يدرسون في مراحل التعليم الختلفة بدءا من الابتدائي حتى الجامعي، دروسهم أمام باب العقار في النهار، ويجلسون أمام أنوار العقارات المجاورة في الليل، يدخلون العقار فقط عند النوم، "بس كان في مكان يأوينا".

وتابع أنه منذ إخراجهم من العقار قبل عدة أيام، أرسل زوجته وأبناءه عند أخته الوحيدة التي تقطن في القاهرة، نظرا إلى أن باقي إخوته يقطنون بأسوان وإسكندرية، وأحوالهم المعيشية لا تتميز عنه كثيرا، "أختي مش هاتعرف تستحمل عيالي طول العمر، مش عارف هنروح فين ونيجي منين، إحنا بنام في الشارع الجانبي أنا وأبويا بقالنا كام يوم، أبويا مش حمل الكلام دا".

وفي النهاية استغاث ابن حارس العقار، متمنيا أن يتم بناء غرفتين له ووالده وأولاده، مقابل أن يعمل كخفير يحرص قطعة الأرض الفارغة بعد إزالة العقار، موضحا أن عمله كسائق ديليفري في صيدلية بجانب عمله في إحدى شركات النظافة لا يمكنه من تأمين محل سكن أخر، كونه يعول 4 أولاد -الذين يدرسون في المراحل الابتدائية والإعداية والثانوية والجامعة- ووالدتهم ووالده.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك