الوقوع في الحب يستطيع أن يغمر الدماغ بالمواد الكيميائية العصبية المرتبطة بالمتعة والسعادة وتقليل الألم، ومنها الدوبامين والأوكسيتوسين، وحينما يحتضن شخص شريك حياته فإن هذا يكون له تأثير فوري مضاعف على المشاعر، حيث يمنح الهدوء ويزيد من شعور الأمان والثقة وتحسين المزاج وكل ذلك بفعل نفس المواد التي يفرزها الجسم بكمية كبيرة.

وحسبما ذكرت مجلة العلوم البيولوجية الأمريكية، ف‘نه الحب يغير هذه الأشياء بالجسم:

1- ضبط ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه حالة خطيرة يمكن أن تتسبب في حدوث النوبات القلبية والسكتة الدماغية والفشل الكلوي، ويمكن تفادي كل ذلك عبر تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة، إضافة إلى الوقوع في الحب، وهذا ما أثبتته نظرية أجريت عام 2007 من قبل وزارة الصحة الأمريكية حول العلاقة بين الزواج والصحة البدنية وطول العمر، ووجدت النتائج أن الأزواج الذين يتبادلون الحب لديهم انضباط في نسبة ضغط الدم وأقل عرضة لأمراض القلب.

2- اختلافات مستويات التوتر

قد يكون الوقوع في الحب مرهقًا في البداية بسبب محاولة اكتشاف الطرف الآخر وعدم ثبات الموقف بالاقتراب أو البعد وهذا يؤثر كثيرًا على مستوى التوتر في الجسم، حيث إنه في بداية الزواج أو الحب يزيد مستوى الكورتيزول الذي يرفع بدوره مستوى التوتر وذلك حسبما ذكرت دراسة أمريكية عام 2004 بعد اختبار أزواج في العام الأول من الزواج والحب.

وعادت الدراسة لفحص الأزواج بعد 24 شهرًا من الزواج، وكشفت النتائج عن عودة مستوى الكورتيزول إلى نسبته العادية وكان ذلك مرتبطًا بزوال أسباب الخوف من دخول حياة الطرف الثاني، وهذا أيضًا ما توصلت إليه دراسة ثانية عام 2005 نشرت في مجلة علم الأعصاب، وكشفت عن أن الاندماج مع شريك الحياة يستطيع إحداث تغييرات فسيولوجية تقلل من مستويات القلق.

3- الشعور بالأمان

الحب المتبادل يزيد من شعور الإنسان بالأمان ويكون ذلك بسبب إفراز المخ لهرمون الأوكسيتوسين الذي تزيد نسبته مع الوقوع في الحب الخالي من المشاكل والخوف، كما يساعد الهرمون أيضًا في شعور الإنسان بالرضا- وهذا ما أكدته دراسة حديثة صادرة عن كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية.

4- اضطرابات المعدة

عند رؤية الشخص الذي تحبه في بداية التعارف تزداد نبضات القلب وتتعرق اليدين وتحدث اضطرابات مفاجئة في المعدة ويكون ذلك بسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول بنسبة كبيرة تدفع الجسم للدخول في وضع الطوارئ.

وأوضح دانيال آمين، الطبيب النفسي وعالم الأعصاب الأمريكي، أن ثاني شيء يسبب اضطرابات المعدة عند الوقوع في الحب هو أن الحب يساعد في تنشيط العصب الحوفي في الدماغ وهذا مرتبط بوظائف المعدة وبالتالي يجعلها مضطربة لبعض الوقت.