مع اختيار البابا الجديد اسم ليو.. ما هي حكاية الأسماء في التاريخ البابوي؟ - بوابة الشروق
السبت 10 مايو 2025 4:07 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مع اختيار البابا الجديد اسم ليو.. ما هي حكاية الأسماء في التاريخ البابوي؟

محمد حسين
نشر في: السبت 10 مايو 2025 - 10:34 ص | آخر تحديث: السبت 10 مايو 2025 - 10:34 ص

انتخب مجمع الكرادلة الكاردينال، أول أمس الخميس، روبرت فرنسيس بريفوست ليكون الحبر الأعظم الـ267 وأسقف روما الجديد.


وفي تحية وجّهها إلى 100 ألف مؤمن اجتمعوا في ساحة القديس بطرس، قال: "أود أن أشكر أيضًا جميع أخواتي الكرادلة الذين اختاروني لأكون خليفة للقديس بطرس، وأسير معكم ككنيسة واحدة تسعى دومًا إلى السلام والعدل"، ولم ينسَ البابا الجديد أن يوجّه تحية إلى البابا فرنسيس، معبّرًا عن امتنانه له.

- بطرس.. الاسم الذي تمنعه أعراف الفاتيكان

 


وعندما خرج روبرت فرانسيس بريفوست إلى شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليقدّم نفسه للعالم بوصفه البابا الجديد، أعاد تقديم نفسه باسم مختلف هو "البابا ليو الرابع عشر" في خطوة تحمل تقليدًا طويلًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وتثير دائمًا التساؤل: لماذا يختار البابا اسمًا جديدًا؟ ولماذا لا يختار أحد اسم بطرس؟.


وبحسب جوشوا ماكماوناوي، المتخصص في تاريخ البابوية، فإن قواعد اختيار الاسم البابوي قليلة للغاية، ويُمنح البابا الجديد حرية كاملة تقريبًا في الاختيار؛ لكنه ورغم ذلك، لا يجرؤ أحد على اختيار اسم "بطرس"احترامًا للقديس بطرس الرسول، أول من جلس على الكرسي الرسولي.

وظن ماكماوناوي، أن السبب في ذلك هو التواضع، وربما الخشية من مقارنة الذات بذلك البابا الوحيد الذي اختاره المسيح بنفسه، وسيكون ذلك خطًا أحمر، فصحيح أنه لا يوجد ما يمنع قانونًا اختيار اسم "بطرس الثاني"، لكن من المؤكد أنه سيثير صدمة كبرى.


في المقابل، يوضح الباحث أن أسماء مثل "بولس" تظل متاحة، ويُنظر إليها كخيار مقبول بلا حساسية لاهوتية.

- رحلة الاسم البابوي

لم يكن من المعتاد أن يغيّر البابا اسمه في القرون الأولى للكنيسة، فقد حافظ الباباوات على أسمائهم الأصلية حتى القرن السادس، وتحديدًا في عام 533، كسر الكاهن ماركوريوس هذه القاعدة، عندما فضّل أن يُعرف باسم "يوحنا الثاني" بعد انتخابه، ربما لأنه لم يرغب في أن يُعرّف بلقب مشتق من إله وثني روماني، لكن لم يتحوّل هذا التصرف الفردي إلى تقليد إلا في القرن الحادي عشر، حيث بات تغيير الاسم قاعدة شبه ملزمة، وكان آخر بابا احتفظ باسمه الأصلي هو "مارسيليوس الثاني" الذي انتُخب عام 1555، ليصبح نهاية الحقبة التي يمكن للبابا فيها أن يحمل اسمه المدني.

ويشرح ليام تمبل، الأستاذ المساعد لتاريخ الكاثوليكية بجامعة درم البريطانية، أن الاسم البابوي غالبًا ما يكون محمّلًا برسائل رمزية وتاريخية، وقد يختار البابا اسمًا يرتبط بشخصيات واجهت أزمات، أو أطلقت إصلاحات، أو حظيت بشعبية استثنائية، بحسب تصريحاته لشبكة سي إن إن الأمريكية.

فمثلًا، حين اختار البابا فرنسيس اسمه عام 2013، كان ذلك تكريمًا للقديس فرنسيس الأسيزي، الذي اشتهر بالزهد والبساطة والدفاع عن الفقراء، بينما جاء اختيار بنديكت السادس عشر احترامًا للقديس بنديكت، مؤسس الرهبنة الغربية، ولتكريم البابا بنديكت الخامس عشر الذي قاد الكنيسة خلال الحرب العالمية الأولى.

- دلالات الأسماء وحضورها في تاريخ الفاتيكان

وفي الإحصاءات البابوية، تظل بعض الأسماء الأكثر شيوعًا في تاريخ الكنيسة: "يوحنا" بـ21 بابا، و"جريجوريوس" بـ16، و"بندكت" بـ15، و"كليمنت" بـ14 مرة

أما "ليو"، الاسم الذي اختاره البابا الجديد، فقد حمله من قبل 13 بابا، آخرهم كان ليو الثالث عشر الذي تولى المنصب بين عامي 1878 و1903، واشتهر بدعمه للعمال والفكر الاجتماعي الكاثوليكي الحديث.


في المقابل، هناك أسماء نادرة لم تتكرر، إذ تُظهر السجلات الكنسية أن 44 اسمًا بابويًا استُخدم مرة واحدة فقط عبر التاريخ، من بينها "فرنسيس"، الذي أصبح أول بابا يختار هذا الاسم منذ أكثر من 1000 عام.

- اسم جديد.. ورمزية متجددة

اختيار البابا ليو الرابع عشر لاسمه قد يحمل إشارات ذات أبعاد تاريخية ولاهوتية، خاصة إذا ما استُحضر إرث البابا ليو الأول، الذي عُرف بلقب "ليو الكبير"، ودافع عن روما في وجه الغزوات، أو ليو الثالث عشر، الذي مثّل نقطة تحول في علاقة الكنيسة بالعالم الحديث، حيث كتب أول وثيقة بابوية عن العدالة الاجتماعية، وبينما لم يُعلن الفاتيكان بعد عن الأسباب التي دفعت البابا الجديد لاختيار هذا الاسم، يبقى واضحًا أن كل اسم يحمل في طياته توجهًا ورسالة، تبدأ مع لحظة النطق بها من على شرفة الفاتيكان، وتستمر في تشكيل صورة البابا لسنوات مقبلة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك