«الشروق» ترصد ملحمة الدم والإنسانية داخل مستشفى «الدمرداش» - بوابة الشروق
الخميس 1 مايو 2025 8:59 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

«الشروق» ترصد ملحمة الدم والإنسانية داخل مستشفى «الدمرداش»

انفجار الكاتدرائية تصوير لبني طارق
انفجار الكاتدرائية تصوير لبني طارق
كتب ــ مصطفى حمدى:
نشر في: الأحد 11 ديسمبر 2016 - 6:25 م | آخر تحديث: الأحد 11 ديسمبر 2016 - 6:25 م
- مئات المصريين يتوافدون للتبرع بالدم.. وحالات إغماء بالجملة لأهالى الشهداء والمصابين.. ومصاب لـ«الشروق»: رائحة الدم ملأت المكان.. وشاهدت طفلة تمسك بأشلاء والدتها.. وآخر: لن يهدأ لى بال إلا بعد الثأر لزوجتى وابنتى

فى ملحمة إنسانية توافد المئات من المصريين إلى مستشفى الدمرداش للتبرع بالدم للمصابين فى حادث انفجار الكنيسة البطرسية بمحيط الكاتدرائية المرقسية فى العباسية، صباح اليوم.

المئات من الأهالى أمام بوابات المستشفى فى حالة يرثى لها، البعض يصرخ مناديا عن عزيز لا يعرف مصيره، وآخرون فى حالة إغماء وفقدان للوعى جراء الصدمة، وسط محاولات المساندة وكلمات مواساة الحب والود من المتبرعين.

وقال مدير مستشفيات عين شمس والمشرف على الحالات الموجودة بمستشفى الدمرداش الدكتور أيمن صالح لـ«الشروق»، إن عدد المصابين بالمستشفى بلغ 22 مصابا منهم 8 سيدات وطفلتان، بينهم 13 شخصا فى حالة حرجة، مؤكدا أن الأهالى لم يتأخروا لحظة عن التبرع بالدم فى ملحمة إنسانية تؤكد أن نسيج الوطن لم يتأثر بتلك العمليات المجرمة.

وأوضح صالح أن المستشفى رفع درجة الاستعداد إلى القصوى لإنقاذ المصابين، وأن المتوفين الثمانية انتقلوا إلى ثلاجات مستشفى الدمرداش وهم: «روجينا رأفت، سامية جمال، عايدة ميخائيل، وداد وهبة، سهير محروس، مادلين توفيق، إيمان يوسف معقوب، أمانى سعد عزيز»، مشيرا إلى استخراج التصاريح اللازمة تمهيدا لتسليمهم لذويهم ودفنهم.

وبعد عدة محاولات تمكنت «الشروق» من الدخول إلى غرف المرضى، حيث ظهرت على وجوههم هول الفجيعة التى عاشوها على أرض الواقع، فالكلمات عجزت عن وصف مشهد الدم الذى غطى سطح الأرض وسط أشلاء الرفاق والأهل.

قال المصاب فى غرفة الطوارئ سامح جميل إن التفجير الإرهابى وقع فى نحو العاشرة والربع صباحا بالقرب من قاعة الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية، وأن عدد الموجودين داخل الكنيسة فى هذا التوقيت يتعدى الـ500 شخص لأداء صلاة القداس التى بدأت فى السابعة صباحا.

واستكمل بشاى أشرف المصاب بشظايا فى أنحاء الجسد وكسر مضاعف فى القدم اليسرى: «رأيت بشاعة المشهد وأنا مصاب داخل الكنيسة بعد التفجير مباشرة، ورائحة الدم ملأت المكان عن آخره، والجثث متناثرة فى كل مكان ولم يتمكن أحد من مساعدة أحد وسط الهرج والصراخ الذى انتشر داخل الكنيسة، وشاهدت أطفالا يبكون ويبحثون عن أبائهم وسط الغبار والأشلاء التى انتشرت داخل الكنيسة، بعدها فقدت الوعى ولم أشعر بنفسى إلا فى المستشفى».

وذكر بولا جورج: «التقيت بطفلة كانت ممسكة بقطع أشلاء وتصرخ وتبكى فى حالة هستيرية وتنادى على أمها» ثم دخل بعدها فى نوبة بكاء، ولم تتمكن «الشروق» من استكمال الحديث معه بناء على طلب الطبيب الذى أكد أن كثرة استجوابه ستجعله يدخل فى حالة نفسية سيئة.

وأكد جورج فادى 42 عاما، أن صوت الانفجار أزاحه عدة أمتار قبل إصابته وبعدها ارتطم بالأرض ليصاب بحروق فى الوجه والقدمين، وبعض الكدمات ورضوض بالرأس، متسائلا عن سبب وجود خروقات أمنية فى مكان مهم مثل أشهر كاتدرائية، وأنه لن يهدأ له بال إلا بعد الثأر لزوجته وابنته بعد استشهادهما فى الحادث، ليدخل بعدها فى حالة بكاء هستيرى.

ولم تتمكن «الشروق» من مقابلة باقى المصابين لتدهور حالتهم الصحية، وتوافد عدد من المسئولين إلى الغرف الخاصة بهم، وفى مقدمتهم وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين الذى شدد على ضرورة تقديم جميع سبل الدعم لإنقاذ المرضى وسرعة علاجهم.

وخرجت أول مصابة من مستشفى الدمرداش بعد تلقيها العلاج واستقرار حالتها الصحية وتدعى كرستين رشدى، لكنها رفضت الحديث إلى وسائل الإعلام، بعدما ظهرت عليها علامات الصدمة وذهبت تبحث عن ذويها الذين كانوا برفقتها وقت الحادث.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك