حكايات فلسطينية (7).. الكتاب الأبيض ونهاية الثورة العربية الكبرى في فلسطين - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 1:30 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكايات فلسطينية (7).. الكتاب الأبيض ونهاية الثورة العربية الكبرى في فلسطين

محمد حسين
نشر في: الأحد 17 مارس 2024 - 5:21 م | آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2024 - 5:28 م
يواصل الاحتلال الإسرائيلي، انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني، طيلة ما يزيد على 5 أشهر، وتورط الاحتلال في ارتكاب عشراتّ المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، ما خلف آلاف من الشهداء والجرحى.

وشهدت غزة معاناة الآلاف من مجاعة، وسط نقص كبير في المواد الغذائية، والمعدات الطبية والأدوية والوقود، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالمستشفيات.

ويعتبر الكثير، أن العدوان الأخير على غزة يشكّل مأساة إنسانية غير مسبوقة تعد الأكثر قسوة ودموية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتستعرض "الشروق"، في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وملامح من ثقافته وعاداته وتراثه، تحت عنوان "حكايات فلسطينية" على امتداد النصف الأول من شهر رمضان المبارك:

الحلقة السابعة:

تحدثنا في الحلقة الماضية عن تطور الثورة العربية الكبرى في فلسطين، لتتزامن معها العمليات العسكرية والتدابير القمعية البريطانية، مع إرسال الحكومة البريطانية لجنة تحقيق برئاسة اللورد بيل للتحقيق في الأسباب الجذرية للتمرد".

في 11 أكتوبر 1936، وتحت وطأة ضغوط السياسات القمعية البريطانية، وضغوط بعض الملوك والأمراء العرب، والعواقب الاقتصادية للإضراب الممتد ستة أشهر على السكان الفلسطينيين، قامت اللجنة العربية العليا بوقف الإضراب ووافقت على التعاون مع لجنة بيل، فانخفضت موقتا التوترات أثناء قيام لجنة بيل بعملها، انتظارا لإصدارها نتائج تحقيقها، الذي صدر في يوليو 1937 بنتائج مخيِّبة للفلسطينيين، حيث أوصت اللجنة بتقسيم فلسطين دولتين، يهودية وعربية، فأعاد الشعب الفلسطيني أمام الرفض المتمادي لمطالبه، إطلاق التمرد المسلّح مجدّدا.

ونختتم الحديث عن الثورة العربية الكبرى في حلقة اليوم، مع تناول مشاهد نهايتها ومناورة البريطانيين من أجل إخمادها.

* لجنة وودهيد

وبعد لجنة بيل أوفد البريطانيون لجنة أخرى للتحقق بقيادة السير جون وودهيد ، وذلك لدراسة الجوانب الفنية لتنفيذ التقسيم. في نوفمبر 1938، خلص تقرير لجنة وودهيد إلى أن التقسيم ليس عملياً، ما جعل البريطانيين يتراجعون بعض الشيء عن توصية بيل، إلا أنهم أطلقوا في الوقت ذاته هجوماً شاملاً على الفلسطينيين، الذين شهد سنة 1939 قتل المزيد منهم وإعدام المزيد شنقاً واعتقال ما يقارب ضعفي عدد معتقلي سنة 1938، وفقا لما نشرت موسوعة القضية الفلسطينية التفاعلية.

وتضيف الموسوعة: "وقد فرضت هذه الوحشية ضغوطاً هائلة على الثوار الفلسطينيين، ما أدى إلى تفاقم الخلافات بين قادة اللجنة العربية العليا السياسيين المنفيين إلى دمشق وبين القيادة المحلية، كما بين مجموعات الثوار وسكان القرى اللذين كان من المتوقع أن يدعموهم، ووقع الخلاف بشكل أساسي بين الفلسطينيين المستعدين للتوصل إلى تسوية مع البريطانيين وأولئك الملتزمين بالثورة، حيث تم تشكيل ما سمّي "فرق السلام" الفلسطينية بدعم بريطاني لمحاربة أنصار الثورة".

* الكتاب الأبيض

وفي مايو 1939، نشرت الحكومة البريطانية الكتاب الأبيض الجديد الذي جاء فيه: "الوفاء بالتزامات بريطانيا تجاه فكرة الوطن القومي اليهودي، واستمرار السماح بهجرة يهودية تقدّر بـ75 ألف يهودي جديد إلى فلسطين خلال الأعوام الخمسة المقبلة، واستحواذ اليهود على الأراضي فيها (وهما بندان يتعارضان مع التزامات بريطانيا تجاه الفلسطينيين)، وبعد انقضاء السنوات الخمس تصبح الهجرة اليهودية خاضعة لـ "الموافقة العربية" ويسمح بنقل ملكية الأراضي في مناطق معينة فقط فيما تكون العملية مقيدة ومحظورة في مناطق أخرى، وذلك لمنع حرمان الفلسطينيين من الأراضي، ويتم إنشاء دولة موحدة مستقلة بعد عشر سنوات، مشروطة بعلاقات فلسطينية يهودية مواتية، وفقا لكتاب" الاستعمار البريطاني وإجهاض الثورة العربية الكبرى في فلسطين" لماثيو هيوز.

وفي أواخر صيف 1939، أوصلت الجهود البريطانية العسكرية والدبلوماسية المشتركة، الثورة إلى نهايتها، وخلال السنوات الثلاث للثورة استشهد حوالى 5 آلاف فلسطيني، وجُرح ما يقارب 15 ألف منهم، إضافة إلى نفي القيادات الفلسطينية واغتيالها وسجنها وتأليب بعضها ضد بعض، وفقا لما نشرت موسوعة القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضا
حكايات فلسطينية (6).. لجنة بيل ومقدمات التقسيم


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك