من غير المألوف والملفت للنظر هو أن ترى فتاة تقود "سكوتر" أو موتوسيكل، أو حتى دراجة، وسط مجتمع شرقي، يحاول بشتى الطرق الحفاظ على العادات والتقاليد في ظل تقدم العالم من حوله، ولكن لكل قاعدة شواذ فهناك فتيات تريدن أن تخوضن تجارب جديدة غير مُعتاد عليها بالمجتمع.
ومن بين تلك المحاولات مبادرة "دوسي"، التي أطلقتها مني فاروق، صحفية، وشقيقتها نوران فاروق، في أبريل 2019، لتعليم البنات والسيدات قيادة "الاسكوتر والدراجات"؛ كخطوة لمواجهة زحمة الطرق، وزيادة أسعار المواصلات ومواجهة التحرش في المواصلات العامة.
وتقول منى فاروق -في حديثها لـ"الشروق"-: "كنا عايزين نتعلم سكوتر، ومكناش لاقيين حوالينا مدربات بنات، تقدر تعلمنا في المواعيد المناسبة لينا وأماكن قريبة، وبدأنا بإعلان على فيسبوك، وجالنا تقديم من 5 مدربات وكلهم عندهم خبره في المجال".
وأضافت أن الفكرة وجدت إقبالا كبيرا من قبل البنات، في مختلف أعمارهن، فكان متوسط عمر المتدربات ما بين 18- 41 عاما، مردفة: "اكتشفت أن هناك الكثير من البنات لديهم الرغبة في تعلم الاسكوتر والدراجات، فقد تم التقديم من قبل 200 فتاة، وتدريب ما لا يقل عن 15 فتاة في تلك الفترة من بداية المبادرة".
وأوضحت أن الهدف من المبادرة هو إثبات ثقافة أن الفتاة يمكنها قيادة "الاسكوتر" أثناء ذهابها للعمل أو أي مكان، باعتباره وسيلة سريعة وأقل تكلفة من المواصلات.
وأشارت إلى الدعم الذي تلقته الصفحة الإلكترونية الخاصة بالمبادرة عن طريق نشر الرابط الخاص بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة من جانب بعض الفنانين منهم نشوى مصطفى، وساندي، ورجاء الجداوي، ونجلاء بدر.
وعن تطور فعاليات المبادرة، ذكرت فاروق، أن المبادرة بدأت بـ"صفحة إلكترونية على فيسبوك"، وأصبح لها موقع إلكتروني؛ لتسهيل التعامل مع المتدربات، مشيرة إلى العمل على إطلاق تطبيق خاص بالمبادرة.