"كان ابني لا يسمع ولا يدرك أي شيء في الحياة"؛ هكذا بدأت "هدى أحمد سيد" -الأم المثالية لابن من ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة الجيزة- حديثها، حيث تزوجت ورزقت ببنت وولدين، منهم ولد مصاب بمتلازمة داون.
"هدى"، البالغة من العمر 52 عاما، يعمل ابنها الأكبر مهندس كهرباء، وبنتها تخرجت من كلية الآداب، وهي جدة لـ6 أحفاد، مضيفة: "أنا اللي قدمت لنفسي في المسابقة"، موضحة أن "محمد" ابنها المصاب بمتلازمة داون حصل على المركز الأول في بورسعيد في لعبة كرة السلة.
لم تستكمل الأم المثالية تعليمها بسبب ظروف أسرتها الصعبة، فوالدها رجل بسيط لا يستطيع سد احتياجات أسرته؛ لذلك اكتفت بالتخرج من الصف الثاني الإعدادي حتى لا تزيد الأعباء على والدها.
راعت الأم، زوجها وأولادها، وشاء القدر أن يرزقها بالابن الثالث مصاب بمتلازمة داون: "تم حجز ابني 5 سنوات في أحد المستشفيات بقسم أمراض الدم لعلاجه، ولم أتركه وأقمت معه".
بدأت "هدى" في جلسات التخاطب لعدة سنوات، مشيرة إلى أنها اشتركت في عضوية جمعية مرض شلل الأطفال؛ بهدف تنمية مهارات وتعديل سلوك نجلها بالتزامن مع جلسات التخاطب: "بعد فترة اكتشفوا أنه لديه ثقبا في الطبلة الخاصة بالأذن؛ مما تسبب في حدوث ارتشاح خلف طبلة الأذنين اليمنى واليسرى، الذي أدى إلى تسوس عظام الأذنين".
وقالت هدى إن ابنها "محمد" أجرى 11 عملية جراحية دقيقة بالأذنين لمنع وصول التسوس إلى عظام المخ، ومع كثرة العمليات التي أجريت له وبسبب زيادة جرعات البنج؛ تسبب في رفع إنزيمات الكبد بشكل دائم، متابعة: "تحملت العديد من الصعوبات من أجل تدعيم ابني حتى لا يشعر بفرق بينه وبين الآخرين".
توقف الابن عن العلاج وقررت الأم المثالية أن يصبح بطلا رياضيا، حيث اختار (كرة السلة): "ابني التحق بنادي رياضي للمعاقين وحصل على المركز الثالث في بطولة الجمهورية لكرة السلة، إلى جانب العديد من المراكز والميداليات".