يمتاز المطبخ المصري بعراقته وتنوعه بالأكلات والمشروبات المميزة، لا في طعمها فقط بل في الحكايات الطريفة والغريبة أحيانا، والتي تعكس كثرة الثقافات التي مرت على المطبخ المصري، وتركت أثرا لها، فيتنوع بين أكلات من العهد الأموي وأخرى من عصر الفاطميين، بينما لم تغب الأكلات المملوكية والعثمانية عن المائدة المصرية.
وتسرد جريدة "الشروق"، أهم ما ورد بشأن حلوى الكنافة الشهيرة في رمضان كما وردت بالمراجع التاريخية.
* حكاية الكنافة ومعاوية رضى الله عنه
تشتهر حكاية بين الناس عن منشأ الكنافة، والتي رواها جلال الدين السيوطي المصري.
وروى السيوطي، أن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه شكى لطبيبه مشقة الصيام فوصف له أكلة تدعى بالكنافة لتعطيه القوة على مشقة الصيام.
وذكر الرواة أن الكنافة اشتهرت بعد ذلك بين الناس بكنافة معاوية.
وتجدر الإشارة إلى أن السيوطي راوي الحكاية عاش بعد مئات السنين من عصر معاوية رضى الله عنه ما يشكك في صحة الحكاية.
* الابتكار أندلسي
يذكر أن جميع كتب الطبيخ قبل القرن الـ13، لم تأتِ على ذكر حلوى الكنافة، وإنما كان الحديث عن القطائف بين كتب الطبيخ مثل كتاب ابن سيار، والأشعار مثل قصائد ابن الرومي، وكان ذلك بعهد العباسيين.
وجاءت أول وصفة كنافة في كتاب الطبيخ بالمغرب والأندلس، والتي تضمنت وصفة رقائق من الحلويات المحشية، وقليلة السماكة والمغطاة بالجبن في ما يشبه الكنافة المعاصرة كثيرا.
فيما ورد ذكر الكنافة بنفس الفترة في مصر خلال ما كتبه عالم القراءات ابن الجزري من يوميات في عهد المماليك، إذ ذكر وجود الكنافة والقطائف بالأسواق دون أن يحدد إن كانت نشأتها مصرية أم أندلسية.
* الكنافة والغرناطيون
يذكر أن الكنافة التي عاصرت المماليك كانت على شكل رقائق، ولم تكن بشكل الخيوط كالكنافة المعاصرة، ويرجع ابتكار شكل الكنافة الحديث للغرناطيين المقيمين بالشام في العهد العثماني، إذ أوردت الترجمة العثمانية لكتاب الطبيخ للبغدادي وصفات حديثة تتضمن عمل الكنافة بصواني كثيرة الأخرام تخرجها على هيئة الشعر.
* لمسات الفلسطينيين على الكنافة الحديثة
وتتصدر أنواع الكنافة بالعصر الحديث النابلسية منها ولها قصة وفقا لمدونة البخاري المهتمة بالموضوعات الثقافية، إذ كان منشأها بالقرن الـ19 في نابلس بسبب عدم تفضيل الفلسطينيين للحلويات شديدة السكر؛ لذا تم تخفيفها بأنواع الأجبان النابلسية والعكية لضبط طعمها بما يوافق ذوق الفلسطينيين.
وساعدت أنواع الجبن الفلسطيني على إنتاج كنافة أكثر نضجا ومرونة في التشكيل ما جعل لها شعبية واسعة خارج الأراضي الفلسطينية.
أقرأ أيضاً: