قرية الطنطورة مُلهمة المبدعين ومثيرة الجدل في إسرائيل.. كيف أصبحت المذبحة إرث يروى عبر الأجيال؟ - بوابة الشروق
الإثنين 20 مايو 2024 10:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قرية الطنطورة مُلهمة المبدعين ومثيرة الجدل في إسرائيل.. كيف أصبحت المذبحة إرث يروى عبر الأجيال؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الأحد 19 نوفمبر 2023 - 8:53 م | آخر تحديث: الأحد 19 نوفمبر 2023 - 8:53 م

تردد صدى اسم قرية الطنطورة، مرة أخرى بعد غيابها لسنوات عن ساحة الحديث، وأصبحت ذكرى وشاهدة ضمن شواهد كثيرة على ما حدث عام 1948، حيث هُجر وقُتل وعُذب الفلسطينيون، وأطلق على هذا العام عام النكبة، وعاد الاسم للحديث في ظل الأحداث الجارية على أراضي غزة، واستعادة التاريخ الوحشي للاحتلال.

وكانت حلقة برنامج "الدحيح" المذاع عبر الإنترنت، أحد أسباب البحث عن هذه المذبحة، التي تناولتها الأبحاث والأفلام والروايات الأدبية.

فيلم "طنطورة".. مخرج صهيوني يبحث في حقيقة النكبة

في عام 2022 صدر الفيلم الوثائقي طنطورة للمخرج الإسرائيلي ألون شفارتز، والذي تسبب في حالة جدل داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي يطلق على معارك عام 1948 حرب الاستقلال، ويصور نفسه فيها أنه الطرف البريء المُعتدى عليه، بينما على الجانب الآخر فهي المرحلة المعروفة بالنكبة.

يبدأ فيلم طنطورة بعبارة للسياسي الإسرائيلي السابق إيغال ألون "أمة تجهل ماضيها، حاضرها هش ومستقبلها مبهم"، وهذا بالتحديد مضمون الفيلم الذي اعتمد فيه شفارتز، على إجراء لقاءات مصورة مع عدد من المحاربين القدامى في لواء إلكسندروني، بالإضافة إلى الباحث الإسرائيلي تيدي كاتس، حيث يهتم شفارتز بالرجوع للماضي ويريد من المسئولين الإسرائليين تقبل ما حدث والتصالح معه.

يركز الفيلم على ما حدث هناك في قرية الطنطورة في مايو عام 1948، حيث قُتل ما بين 200 إلى 250 رجلا من أبناء القرية، بناء على الشهادات التي جمعها كل من الباحث كاتس وشفارتز.

يقول شفارتز: "أنا صهيوني كبير. يعتقد الناس أنني لست كذلك، لكنهم مخطئون. أنا صهيوني أكثر من اليمينيين الذين يريدون الاستيطان في المناطق الفلسطينية لتكون لديهم دولة واحدة، والتي لن تكون في نهاية المطاف دولة يهودية، أنا لا أقول أعيدوا العرب إلى الطنطورة وأطردوا اليهود، لكن كان هناك نوع من التطهير العرقي يجب أن نعترف به، لا يمكننا أن نكون منارة إذا أخفينا هياكلنا العظمية في القبو، والنكبة هي هيكلنا العظيم".

وأضاف في حوار لجريدة "timesofisrael" نُشر في شهر فبراير 2022: "جميع البلدان لها تاريخ مثل هذا. فعل الأمريكيون ذلك بالهنود، والأستراليون فعلوا ذلك بالسكان الأصليين، ونيوزيلندا فعلت ذلك بالماوريين – وهذا يحدث في كل دولة. الفرق الوحيد هو أن بعض الدول تنضج وتقول إن هذا خطأ".

من يشاهد فيلم طنطورة سيجد تنوعا في الطريقة والمشاعر التي يروي بها المحاربون وقادة الفرق العسكرية التي شاركت في احتلال القرية، بين الضحك أو الفخر أو الحزن أو عدم قدرة على الحديث والشعور بالألم، وبينما قال أحدهم: "لقد تحولنا إلى قتلة بتصفية العرب وقتلنا إياهم دون سبب"، بينما ذكر آخر: "إنها خرافة، قصة حفر الأخدود وقتل ما يقرب من 300 شخص ووضعهم فيه لم تحدث".

ركز الفيلم أيضا على رسالة ماجستير كاتس، التي تسببت في انفجار الجدل في إسرائيل مطلع القرن 21.

قبل بحث تيدي كاتس كانت الحقيقة مدفونة

في أواخر التسعينات من القرن الماضي، قدم باحث إسرائيلي يُدعى تيدي كاتس، رسالة ماجستير لجامعة حيفا، زعمت أن إسرائيل ارتكبت جريمة قتل جماعي ضد المدنيين العرب في قرية الطنطورة العربية عام 1948.

وقال إن المذبحة ارتكبتها قوات لواء "ألكسندروني" في جيش الاحتلال الإسرائيلي في المراحل الأولى من الحرب الإسرائيلية في فلسطين، واستند في عمله إلى 140 ساعة من المقابلات المسجلة مع 135 شاهدا من اليهود والعرب على الحدث.

الأطروحة، التي حصلت على علامة عالية، من قسم تاريخ الشرق الأوسط من جامعة حيفا، مرت دون جدل حتى نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية النتائج التي توصلت إليها في عام 2000، وعندها خاض مقاتلو لواء "السكندروني" معركة ضد كاتس، وقاضوه بتهمة التشهير، والقاضي المكلف بالقضية رفضها دون الاستماع إلى أشرطة كاتس. وتم الضغط على كاتس للتوقيع على خطاب تراجع يفيد بأن المذبحة لم تحدث، وألغت الجامعة شهادته، حيث تسببت رسالته في انفجار داخل المجتمع الصهيوني.

سرعان ما ندم كاتس على توقيع الخطاب، وطلب مواصلة الدفاع عن نفسه، وصل الطلب إلى المحكمة العليا التي رفضت النظر في القضية، وذكر كاتس في فيلم طنطورة أنه أصيب بسكتة دماغية بسبب هذا الحادث.

الحكاية المؤلمة الملهمة لرضوى عاشور

رغم أن حكاية الطنطورة مثلها مثل جميع القرى التي طالتها مذابح كبرى للفلسطينين عام 1948، تعد واحدة من مصادر الأسى عند تذكرها، إلا أنها أيضا كانت مصدرا لواحدة من أشهر الروايات العربية الحديثة، رواية الطنطورية للروائية المصرية رضوى عاشور.

صدرت رواية الطنطورية عام 2010 وتسرد الرواية سيرة متخيلة لعائلة فلسطينية، منتسبة إلى قرية الطنطورة، بداية من أعوام 1947 وحتى 2000، تم تهجيرها من أرضها بعد اجتياح العصابات الصهيونية للقرية، لتعيش تجارب اللجوء في لبنان والإمارات ومصر.

تجسد شخصية رقية، الشخصية المحورية وبطلة الرواية الحكاية من خلال رحلتها من قرية طنطورة ثم إلى المخيمات في لبنان، حتى الاجتياح الإسرائيلي لها، ثم مصر، ومن خلال حياة رقية نرى مأساة الفلسطيني الذي عاش في هذه القرية وشاهد المذابح بعينيه وحرم من أرضه بسبب العصابات الإسرائيلية في ذلك الوقت.

تضم الرواية عدد من الشخصيات الأخرى مثل أبو الصادق وهو والد رقية، وشقيقه أبو الأمين، والاثنان يجسدان الأفكار التي حاوطت سكان فلسطين في تلك المرحلة المرعبة من عمر الدولة الفلسطينية، حيث قرر أبو الأمين مغادرة صيدا عن طريق البحر لإنقاذ الأطفال الصغار والنساء، بعد وصول أنباء احتلال حيفا في يومين فقط، بينما رأى أبو الصادق أنه يجب الاستمرار والبقاء في الأرض وأن الشباب سيحمون القرية.

ويلعب مفتاح المنزل دورا خفيا في العمل، حيث يمثل رحلة الفلسطيني المٌشرد في المخيمات رغم امتلاكه الأرض والبيت، بسبب الاحتلال الإسرائيلي



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك