يسعى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى إجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة من أجل بلورة "شكل جديد من العلاقة" مع واشنطن، حسبما جاء في مقابلة أجرتها معه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

ويبدو أن مادورو يتطلع إلى إنهاء الجمود السياسي في بلاده، إذ أن نحو 50 دولة من بينها الولايات المتحدة تعتبر مادورو مغتصبا للسلطة وتعترف بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسا شرعيا للبلاد.

وفي أوائل عام 2019، تذرع جوايدو بدستور البلاد ليعلن نفسه رئيسًا للكونجرس وأن الرئيس الفنزويلي مادورو غير شرعي.

وتعزل العقوبات الأمريكية اقتصاد فنزويلا الذي تأثر بشدة بسبب سنوات من سوء الإدارة والفساد. ويبدو مادورو متحمسًا مرة أخرى ليتمكن من تصدير نفط بلاده.

وقال مادورو في مقابلة نادرة مع وسيلة إعلام أمريكية إنه "إذا كان هناك احترام بين الحكومتين، بغض النظر عن حجم الولايات المتحدة، وإذا كان هناك حوار، وتبادل لمعلومات صادقة، حينئذ، تأكدوا أنكم تستطيعون خلق نوع جديد من العلاقة".

ونقلت الصحيفة عن مادورو قوله إن "علاقة قائمة على الاحترام والحوار، ستحقق وضعا الكل فيه فائز، وأن علاقة مواجهة ستتسبب في وضع الكل فيه خاسر. هذه هي الصيغة".

وليس هناك أي مؤشر على أن الولايات المتحدة أو حلفاءها الرئيسيين، بما في ذلك الأوروبيون، على استعداد لتغيير موقفهم بأنه يتعين على مادورو التخلي عن منصب الرئاسة.

ولطالما اتهم مادورو الولايات المتحدة بمحاولة الإطاحة به، بما في ذلك من خلال مخطط انقلاب داخلي.

ورحب الرئيس الكولومبي إيفان دوكي بوجود زعيم المعارضة الفنزويلي والرئيس المؤقت من جانب واحد خوان جوايدو في بوجوتا يوم الأحد، قائلا إنه سيشارك في مؤتمر إقليمي لمحاربة الإرهاب اليوم الاثنين.

وقال دوكي على تويتر إننا "نرحب برئيس فنزويلا جوايدو في كولومبيا. وسنعقد بعد ظهر اليوم اجتماع عمل. كذلك، سيشارك الرئيس جوايدو يوم الاثنين (في مؤتمر محاربة الإرهاب)".

وكانت المرة الأخيرة التي غادر فيها جوايدو فنزويلا، متحديا قرار محكمة بحظر السفر، قبل نحو عام، عندما عبر الحدود من أجل مساندة جهود بدعم أمريكي لنقل مساعدات إلى داخل البلاد.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن من المقرر أن يلتقي جوايدو أيضا بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بوجوتا، وقال بومبيو لصحفيين يسافرون معه إنه ينوي لقاء جوايدو أثناء وجوده في كولومبيا .

ويتوجه بومبيو إلى أمريكا اللاتينية من برلين، حيث كان يشارك في مؤتمر يهدف إلى إيحاد حل للصراع في ليبيا. وبعد كولومبيا سيواصل رحلته إلى كوستاريكا وجامايكا وفلوريدا، حسبما ذكرت الخارجية الأمريكية.