انطلقت فعاليات "متحف ناس وسط البلد" من القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية بالتحرير، وسط حشد كبير من محبي منطقة وسط البلد، بهدف حفظ التراث الشفهي لها، وذلك بتنظيم من مؤسسة I Culture الثقافية.

استمرت الفاعليات يومين، وتضمنت جلسات حكي ونقاشات حول ذكريات وسط البلد، إلى جانب ورشة رسم خريطة من الذكريات، وسط تفاعل لافت من الحضور.

بدأ اليوم الأول بجلسة حكي قدمها الحكاء محمد كمال من إسنا والدكتورة آلاء خيري، تبعتها ندوة تفاعلية عبر زووم مع الدكتور مصطفى جاد حول تراث المقاهي وذكرياته في شوارع وسط البلد.

واستُكملت الفاعليات في اليوم الثاني بجلسة حكي مباشرة مع كمال وخيري، ثم رسم خريطة شفوية شارك فيها الحضور بحكاياتهم الشخصية عن المنطقة.

أعلنت الدكتورة ريهام عرام، رئيس مؤسسة I Culture، أنه سيتم تجميع تلك الحكايات في كتاب يحمل أسماء المشاركين، لتوثيق ذاكرة وسط البلد الشعبية.

وصرحت عرام بأن "متحف ناس وسط البلد" هو مبادرة شعبية بدأت قبل عام، ليست متحفًا تقليديًا، بل لقاءات شهرية لتبادل الذكريات والبحث في تاريخ الأماكن.

أضافت أن أول لقاء تناول سينمات وسط البلد، ثم توالى الحديث في لقاءات لاحقة عن المسارح، والمطاعم، والعمارات التراثية، والمقاهي، والشخصيات العامة المرتبطة بالمنطقة.

أوضحت أن الهدف توثيق التراث الشفهي لوسط البلد الذي لا توثقه المؤسسات الرسمية بما يكفي، عكس ما يتيحه هذا المتحف من منصة للحكايات الشعبية.

وأكدت أن المبادرة تسعى لرسم صورة متكاملة عن وسط البلد من خلال حكايات الناس، ما يعكس قيمتها الاجتماعية والثقافية والمادية عبر الزمن.

ويتم نشر الحكايات أيضًا عبر منصة "هوية"، لتكون متاحة للجميع، بهدف حفظ الذاكرة الجمعية بأسلوب تفاعلي وشعبي.

وتضم المبادرة نحو 20 عضوًا أساسيًا، من بينهم الصحفية هند الشناوي مؤسسة "بوابة وسط البلد"، إلى جانب 50 عضوًا آخرين انضموا مؤخرًا.

ويمكن للراغبين الانضمام من خلال التواصل عبر صفحتي المبادرة على فيسبوك وإنستجرام، والتسجيل المسبق شرط للحضور.

وأكدت الدكتورة عرام والدكتورة هبة السعيد، الشريك المؤسس للمبادرة، أن استضافة الجامعة الأمريكية للحدث تعكس دعمها للثقافة والتراث.

وأوضحتا أن الجامعة الأمريكية تمثل منبرًا معرفيًا عريقًا في وسط البلد، حيث تقع في مبنى تراثي، وشهدت أحداثًا تاريخية هامة في المنطقة.

تأسست I Culture كمؤسسة مجتمعية مصرية مشهرة عام 2022، وتهدف للاستثمار في الثقافة والتراث والصناعات الإبداعية، تحت شعار الثقافة الذكية.

وتعمل المؤسسة على رقمنة الثقافة من خلال مشروعات مثل منصة "هوية" التي تشرح التاريخ المصري واللغة القديمة بأسلوب علمي مبسط للمهتمين.