يمر اليوم الاثنين 21 أبريل الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، والذي رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 2015 عن عمر يناهز 77 عاما.
يعد عبدالرحمن الأبنودي أحد أعظم شعراء العامية فى مصر والوطن العربى، ولد عام 1939 بقرية أبنود محافظة قنا، في كنف أسرة فقيرة وكانت لنشأته البسيطة وسط الطبيعة دور كبير على ملكته الشعرية.
التحق الأبنودي بمدارس محافظة قنا، وكانت والدته فاطمة قنديل من إحدى المؤثرات العميقة والكبيرة في موهبته الشعريّة، إذ كانت ملهمته ومعلمته التي غذته بالأشعار والطقوس والأغنيات والتراث، وهناك استمع لأغاني السيرة الهلالية، وحلم حلمه الأكبر، أن يجمع هذه الأغاني ويحفظها من الضياع، ويقول إن "الغناء كان جزءا لا يتجزأ من إطار طفولتي، امتزج بي وامتزجت به حتى صرت صاحبه".
التقى الأبنودي بأمل دنقل في مدرسة قنا الثانوية بصعيد مصر، وأصبحا صديقين لا يفترقان، ثم هاجرا سويا إلى القاهرة، وترك الأبنودي خلفه وظيفة حكومية كان يشغلها في محكمة قنا بمؤهله المتوسط.
اجتمع الأبنودي وأمل دنقل بالقاص يحيى الطاهر عبدالله، وتنقلوا سويا بين أحياء القاهرة الفقيرة بحثا عن الفرصة.
وقدم صلاح جاهين للأبنودي فرصة نشر أشعاره في جريدة الأهرام، فانطلق في عالم الشعر والأغنية، ونشر قصيدته "تحت الشجر يا وهيبة" بمجلة "صباح الخير"، وغنّاها الفنان محمد رشدي فيما بعد، وحققت نجاحا كبيرا.
ودخل عالم التأليف الغنائي عندما كتب أغنية عن الدودة وعرضها على جاهين، فأُعجب بها مدير الإذاعة المصرية وحولها لأغنية.
تسابق المطربون للغناء من كلماته، وتعرف إلى عبدالحليم حافظ، ليقدم معه مجموعة من أشهر أغانيه، مثل "أحلف بسماها وترابها"، "المسيح"، "ابنك يقولك يا بطل"، "أحضان الحبايب"، "وأنا كل ما أقول التوبة".
وتبقى أهم أعماله هي السيرة الهلالية، وذلك منذ أن جاب صعيد مصر خلال 30 عاما مع صديقه القوّال سيد الضوي، وجمعا السيرة الهلالية في 5 أجزاء، كما كان أحد أبرز الحفّاظة الشعبيين الذين يروون الحكايات بجذورها المتعدّدة، فرعونية وقبطية وإسلامية، ويربطونها بمناسباتها الدينية والاجتماعية، ويحدّدون كيفية تواترها من جيل إلى آخر.
وكتب الأبنودي الأشعار لكثير من الأفلام، مثل أغاني فيلم "شيء من الخوف"، وفيلم "البريء"، كما كتب أغاني مسلسلات تليفزيونية شهيرة، مثل "ذئاب الجبل"، لتصبح أغنية تتر المسلسل الشهيرة "قالوا علينا ديابة" فقرة أساسية مطلوبة في الأفراخ الصعيدية.
قضى الأبنودي سنواته الأخيرة في منزل ريفي في الإسماعيلية، وكان مفتوحا للفنانين والمثقفين للجلوس معه وتناول الأكل الريفي، وكان متابعا للشأن الوطني ويعلق بآرائه على التطورات السياسية في سنوات مضطرب من تاريخ مصر.
حصل الأبنودي على "جائزة الدولة التقديرية" لعام 2001، ليكون بذلك أول شاعر عامية ينفرد بها، كما تتوج بـ "جائزة محمود درويش للإبداع العربي" لعام 2014.