الأسرة فى الإسلام.. المأوى الطبيعى والمستقر الوحيد - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 5:06 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأسرة فى الإسلام.. المأوى الطبيعى والمستقر الوحيد

الطاهر عماد
نشر في: الخميس 21 مايو 2020 - 10:34 م | آخر تحديث: الخميس 21 مايو 2020 - 10:34 م

يتحدث الإمام محمد الغزالى فى كتابه «هذا ديننا» عن مفهوم الأسرة فى الإسلام ويقول إنها المأوى الطبيعى لكلا الجنسين، وهى المستقر الوحيد الزكى لعلاقتيهما، ويقول فى العلاقة بين الرجل والمرأة إن الإنسان وحده نصف، ما يبلغ تمامه إلا إذا انضم إليه النصف الآخر.
ويرى الإمام الغزالى أن بناء الأسرة والأساس الراقى لها يعتمد على الرقى، والصحبة التى تقوم على الود والإناس والتآلف، ويشير إلى أن القرآن الكريم نوه أن الأساس فى الأسرة عندما ذكر قصة الخليقة وقال الله عز وجل فى كتابه الكريم «هو الذى خلقكم من نفس واحده وجعل منها زوجها ليسكن إليها».
ويصف الإمام الغزالى السّكن أن معناه هو الشعور والاستقرار والسلوك، وأن يطمئن المرء إلى الشخص الذى يكون بجانبه ويستريح إليه، ويلتمس معه البشاشة عند الضيق.
ويرى الغزالى أن فهم الزواج على أنه رباط جنسى فقط، إنما هو سقوط فى التفكير والشعور، ويؤكد أن الأمر أعلى من ذلك وأكبر، ويستدل بقوله تعالى «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجنا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة».
ويشرح الإمام العلاقة بين الزوجين أنها بعيدة الآماد وعميقة الجذور، ويقول إنها تشبه من القوة واللصوق صلة المرء بنفسه، ويؤكد أن الإسلام عنى عناية كبيره بالمحافظة عليها والارتفاع بجوهرها وصيانة ظاهرها وباطنها، ويستدل بالأيه الكريمة «هُنَّ لباس لكم وأنتم لباس لهُنَّ».
إن حسن الخلق مع الزوجة هو من إمارات الإيمان، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلا رميه بقوسيه، وتأديبه لفرسه، وملاعبيته أهله فإنهن من الحق»، وهكذا ميز الإسلام الصلة الإنسانية الخاصة بين الزوجين، حيث قال الرسول «خير متاع الدنيا المرأة الصالحة».
ويضيف الإمام أن أفضل ما يستصحبه الرجل فى حياته ويستعين به على واجباته، الزوجة اللطيفة العشرة، القويمة الخلق أو التى وصفها فى حديث آخر «التى تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فى نفسها ولا مالها بما يكره» ويقول الغزالى أن الزوجة هى دعامة البيت السعيد وركنه العتيد.
وعن تربية الولاد يقول الإمام إنه لا توجد بيئه أزكى ولا أجدى من الأسرة، ففى ظل الأمومة الحانية والأبوة الكادحة تتم كفالتهم، وتتفتق براعمهم، وتستوى أعوادهم وترتقب ثمارهم، ولذلك حماية الأسرة من أعظم الواجبات.
وعن نفقات البيت يقول الإمام الغزالى أنه عندما كانت نفقات البيت أهم ما يواجهه الزوجان، ومن أشد ما يعنت به الرجل، لأنه هو الذى يحمل العبء، وربما كان لاختلاف وجهات النظر فيما يجلب وفيما يترك أثر سيئ فى نفسه وفى أهله، بيّن النبى صلى الله عليه وسلم، أن النفقه التى لابد منها للبيت، والتى يسعد البيت ببذلها ليست من المستهلكات الضائعة، بل هى من الزكوات الباقية فقال: «دينار أنفقته فى سبيل الله، ودينار أنفقته فى رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذى أنفقته على أهلك».
ويشرح الإمام الغزالى أن الإسلام يرى أن كفالة البيت وتوفير الضمانات التى تستره فريضه قد ترجح أنواع الإنفاق الأخرى عن الموازنة الفاحصة، وأن الجدل حول نفقات البيت لا ينقطع، والمطالب التى تُعرض وترفض كثيرة.
الإمام يقول إن بيت النبى صلى الله عليه وسلم نفسه حدث توتر فى العلاقات بسبب ما يطلبه أمهات المؤمنين من زيادات لا يقدر الرسول عليها، ويؤكد أن الإسلام يكره أن تكون أمور النفقة سببا فى تعريض الأسرة لمتاعب وتهديد مستقبلها بالأخطار، حيث يقول الله عز وجل فى كتابه فى مثل هذه الشئون: «لينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله، لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها، سيجعل الله بعد عسر يسرًا».
وهذا الأمر الإلهى جاء بعد جملة من الأوامر التى توصى بحسن الخلق، وتمسك بعروة التقوى، وهى أوامر عٌرضت فى سياق ما يمر به البيوت من منازعات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك