ندوة تحتفي بالكاتب محمد السيد عيد ضمن معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب - بوابة الشروق
الثلاثاء 22 يوليه 2025 2:26 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

ندوة تحتفي بالكاتب محمد السيد عيد ضمن معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب

هدى الساعاتي
نشر في: الإثنين 21 يوليه 2025 - 2:13 م | آخر تحديث: الإثنين 21 يوليه 2025 - 2:13 م

نظّمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "للإبداع وجوه كثيرة: محمد السيد عيد"، احتفاءً بمسيرة الكاتب والسيناريست المصري، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة العشرين لمعرض الكتاب الدولي، وقدّمت الندوة الدكتورة زينب فرغلي، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي أمين عام مؤتمر الرواية والدراما المرئية.

وشهدت الندوة حضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد سليمان القائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس قطاع التواصل الثقافي، والأديب منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، والدكتور الحسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.

واستهلت الدكتورة زينب فرغلي الندوة بإلقاء الضوء على أبرز محطات حياة الكاتب محمد السيد عيد؛ الأدبية والمهنية؛ استعرضت خلالها جوانب من تجربته الممتدة بين الفلسفة والدراما الإذاعية والتليفزيونية والمسرح وأدب الطفل.

وقال محمد السيد عيد إن شغفه بالكتابة بدأ في طفولته حين كان يدوّن أبياتًا شعرية على هوامش دفاتره، مشيرًا إلى أن الكتاب المدرسي كان رفيقه الوحيد في سنوات لم تعرف الترفيه. في المرحلة الإعدادية، اكتشف سور محطة مصر وبدأ بشراء الروايات العالمية المستعملة، يقرأها ثم يستبدلها بأخرى بنصف قرش.

وأضاف أن السينما والمجلات الثقافية مثل "روائع المسرح العالمي" و"المكتبة الثقافية" أسهمت في تشكيل وعيه الإبداعي والنقدي، وكانت القراءة وقتها "ثراءً متاحًا على أرصفة المدينة".

وأشار إلى أنه خلال الثانوية، انخرط في فريق المسرح المدرسي بالمدرسة العباسية، ونال جوائز على مستوى الجمهورية، ثم واصل الكتابة والتمثيل في الجامعة.

وتطرق عيد إلى مرحلة ما بعد التخرج حيث خدم في القوات المسلحة لمدة خمس سنوات ضمن فرقة التوجيه المعنوي، وهناك أخرج عروضًا مسرحية أمام الجنود، أبرزها مسرحية كوميدية نُصبت أمام التبة، وشارك فيها جنود لا يعرفون القراءة والكتابة. قال إن الهدف منها كان إخراج الأفراد من ضغط الحرب، واعتبر التجربة "معجزة زمن القتال".

وأوضح أنه بعد انتهاء خدمته، بدأ مسيرته كاتبًا للقصة والمقال النقدي، ثم التقى بالمخرج مدحت زكي الذي طلب منه إعداد مسلسل، فاقترح "مقدمة ابن خلدون".

وقال عيد إنه اختار معالجة فلسفية سردية تجعل ابن خلدون يملي أفكاره لتلميذ، وأضاف إليها خطًا رومانسيًا لتلطيف ثقل المادة الفلسفية. فاجأ المسلسل الجميع بنجاحه اللافت، ووصل صداه إلى سلطنة عمان، وكتب عنه خيري شلبي مقالًا يحتفي بصيغته الإبداعية التي جمعت الفكر والدراما.

وأشار إلى أن نجاحه في "الزيني بركات" دفعه لإطلاق مشروع درامي يقدّم شخصيات وطنية مؤثرة في تاريخ مصر الحديث، مثل قاسم أمين، علي مبارك، وطلعت حرب، موضحًا أن الهدف لم يكن تأريخًا فقط بل تقديم نماذج تصلح قدوة للشباب، وتعيد تكوين صورة الأسرة المصرية خارج قوالب المسلسلات التجارية.

وتحدث عيد عن مشاركته في في تأسيس مجلة "قطر الندى" للأطفال عام 1995، ضمن مشروع ثقافي أطلقته الهيئة العامة لقصور الثقافة لإصدار مطبوعة تُعنى بالأطفال، لا سيما في المناطق الريفية والمهمشة.

كما تحدث عن مساهمته في رسم توجه المجلة الثقافي إلى جانب كوكبة من الأدباء والفنانين مثل أحمد زرزور، عبد الرحمن نور الدين، زينب العسال، عبده الزراع، كما صمّم الفنان حلمي التوني أول غلاف رمزي لها، وواصل محمد أباظة تطوير الجانب البصري في أعدادها التالية.

وقال إن المجلة حرصت منذ البداية على تقديم محتوى أدبي وفني منتظم وبسيط، بعيدًا عن التسليع، لتصل إلى الطفل في القرى كما في المدن، واصفًا إياها بأنها "بيت إبداعي للطفل المصري".

وتحدث أيضًا عن رفقاء دربه مثل رجب سعد السيد ومصطفى نصر، مؤكدًا أن صداقتهم امتدت لأكثر من خمسة وخمسين عامًا دون خلاف، وأن الكتابة جمعتهم على رؤى إنسانية ومسؤولية فكرية.

وأشار كذلك إلى علاقته الممتدة بالروائي إبراهيم عبد المجيد، واصفًا إياه بشريك الوجدان في الحلم السكندري، وأحد الأصدقاء الذين شاركوه سنوات التكوين والنقاش الحر، منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم.

والكاتب والسيناريست محمد السيد عيد، وُلد في مدينة الإسكندرية يوم 12 نوفمبر عام 1947. حصل على ليسانس الآداب في تخصص الفلسفة والاجتماع من جامعة الإسكندرية عام 1969، ثم تابع دراسته ونال دبلوم الدراسات الإسلامية عام 1974.

شارك في حرب أكتوبر عام 1973 ضمن صفوف القوات المسلحة، وخلال فترة خدمته العسكرية نشر أول عمل أدبي له في مجلة "النصر" الخاصة بالقوات المسلحة.

بدأ مسيرته المهنية من قصر ثقافة الحرية، وعمل في الكتابة الأدبية والنقد المسرحي، ثم انتقل إلى كتابة الدراما التاريخية والتلفزيونية وحقق شهرة واسعة من خلال مسلسلات مثل "مقدمة ابن خلدون"، "الزيني بركات"، "قاسم أمين"، "طلعت حرب"، و"مشرفة: رجل من هذا الزمان".

شغل عيد مناصب ثقافية رفيعة منها نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويرأس حالياً نادي القصة المصري. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب سنة 1997، إلى جانب جوائز عديدة من مهرجانات الإذاعة والتلفزيون عن أعماله الدرامية المميزة.

جدير بالذكر أن فعاليات الدورة العشرين لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب تتواصل خلال الفترة من 7 إلى 21 يوليو الجارى، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحادى الناشرين المصريين والعرب، في مقر المكتبة على كورنيش الإسكندرية وبالتوازى في القاهرة في "بيت السنارى" بحى السيدة زينب، و"قصر خديجة" بحلوان.

وتقدم 79 دار نشر مصرية وعربية أحدث إصداراتها بخصومات متميزة لرواد المعرض، وعلى هامش المعرض يتم تقديم 215 فعالية ثقافية، ما بين ندوات وأمسيات شعرية وورش متخصصة، بمشاركة قرابة 800 مفكر ومثقف وباحث ومتخصص في شتى مناحى الإبداع والعلوم الإنسانية والتطبيقية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك