رحلت عن عالمنا اليوم، المخرجة سميحة الغنيمي صاحبة لقب "شاعرة السينما التسجيلية" والتي نجحت في أن تكتب اسمها بحروف منذ ذهب في ذاكرة التليفزيون المصري، بعد أن قدمت مجموعة كبيرة من الأفلام التسجيلية، كانت أقرب للوحات مرسومة، لما هو معروف عنها من دقتها الشديدة ودأبها في التقاط صورة متميزة ومتفردة للموضوع الذي تقدمه.
سميحة الغنيمي من مواليد منتصف أربعينات القرن الماضي، وكانت واحدة من أبناء الرعيل الثاني الذي التحق بالعمل في التليفزيون المصري، بدأت مشوارها كمساعد مخرج، ثم اختارتها الإعلامية همت مصطفى لتخرج برنامج "لقاء المشاهير"، وسجلت فيه مع مجموعة كبيرة من نجوم الفن والثقافة، مثل أم كلثوم ونجاة وسعاد حسنى ويوسف السباعى وأحمد رامى ويوسف وهبى.
اتجهت للأفلام التسجيلية بعد أن وجدت ضالتها في هذا النوع من السينما، فقدمت أول أفلامها "عمال التراحيل"، الذي كان بداية لإنتاج غزير من الأفلام التسجيلية، وتضم قائمة أعمالها عددا كبيرا من الأفلام نذكر منها فيلم "رحلة العائلة المقدسة" الذي حصد العديد من الجوائز، ويعد من روائع السينما التسجيلية وتم تصويره بالقدس فى التسعينيات حيث تجولت سميحة بالكاميرا فى عدة أماكن دينية مهمة لم تدخلها كاميرات أخرى غيرها، وتعرضت لمخاطر كثيرة ولم تأبه أو تعير اهتماما بما تواجهه.
وقدمت أفلام سير ذاتية عن مجموعة من الشخصيات المصرية الهامة، منها السيرة الذاتية للكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي حصد العديد من الجوائز، والسيرة الذاتية للموسيقار محمد عبد الوهاب، والسيرة الذاتية للبابا شنودة، وفيلم عن القصور الملكية (تاريخ مصر) والذى قام بكتابة المادة العلمية الدكتور يونان لبيب رزق.
وفيلم قصر المنتزه الذى فاز بالجائزة الذهبية وجائزة الإبداع وأحسن فيلم تسجيلى بمهرجان الإذاعة والتليفزيون، وفيلم عابدين-قصر القبة - قصر الطاهرة -قصر رأس التين، وتم وضع هذه الأعمال فى الوثائق التاريخية.
وفيلم القاهرة رؤية ذاتية، وهو فيلم عن القاهرة التاريخية قديمًا وحديثًا. والفيلم التسجيلى "رسالة حب للبشرية" والذى كتب عنه الكاتب الراحل أنيس منصور أنه أحسن فيلم تسجيلى فى تاريخ التليفزيون.
نالت سميحة الغنيمي جائزة الدولة للتفوق فى الفنون فى عام 2016.