انتهت اليوم الخميس، الهدنة المؤقتة المعلنة من جانب واحد من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، والمحددة بأسبوعين كاملين، وسط خروقات متعددة لوقف إطلاق النار، واتهامات متبادلة من قبل طرفي الصراع بشأن هذه الخروقات.

وفي الثامن من أبريل الجاري، أعلن التحالف العربي وقف إطلاق النار في اليمن بشكل أحادي لمدة أسبوعين، قابلين للتجديد، من أجل التفرغ لمواجهة مخاطر جائحة كورونا المستجد.

وشددت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، على التزامها بوقف إطلاق النار، فيما اعتبرت جماعة الحوثي على لسان متحدثها الرسمي محمد عبدالسلام بأن ذلك مجرد "تضليل " للعالم، متهما التحالف بالتصعيد العسكري في البلاد.

واللافت أن هذه الهدنة لم تمنع حدوث المواجهات أو الغارات الجوية على الأرض، ولو ليوم واحد، ما تسبب بموجة إحباط لدى اليمنيين الذين يتفاءلون عادة بأي هدنة ودعوات لوقف إطلاق النار.

وخلال فترة هذه الهدنة، لم يحقق أي طرف تقدما ميدانيا ملحوظا، سوى إعلان القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي سيطرتها على عدة مواقع في محافظتي الضالع والجوف، فيما شهدت معظم الأيام اشتباكات محدودة وصد هجمات من قبل كل طرف، من دون إحراز تقدم فعلي على الأرض.

وأعلن الجيش اليمني، خلال مدة الهدنة، إسقاط طائرتي استطلاع للحوثيين، حلقتا فوق مواقع الجيش في محافظة الحديدة غربي البلاد، فيما أعلنت جماعة الحوثي إسقاط طائرة تجسس للتحالف العربي في المحافظة ذاتها.

وحول الخسائر البشرية، أعلنت قوات الجيش اليمني أنها قتلت العشرات من مسلحي جماعة الحوثي خلال تصديها لهجمات في عدة جبهات، فيما تحدثت الجماعة عن مقتل العشرات من القوات الحكومية خلال تصديها أيضا لهجمات، من دون ذكر إحصائية دقيقة حول خسائر الطرفين.

يشار إلى أن هذه الهدنة جاءت استجابة لدعوة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بشأن ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن والتفرغ من أجل مواجهة كورونا.

وحتى مساء الخميس، سجلت اليمن فقط حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا في محافظة حضرموت شرقي البلاد.

ومن ناحية أخرى، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الخميس، إن موسم الأمطار وفيروس كورونا جلبا البؤس لليمنيين مع قدوم رمضان.

وأوضحت اللجنة في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د ب.أ)، نسخة منه :" ما أن بدأ موسم الأمطار حتى جلب البؤس للآلاف، فقد شهدت محافظات صنعاء وإب وحجة ومدينة عدن الساحلية الجنوبية أمطارا غزيرة وسيولا عارمة على مدار أسبوعين، ألحقت الضرر بالآلاف من الأشخاص والمنازل ومصادر كسب العيش".

كما دمَّرت السيول في محافظة مأرب خياما لآلاف الأشخاص في مخيمات النازحين، حسب البيان.

وأضاف البيان: "يجد الكثير من أولئك الأشخاص، الذين تلقوا مساعدات من اللجنة الدولية الشهر المنصرم، أنفسهم محتاجين مرة أخرى لمساعدة عاجلة".

وتابع البيان:" يلوح في الأفق أيضًا خطر كوفيد- 19، مع حلول شهر رمضان الذي عادة ما يشهد تجمع العائلات والأصدقاء".

وأوضح البيان:" يستقبل اليمنيون شهر رمضان هذا العام وسط النزاع الدائر والأمراض الموسمية والسيول وارتفاع الأسعار، في بلد لا يسمح فيه الوضع الاقتصادي لثلثي السكان بالحصول على ما يكفي من الغذاء".

ونقل البيان عن فرانز راوخنشتاين، رئيس بعثة اللجنة الدولية في صنعاء قوله "يواجه اليمنيون الكثير من المشاق كل يوم.. وتُودي الأمراض المعدية الموسمية بحياة آلاف الأشخاص كل عام، فيما ينعكس ارتفاع التضخم على أسعار المواد الغذائية والأدوية والسلع الأساسية الأخرى، في الوقت الذي تأتي جائحة كوفيد-19 لتصبح مصدر قلق إضافي للأشخاص المستضعفين بالفعل".
التتبع