المشكلات الزوجية في الدراما المصرية.. معالجة جديدة أم تكرار لصورة الرجل السيء؟ - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 2:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المشكلات الزوجية في الدراما المصرية.. معالجة جديدة أم تكرار لصورة الرجل السيء؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: السبت 23 أكتوبر 2021 - 3:48 م | آخر تحديث: السبت 23 أكتوبر 2021 - 3:58 م
المشاكل بين الرجل والمرأة أو العلاقات الزوجية تحديدا، كانت محل اهتمام وتناول كثير من الكُتاب على مدار سنوات طويلة، سواء على شاشة السينما أو التلفزيون وحتى على خشبة المسرح، وقد تم تقديم هذا الجانب من الحياة الأسرية بتنويعات مختلفة، كوميدية وجادة، وفي أطر معالجة عديدة، ورغم ذلك لازالت هذه الثيمة الدرامية أو الفكرة التي تدور في فلكها أحداث العمل الفني، محلا للطرح في الدراما حتى الآن.

وخلال هذا الملف، نحاول عرض مجموعة من الآراء حول معالجة الدراما للمشاكل الزوجية مؤخرا، وهل تغير التناول الدرامي وطرح قضايا جديدة، وهل ذلك ينعكس على المجتمع بشكل إيجابي أم سلبي، من خلال طرح آراء مجموعة من الجمهور والمتخصصين على المستوى الفني أو النفسي، وفي هذا الجانب، نتعرف على آراء مختلفة لما يتم تناوله في المسلسلات.

أثناء عرض حكاية "بدون ضمان" من مسلسل "إلا أنا"، كتبت المحامية والناشطة الحقوقية نهاد أبو القمصان عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك "حكايات نهاد"، انتقادا للعمل، وقالت: "أنا كمواطنة مصرية لازلت أشاهد المسلسلات العربي، ووجدت أن المسلسلات أغلبها ممتليء بالعنف وضد كل القيم والأخلاق وبلا هدف أو معنى وضد خطط الدولة كأنها مؤامرة، الدولة ومؤسساتها والمجتمع المدني في اتجاه، والمسلسلات في اتجاه آخر".

وأكملت: "هذه الأعمال تحرض على العنف، وضد سياسة الدولة وخطر على الأمن، لأنها طول الوقت تزرع في الناس رسالة أنه لا يوجد قانون وشرطة ونيابة أو دولة، على سبيل المثال، أشاهد مسلسل (إلا أنا) -حلقات بدون ضمان- لا يوجد حلقة لا تتعرض فيها البطلة للضرب، وعندما أقدمت على تقديم بلاغ وعمل محضر تنازلت فيما بعد، وفرت من منزل زوجها، لكنه وجدها واعتدى عليها بالضرب، استمر مشهد الضرب حوالي 10 دقائق على الشاشة، ولا أعلم لماذا، وعندما ذهبت للمستشفى لم يفكر في عمل محضر أو التحقيق فيما وقع، هل لا يوجد دولة ولا قانون أو استرتيجية وطنية لحقوق الإنسان، أو خطابات الرئيس ليلا نهارا حول المرأة واحترامها؟!".

واختتمت كلماتها قائلة: "هل من يصنعون هذه الأعمال لم يقرأوا تقارير الرصد الإعلامي التي تتناول معدلات العنف وخطرها في المسلسلات، ما هو سر حب صناع الدراما في مشاهد العنف ضد البنات والسيدات، وعنف بلا مبرر درامي، وجرائم قانونية وأخلاقية، نحتاج إلى مراجعة ما يقدم مراجعة جادة، لأن هناك فرق بين الإبداع وخطاب الكراهية والتحريض على العنف".

تتبعنا بعض المجموعات المغلقة على منصة "فيسبوك" لمتابعي الأعمال الدرامية التليفزيونية المشار إليها؛ لرصد بعض الآراء بشكل غير مرتب، وخاصة مسلسل "إلا أنا"، الذي يركز بشكل أساسي على العلاقات بين الرجل والمرأة، والأزواج بشكل خاص.

قال محمود الغول، أحد مستخدمي منصة فيسبوك والمتابع لمسلسل "إلا أنا": "قصص المسلسل أصبحت مكررة لدرجة أننا أصبحنا نعلم تفاصيل القصة، كل قصة تبدأ أبطالها الرئيسيين المرأة ملاك ومثالية جدا، والرجل شيطان خائن، وطرف ثالث امرأة خائنة أو شريرة، وغالبا تكون الأم أو الأخت أو الصديقة، والعوض يأتي متنكرا في بدلة سبايدر مان، وبالطبع المرأة الملاك تقضي 5 حلقات من البكاء، ثم تقرر بناء نفسها وتتزوج من رجل آخر في النهاية، هل لا يشعر المؤلفون بملل مما يكتبونه، هذه ليست واقعية ولكن كسل".

علقت نانسي أحمد قائلة: "ألاحظ أن المسلسل مكرر، ولا أشاهده بل أكتفي بمتابعة الأحداث عبر السوشيال ميديا، لكن إذا حدث تنوع، كان البطل أو الضحية طفل أو رجل أو سيدة أو عجوز أو رجل مطلق ومعاناته، وهكذا، سيكون المسلسل أفضل بكثير".

كما أضافت لبنى رأفت: "للأسف المسلسل مركز على خط اضطهاد المرأة مع تغيير نوع الاضطهاد وثبات نوع إثبات الذات وفكرة العوض، الرجل المثالي الذي يظهر في آخر حلقتين، المسلسل فكرته لطيفة للغاية، لكن المشكلة في التنفيذ، القصة من الممكن أن تنتهي في حلقات قليلة، لكن يتم مطها وزيادة عدد الحلقات والنهاية تكون غير مقنعة، القصص جميعها متشابهة، وتصب في نفس القالب، يوجد قصص كثيرة عن السيدات غير الخيانة والزوج".

في هذا السياق، قالت الناقدة حنان: "لا أستطيع توجيه اتهام للكاتب، لأن الكاتب لديه فكرة ومضمون خاص بقناعاته ويقدمه في عمل معين، ومن حقه طرح وجهة نظره بأشكال مختلفة، لأن نوعية هذه المسلسلات تتقبل هذا الأسلوب، مثل (هو وهي)، (يوميات زوج معاصر)، فكرة رئيسية يتم طرحها بأشكال مختلفة، النقد يبدأ عندما يترك الكاتب العمل ويشرع في جديد بنفس الفكرة، هنا نتحدث عن التكرار أو الملل، عند النظر على سبيل المثال لمسلسل (إلا أنا)، تقدم قصص لتنويعات على نغمة واحدة، فهو مسلسل واحد بقصص مختلفة".

وأضافت: "فيه موضوعات جديدة تم طرحها في المسلسلات مؤخرا، وأفضل ما فيها أنها ليست في نمط 30 حلقة، ولكن 5 حلقات وغير ذلك، وتكون الفكرة قد وصلت في هذا السياق القصير، ويوجد إلى جانب ذلك قضايا جديدة ومختلفة، الميراث والزواج والتبني والعنف، مما أدى إلى قرب العمل إلى الجمهور، الذي رأى نفسه في هذه الأعمال الدرامية، وهذه الأعمال صنعت روح جديدة في الدراما، على عكس فترة سابقة كان يوجد بين بعض الأعمال والجمهور فجوة كبيرة، مما جعل عدد كبير من الناس يهجر المسلسلات المصرية، لكن مؤخرا بعض التجارب مثل (إلا أنا) و(زي القمر) وغيرها، جذبت نوعية من المشاهد لم يكن يهتم بالمسلسل المصري، لأن فيه موضوعات جديدة، وتناول جديد، وجرأة في الطرح".

علقت الكاتبة أماني التونسي، مؤلفة قصة "على الهامش" من مسلسل "إلا أنا"، قائلة: "العمل لا يقدم المرأة في صورة طيبة طول الوقت، على سبيل المثال، شخصية إنجي في قصة (على الهامش)، وإنما ست مستغلة وخاينة، أما جانب إن الرجل دائما ظالم، دراما على الهامش تتجاوز هذه الفكرة، أناقش فيها مشكلة مرتبطة بالقانون وحقوق المرأة بعد انتهاء فترة الحضانة وحدوث الطلاق وكيفية حصولها على حقوقها، وتناولت العمل بطريقة مختلفة عن المعالجات السابقة، وبسعى إلى تغيير القانون، لأن لا يصح أن تلقى المرأة في الشارع لمجرد انقضاء فترة الحضانة بعد سنوات في خدمة أبناءها وزوجها".

لكن على الجانب النفسي، ترى الدكتورة رحاب الفقي، استشاري الصحة النفسية، أنه بلا شك الدراما حاليا استولت على دور القدوة، وأيضا أخذت دور المعلم وزرع القيم، وأن هذا الأسلوب هو الدارج في التعامل مع أي مشكلة أو موقف، الصورة الذهنية للمشاهد تتخيل دائما أن ما يحدث في الدراما هو الواقع وهذا مفهوم خاطئ تماما لأنها تختلف عن الواقع.

وأضافت: "لذلك الرسالة الإعلامية والدرامية أصبحت جزءا كبيرا من توجيه الرأي نحو قضية ما أو حل لمشكلة ما خصوصا في العلاقات الأسرية والاجتماعية وهذا هو الواقع الحالي لمعظم الأعمال الدرامية التي تتجه إلى مناقشة وعرض قضايا متنوعة، لكن من منظور أكثر دراما عن الواقع، ولا تعتمد بشكل كبير على الخلفية الثقافية والتعليمية والاجتماعية لأصحاب المشكلة، الآن الإعلام بكل أشكاله هو جزء هام وكبير في تعليم الفرد على أهمية التواصل مع الطرف الآخر أو الشريك".

وتابعت: "والخطأ الأكبر الذي تتناوله الدراما هو نشر فكرة الندية والمساواة بين الطرفين على أساس درامي فقط وليس أساس علمي - نفسي - صحي، وبذلك يعتقد معظم المتابعين للأعمال أن هذا هو الحل لأي مشكلة، ولو أخذنا في الاعتبار فكرة الطلاق على سبيل المثال، نجد أنهم يقدمون أن الخلع أو الطلاق هو الحل، والحل الأسهل لكل المشكلات".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك