فى ذكرى المولد النبوى الشريف، تتجدد بالأقصر عادات جنوبية أصيلة حافظ عليها أهل الأقصر وخاصة القرى فى غرب المدينة وشرقها.
فالاحتفالات بالمولد النبوى الشريف متنفس أهل تلك القرى الذين لا يعرفون للترفيه طريق، حتى فى الأعياد، فالترفيه الذى يقومون به فى العيدين الفطر والأضحى، هو زيارة القبور والترحم على أرواح المتوفين.
ويستغل الشباب المولد فى التلاقى والحوار، وإخراج طاقات الفرح المكبوتة، من خلال مشاركة الطرق الصوفية أذكارهم، بالإضافة إلى وسباقات الخيل، ولعبة التحطيب، وهي أبرز الألعاب التى تلقى جمهورًا غفيرا فى الموالد.
واعتاد بعض الشباب فى قرى الأقصر، تربية الخيل لاستخدامه فقط فى تلك المناسبات؛ فلا وظيفة للحصان إلا المشاركة فى ساحات الموالد لإظهار مهارة الرقص، والسباق مع الآخرين.
قرية العشى بشرق الأقصر، إحدى القرى التى تحيى المولد النبوى الشريف بعادات أصيلة؛ حيث يبدأ الاحتفال بالتجمع قبل الليلة الختامية بعشرة أيام لتقسيم الأدوار وتبادل المهام فى الإعداد للاحتفال، ويشارك كل أبناء القبائل فى تنظيم الاحتفالية سواء بالمال أو العتاد.
وتتكون تلك القرية من 9 نجوع، تضم تسع قبائل مختلفة، يقوم بعضهم بتجهيز ساحة المرماح للخيول، ويقوم البعض الآخر بتجهيز الطعام للضيوف الذين يأتون من كل حدب وصوب لمشاركتهم فرحتهم، فيما يقوم الفريق الثالث بتنظيم الأدوار واستقبال الضيوف.
ويقول السيد أحمد أبو الوفا أحد أبناء القرية، إن "الخيول التى تشارك فى المرماح أو المولد خيول عربية أصيلة يحسن أصحابها تربيتها طوال العام للمشاركة فى مثل تلك الموالد، وتأتى محملة على سيارات نقل للمشاركة إذا كانت المسافة بعيدة، ومعظم أهالى القرية يحبون تربية الخيول وينفقون عليها، لأنها من جذور الشخصية العربية الأصيلة، وفى احتفالاتنا نقضي عادة فترة العصر لمشاهدة المرماح، وبعدها نقوم بتجهيز العشاء للحضور، ثم تتواصل حفلات رقص الخيول على أنغام المزمار البلدى".
وأضاف أبو الوفا، "من ضمن العادات أثناء رقص الخيول، قيام الرجال بوضع «النقطة» فى مقدمة الخصان أو فى اللجام الخاص به كتحية من الحضور"، مشيرًا إلى أن فائدة هذه التجمعات التعارف، وتقوية صلة النسب، وأن هناك «سرج حصان» فى القرية من الفضة الخالصة، تقدر تكلفته بـ60 ألف جنيه، اشتراه أحد أبناء القرية منذ عام 1930".
موضحًا، أن الخيالة فى الزمن الماضى كانت مقصورة على عائلات بعينها، لكن اليوم أى أحد يستطيع أن يأتى بحصان ويشارك الاحتفالات".