تشتهر صحراء محافظة جنوب سيناء بنمو النباتات الطبيعية المختلفة، التي يدخل معظمها في صناعة الدواء؛ لما تحتويه من مواد فعالة في علاج العديد من الأمراض، بينما يقتصر البعض الآخر على استخدامه كنبات رعوي فقط مثل نبات "العدمة"، التي لا تنمو في أي مكان في العالم سوى مدينة سانت كاترين.
قال أحمد صالح، الملقب لدى سكان سانت كاترين بـ"طبيب الأعشاب"، إن "العدمة" من النباتات المتوطنة، أي التي لا تنمو سوى في مدينة سانت كاترين فقط، وتنمو في منطقة الجبال العالية في محمية سانت كاترين بجنوب سيناء.
وأوضح صالح، لـ"الشروق"، أن "العدمة" نبات رعوي موسمي تتغذى عليه الحيوانات فقط، وحتى الآن لم تجرِ عليه التجارب لإثبات أنه يحتوي على مواد علاجية فعالة أم لا، ولم يدخل ضمن قائمة النباتات التي تستخدم في الطب البديل، على الرغم أنه من النباتات المتوطنة.
وقال محمد الجبالي، أحد مواطني مدينة سانت كاترين، لـ"الشروق"، إن نبات "العدمة" له أهمية وحساسية كبيرة عند التقييم البيئي لمنطقة محمية سانت كاترين؛ لكونه لا ينمو في أي مكان في العالم، ويقتصر وجود هذا النوع النباتي على نموه في الشقوق الصخرية والمدقات الجبلية، لذا فإن أماكن تواجده محدودة.
وأوضح الجبالي، أن "العدمة" تصنف من النباتات المهددة بالانقراض، لكونها محدودة الانتشار، كما أنها تقع تحت تأثير الرعي الجائر، خاصة أنها من النباتات الرعوية التي تتغذى عليها الماعز والجمال والأغنام، وأحيانًا تقوم السيدات المسؤولة عن الرعي، برعي الحيوانات في مناطق نمو نبات "العدمة" قبل مرحلة نضجه وإنتاج البذور، التي تعطيه فرصة للتكاثر والنمو مرة أخرى.
وتابع أن النبات سُمي بـ"العدمة"؛ لكونه من النباتات الأرضية العشبية الضعيفة التي تتقطع من بعضها بسهولة عند جذبها، وهي تمتد على الأرض بين الصخور، وعند عدم تعرضها للرعي قد تنمو لتغطي مساحة من الأرض قد تمتد من 30 إلى 50 سنتيمترا مربعا.
