خالد محمود يكتب: «بنات الشمس» يرفعن شعار المرأة والحرية على شاشة «كان» - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خالد محمود يكتب:

خالد محمود يكتب: «بنات الشمس» يرفعن شعار المرأة والحرية على شاشة «كان»

اسرة ونجوم فيلم بنات الشمس فى كان
اسرة ونجوم فيلم بنات الشمس فى كان

نشر في: الجمعة 25 مايو 2018 - 10:11 ص | آخر تحديث: الجمعة 25 مايو 2018 - 3:58 م

• مشاهد إنسانية مؤثرة ووقائع حصرية وتحية خاصة للبطلات
«المرأة.. الحياة.. الحرية» كان ذلك هو الشعار الذى اهتزت معه صالة العرض وتفاعل من بها من جمهور وهم يشاهدون بطلات فيلم «بنات الشمس» ترددنه أكثر من مرة وهم يخضن معركتهن مع البقاء فى مشاهد لم تفارقها طلقات الرصاص ورائحة الموت.

الفيلم الفرنسى البلجيكى الجورجى المشترك الذى عرضته شاشة مهرجان كان السينمائى ونافس على جوائزه، بدا محط اهتمام الكثيرين، كونه يركز على قصة النساء الكرديات فى قتالهن ضد داعش فى سوريا دفاعا عن وطنهن المغتصب.

قدمت المخرجة إيفا هاسون وهى واحدة من ثلاث مخرجات مشاركات للمنافسة على جائزة «السعفة الذهبية»، قصة مختلفة، إذ يرفع شعار النضال والمقاومة العسكرية هنا مجموعة من النساء والفتيات ينتمين لبيئات متنوعة، كل واحدة منهن كانت لها صدمة كبيرة، إلا أن التقين على هدف واحد حيث تدور الاحداث فى مكان ما فى كردستان، لنرى إحداهن وتدعى باهار والتى تجسدها الممثلة الإيرانية غولشيفته فرحانى، وهى محامية شابة تقوم بدور مقاتلة كردية تقود فرقة من المقاتلات النساء اطلق عليها «بنات الشمس» كانت قد شكلتها وتستعد بها لاستعادة بلدة كوردية من بين أيدى مقاتلى تنظيم داعش بعد ان تم فيها أسْر أسرٍ عديدة فى معركة من أجل الأمل والشرف.

ما حرك باهار موقف لا ينسى وهو أنها عندما كانت تقوم بزيارة عائلتها فى ظل هجوم دموى يقوده المتطرفون، يقتل زوجها وتسجن مع ابنها وآلاف النساء والأطفال الآخرين الذين تم سحقهن والاعتداء عليهن وهتك عرضهن مرارا بعد ان قتل المتطرفون رجال البلدة وتبادلوا النساء والبنات كسبايا. ولكن بعد هروبها، قادت باهار «بنات الشمس».

ويكشف الفيلم عن النموذج النسائى الثانى فى الفرقة وهى ماتيلدا والتى تجسدها «ايمانويل بيركوت»، وهى مراسلة حربية ترصد وتصور وتسجل الحياة اليومية لـ«بنات الشمس» خلال 3 أيام من الهجوم والمعارك، وتتشارك باهار مع ماتيلدا فى سلسلة الأحداث التى واجهت وجمعت هؤلاء النساء هنا، متحدة معهن فى سعيهن من أجل الأمل والعدالة، وللخروج من هذا الوضع الذى لا يمكن تصوره، من المتطرفين، حيث تتوحد المشاعر وتتوطد كرابطة، ويبدو ان شخصية ماتيلدا تعد تجسيدا لشخصية الصحفية الأمريكية مارى كولفن التى قتلت فى سوريا عام 2012. وقد صورت المخرجة ببراعة تلك الأجواء من الخوف والقلق والصمود، سواء داخل المعسكر أو فى معركة الشارع، والتى غلتها قصص انسانية لا تعرف المبالغة، وكم كان المشهد ذكيا عندما سألت باهار ماتيلدا: هل ستكتبين الحقيقة؟ لتنسحب بعد ذلك الكاميرا على ماتيلدا وهى تقود سيارتها، لتروى القصة.

استلهمت المخرجة ايف هاسون فكرة صناعة الفيلم بعد أن قرأت عن مآثر وحكايات النساء الأكراد الحقيقية واللواتى تم أخذهن رهائن من قبل مقاتلى الدولة الإسلامية أثناء اجتياحهم لسوريا والعراق، لكنهن تمكن من الفرار ثم حملن السلاح ضد آسريهن السابقين، وتتبع المخرجة تفاصيل وقصص اللحظات بمشاهد تتوحد معها، وكما حكت إحدى بطلات الفرقة «كانوا يرتعدون خوفا عندما يسمعون اصواتنا النسائية»، بينما الرجال كانوا ينتظرون الضربات الجوية الامريكية، ويبدو ان السبب فى خوف أعدائهن منهن هو اعتقادهم أن قتلهم بيد امرأة يحرمهم من دخول الجنة كشهداء.

الفيلم بدون شك يؤكد روح العصر الجديدة التى أصبحت تغلف دورة مهرجان كان هذا العام وهى ان قضية حقوق المرأة أصبحت عنصرا بارزا فى معظم الأفلام وقد قادت الممثلة كيت بلانشيت مظاهرة ضمت ممثلات ومخرجات ومنتجات على البساط الأحمر تأييدا لحملة للدفاع عن حقوق المرأة بعد فضائح استغلال جنسى هزت صناعة السينما العام الماضى.

الفيلم رغم أنه مفعم بالشعارات والدموع، لكنه تعامل مع القضية بصورة بكر، تدمع عندما يغلب الالم، وتتأمل المصير والمستقبل فى لحظات الهدنة وقال بيتر برادشو من صحفية الجارديان عن الفيلم إنه «مؤثر وصريح ويركز على قوة النساء».

وهو فى النهاية يعد تحية من نوع خاص لأولئك النساء اللاتى جسدتهن ممثلات رائعات استوعبن جيدا الخيط النفسى للشخصيات، وخاصة الممثلة الايرانية غولشيفته فرحانى التى قدمت واحدا من اروع ادوارها وكذلك ايمانويل بيركوت.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك