بعدما كتب المحقق الخاص روبرت مولر، الفصل الأخير من التحقيقات التي أجريت لأكثر من عامين بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وخلال جلسة استماع طال انتظارها في الكونجرس الأمريكي، ووسط ترقب شديد من أعضاء الكونجرس لمعرفة ما إذا كان سيكشف المحقق الخاص مولر، تورط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال مولر إنه هناك جهود كبيره بذلتها الحكومة الروسية لمساعدة ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، لكنه لم يتمكن من إيجاد أي دليل يثبت حصول تواطؤ بين موسكو وحملة ترامب الانتخابية، على الرغم من التواصل المتكرر بينهما.

وأضاف مولر إن تقريره لم يبرئ بشكل كامل الرئيس ترامب، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي مَارَس ضغوطات مريبة تؤثر علي سير التحقيقات، ولا يمكن تبرئة ترامب من تهمة عرقلة سير العدالة، وأشار إلى إمكانية مقاضاة الرئيس الأمريكي بعد أن يغادر منصبه.

* بداية التحقيقات
دعا أكثر من 130 من المشرعين الديمقراطيين في الكونغرس، إلى تعيين مستشار خاص للتحقيق في قضية التدخل الروسي والتاثير على نتائج الانتخابات الأمريكية، بعد إقالة ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، الذي كان يقود تحريات مكتب التحقيقات الفيدرالي"إف بي أي".

وانطلق التحقيق الذي أجراه المستشار الخاص روبرت مولر، في الفترة من 2017 وحتى العام 2019 ،و شمل نطاق التحقيق الادعاء بوجود تنسيق بين كلًا من حملة دونالد ترامب الرئاسية والحكومة الروسية، وشمل التحقيق أيضا عرقلة ترامب و أخرون لسير العدالة.

* إدانات تثبت تورط ترامب
في أغسطس من العام 2018، تم إدانة بول مانافورت رئيس حملة ترامب السابق بارتكاب جرائم مالية، وبعد شهر واحد أقر بالذنب بالتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة وعرقلة العدالة.

وأدى التحقيق أيضًا إلى اعتراف مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق لدى ترامب، بذنب جريمة الإدلاء بتصريحات كاذبة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي .

كما حصل مولر على إقرار بالذنب من المحامي الهولندي ألكس فان دير زوان، ومستشار حملة ترامب السابق جورج بابادوبولوس

ووجه مولر لوائح الاتهام إلى 13 مواطنا روسيا و3 كيانات روسية، وعلى الأخص وكالة أبحاث الإنترنت، كما تم توجيه الاتهام إلى 12 عضوًا من مجموعة "جي أر يو" للتجسس الإلكتروني الروسي والمعروفة باسم فانسي بير، المسؤولة عن اختراق بريد اللجنة الوطنية الديمقراطية الإلكتروني في عام 2016.

*نتائج التحقيقات
أنهى مكتب المستشار الخاص روبرت مولر، تحقيقه وقدم التقرير النهائي إلى النائب العام ويليام بار في 22 مارس 2019، في 24 مارس، أرسل بار خطابًا من أربع صفحات إلى الكونجرس يبرز فيه نتائج المستشار الخاص فيما يتعلق بالتدخل الروسي وعرقلة العدالة.

وقال بار أنه فيما يتعلق بمسألة التدخل الروسي في الانتخابات، قام مولر بتفصيل طريقتين حاولت روسيا من خلالهما التأثير على الانتخابات لصالح ترامب:

- محاولات من مؤسسات روسية نشر معلومات كاذبة على حسابات مواقع التواصل الاجتماع.

- محاولات من الحكومة الروسية لقرصنة أجهزة الكمبيوتر وجمع المعلومات.

لكنه لم يتمكن من إيجاد أي دليل يثبت حصول تواطؤ بين موسكو وأعضاء حملة ترامب الانتخابية، على الرغم من التواصل المتكرر بينهما، وفيما يتعلق بمسألة عرقلة سير العدالة، إنه لا يمكن تبرئة ترامب من تهمة عرقلة العدالة وعمل القضاة، قال مولر "في حين أن هذا التقرير لا يستنتج أن الرئيس ارتكب جريمة، فإنه لا يعفيه من تهمة إعاقة العدالة".

* يمكن محاكمته
قال المحقق الخاص روبرت مولر، أثناء جلسة الاستماع بالكونجرس، إنه يمكن مقاضاة الرئيس الأمريكى بعد أن يغادر منصبه، وأوضح إنه وفقا لقواعد وزارة العدل الأمريكية فإنه لا يمكن توجيه اتهامات لرئيس أمريكى لا يزال فى منصبه، مشيرًا إلى أن الأمر لن يكون دستوريًا، إعمالًا للقواعد الإرشادية لسياسة وزارة العدل الأمريكية، التى تنص على" أن أى لائحة اتهام أو ملاحقة قضائية جنائية لرئيس أمريكى وهو فى منصبه تكون غير دستورية لأنها تتعارض مع قدرة الرئيس على أداء مهامه المكلف بها دستوريًا"، وأضاف أنه تم إرسال قضية إعاقة العدالة إلى النائب العام ونائب المدعي العام للمراجعة.