فرنسا تعترف بدولة فلسطين.. من تبقى خارج الإجماع العالمي؟ - بوابة الشروق
السبت 26 يوليه 2025 9:51 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

فرنسا تعترف بدولة فلسطين.. من تبقى خارج الإجماع العالمي؟

هايدي صبري
نشر في: الجمعة 25 يوليه 2025 - 4:42 م | آخر تحديث: الجمعة 25 يوليه 2025 - 4:42 م

في خطوة وصفت بأنها تاريخية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، أن فرنسا ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

وقال عبر حساباته الرسمية على منصّتي "إكس" وإنستجرام: "وفاءً لالتزامها التاريخي من أجل سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين. سأعلن ذلك رسميًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".

وذكرت صحيفة "لا بروفانس" الفرنسية، أنه إذا مضت باريس في هذه الخطوة، فإنها ستصبح الدولة رقم 149 من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعترف رسميًا بفلسطين، بحسب وزارة الخارجية الفلسطينية.

وأوضحت الصحيفة أنه من اللافت، رغم هذا التقدم الدولي، لا تزال قوى غربية كبرى، مثل الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا واليابان وأستراليا، ترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يعكس استمرار الانقسام العميق بين شمال عالمي متردد وجنوب عالمي داعم بوضوح.

* متى بدأ العالم يعترف بفلسطين؟

ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه الاعترافات الدولية بدولة فلسطين بدأت منذ العام 1988، عقب الانتفاضة الفلسطينية الأولى، في ذلك العام، أعلن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية خلال اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر. وكانت الجزائر أول دولة تعترف بها رسميًا، وفقاً للصحيفة الفرنسية.

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه في الأسبوع ذاته، لحقت بها أكثر من 40 دولة، من بينها الصين ومعظم الدول العربية.

وفي 2010، عقب العدوان الإسرائيلي العنيف على غزة، انضمت معظم دول أمريكا اللاتينية والوسطى إلى قائمة الدول المعترفة بفلسطين.

* من يعترف اليوم بفلسطين؟

حتى منتصف عام 2025، نحو 149 دولة تعترف رسميًا بفلسطين، أي ما يعادل ثلاثة أرباع أعضاء الأمم المتحدة، ويشمل ذلك: جميع دول إفريقيا تقريبًا، والغالبية الساحقة من دول آسيا، وأمريكا الجنوبية والوسطى بالكامل تقريبًا.

ومن أبرز القوى الكبرى الداعمة: الهند، والصين، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، والمكسيك.

لكن في المقابل، تظل الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، واليابان، وأستراليا خارج هذا الإجماع، مما يعكس تحفظًا سياسيًا يرتبط بعلاقاتها الوثيقة مع إسرائيل، والتزامها بنموذج تفاوضي لا يبدو فعالًا منذ سنوات.

* أوروبا منقسمة.. لكن الخريطة تتغير

في أوروبا، لا تزال مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية تُحدث انقسامًا. حتى يوليو 2025، فقط 12 من أصل 27 دولة أوروبية تعترف بدولة فلسطين.

ومعظم هذه الدول كانت من أعضاء الكتلة الشرقية السابقة، وسبق أن اعترفت بفلسطين منذ إعلان الاستقلال عام 1988، ومن بينها: المجر، وبولندا، وبلغاريا، ورومانيا، وتشيكوسلوفاكيا (سابقًا)، وقبرص، ومالطا، وهذه الاعترافات سُجّلت قبل انضمام تلك الدول إلى الاتحاد الأوروبي.

في عام 2014، أصبحت السويد أول دولة غربية ديمقراطية داخل الاتحاد الأوروبي تعترف بفلسطين. وفي يونيو 2024، انضمت سلوفينيا وأرمينيا إلى هذا التوجه، في أعقاب التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة. وسبقتهما إسبانيا، إيرلندا، والنرويج في مايو 2024، داعين جميعهم إلى حل يقوم على دولتين متساويتين في السيادة.

* فلسطين في الأمم المتحدة: عضو… ولكن بلا صوت

رغم أن دولة فلسطين ليست عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، فقد تم منحها في نوفمبر 2012 صفة "دولة مراقب غير عضو". وهذا يسمح لها بحضور معظم الاجتماعات، والاطلاع على الوثائق، ولكن دون حق التصويت.

وفي مايو 2024، دعت فرنسا الأمم المتحدة إلى منح فلسطين العضوية الكاملة، مما يُعد مؤشرًا مبكرًا على تحول جذري في الموقف الفرنسي.

* فرنسا تغير المعادلة

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن فرنسا، الدولة الأوروبية الكبرى وعضو دائم في مجلس الأمن، قررت الانضمام إلى الغالبية العالمية المعترفة بفلسطين، بعد سنوات من التردد.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتعرض فيه إسرائيل لضغوط دولية غير مسبوقة بسبب الكارثة الإنسانية في غزة، واستخدامها المفرط للقوة.

التحول الفرنسي، رغم تأخره، قد يشكّل نقطة انعطاف أوروبية، تدفع دولًا مثل ألمانيا وإيطاليا لإعادة النظر في موقفها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك