«السيارات المجهولة».. النعوش الطائرة - بوابة الشروق
الثلاثاء 30 أبريل 2024 10:04 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«السيارات المجهولة».. النعوش الطائرة

سيارات مطموسة الأرقام وبدون لوحات معدنية تسير فى شوارع رئيسية بالمنصورة تصوير نعمان سمير
سيارات مطموسة الأرقام وبدون لوحات معدنية تسير فى شوارع رئيسية بالمنصورة تصوير نعمان سمير
مصطفى حمدى
نشر في: الخميس 25 أغسطس 2016 - 11:15 ص | آخر تحديث: الخميس 25 أغسطس 2016 - 11:15 ص

- المحافظ «رئيس الجمهورية» في محافظته.. ويمكنه طلب دعم الأجهزة الحكومية لو شعر بأن المشكلة التي تجابهه أكبر من قدراته

 


غابت الرقابة، فغاب القانون وانفلت النظام المرورى، وباتت العديد من الشوارع والميادين فى قبضة البلطجية والمسجلين خطر والأطفال وضاعت الأرصفة‏، وانتشرت وسائل الانتقال العشوائية خصوصا السيارات التى لا تحمل أرقاما.


«الشروق» تجولت فى عدد من شوارع الجيزة التى ينتشر بداخلها ميكروباصات نقل المواطنين العشوائية والتى لا تحمل أية لوحات معدنية ولا توجد بها أية مواصفات أمان، بل ويقودها أطفال أقل من سن العاشرة ما تسبب فى سقوط عشرات الضحايا والمصابين، علاوة على انتشار السرقات بالإكراه واغتصاب الفتيات.
الجولة الأولى بدأت من موقف بولاق الدكرور.. حيث انتشرت عشرات السيارات المخالفة فى انتظار تحميل الركاب لمناطق ترعة المجنونة وأرض اللواء والمعتمدية، وظهر فى بداية الموقف شخص يمسك بيده «شومة» لتنظيم دور السائقين لتحميل الركاب.
25 شخصا كانوا داخل الميكروباص الذى لا يتحمل أكثر من 15 شخصا طبقا لحمولته العادية، وشخصان اخران يقفان على «اكصدام» السيارة الخلفى، الطفل قائد السيارة كان ينحرف عن الطريق يمينا ويسارا فى عرض شارع أشبه بالأكروبات فى محاولة للهروب من الزحام المرورى داخل شوارع القرية وسط صراخ الركاب الذين وجهوا لقائد السيارة أوجه النصح حتى يصلوا بسلام.
وعلى بعد أمتار قليلة من مقر قسم شرطة بولاق الدكرور، يقع موقف السيارات الأول الذى تتجمع فيه سيارات نصف نقل وأخرى ميكروباصات قديمة، أغلبها بدون لوحات معدنية، يفصل بينها وبين حرم قسم الشرطة حواجز وصدادات حديدية، تتداخل أمامها السيارات مع «التوك توك» الذى يزيد الموقف عشوائية، السيارات تعمل على خطَىْ سير من أمام قسم الشرطة إلى منطقة الكوبرى داخل «صفط اللبن»، بينما الخط الثانى من بولاق إلى شارع فيصل.
خلف الموقف الذى يقبع على حافة مصرف صحى، يحاصره مقلب قمامة رائحتها تزكم الأنوف يقف شاب يقتصر دوره على تحديد دور كل سيارة لتحميل الركاب وفض المشادات والمشاجرات فى حال حدوثها بين السائقين، مقابل تحصيل رسوم الكارتة من كل سيارة.
معظم السيارات التى تقف فى الموقف تخلو فتحات شبابيكها الخلفية من الزجاج، لا تظهر لها أى هوية، فالمكان المخصص للوحات المرور، تملؤه عبارات «عين الحسود فيها عود» و«الرزق على الله» و«بر الوالدين أحسن من أبوك وأمك» والعشرات من الصور للفنان محمد رمضان فى مسلسل الأسطورة مزودة بعبارات «اللى ملهوش كبير بيشتريله كبير».
معظم السيارات التى تقف فى الموقف يخرج من شكمانها دخان كثيف بمجرد «تشغيلها» ويدور حوار ساخر بين الركاب على حالة السيارة «الشبابيك فين ياسطى»، «شكلك مكنستش العربية انهارده»، «العربية فيها خرم ياسطى»، وراكب آخر «إحنا هانزُق ونسمع ألفاظ وندفع فلوس كمان»، يعلو صوت السائق «العربية اللى مش عجباكوا دى فاتحة بيتين وتلاته واللى مش عاجبه ينزل».
نفس الصورة تتكرر فى عزبة البصراوى والمفتى وبشتيل والشجرة والنفق المحكمة من أمام نفق امبابة إذ لاحظنا الميكروباصات التى تشبه علبة السردين المغلقة من تكدس المواطنين داخلها، تعمها الفوضى والعشوائية والوقوف صفا ثانيا وثالثا لتحميل الركاب، وان كان عدد الميكروباصات لا يكفى عشرات الركاب، الذين يقفون فى طوابير يتزاحمون على أبواب الميكروباصات وسائقو التكاتك يتفاوضون مع الركاب على الأجرة المضاعفة بدون رقابة، ولا وجود فى المنطقة لرجال المرور.
وكذلك الحال فى شارع السودان المتفرع من شارع الجامعة.
فى شارع وزارة الزراعة تظهر عشوائية الميكروباصات المتجهة إلى مناطق بولاق والجيزة، ويترك الشارع «سداح مداح» بدون أمن أو رقابة علاوة على أنها لا تحمل لوحات معدنية أوى أية أوراق تثبت ملكيتها لقائدها.
وبعد وصلة مزاح مع أحد السائقين سألنا السائق لماذا لا تحمل السيارة لوحات معدنية فأجاب «دى شغالة فى الشوارع الداخلية ومفيش هنا مرور ولا غيره، والمفروض أنها متكهنة لكن عملها كسيارة أجرة ضرورة لنا باعتبارها مصدر الدخل الوحيد لنا؟.
يقول أحمد ناجح 28 عاما من سكان ترعة المجنونة ببولاق الدكرور: خلال الشهور الماضية لا يكاد يمر يوم بدون وقوع جريمة بلطجة من أحد سائقى الميكروباص ضد الركاب أو عابرى الطريق، وكان آخرها قيام سائق ميكروباص بدهس طفل وهو يلعب بالشارع بسبب الرعونة والسرعة الزائدة بالشارع. مؤكدا أن «مافيا» بلطجة الميكروباص فرضوا قوانينهم الخاصة على الشوارع والمواطنين خاصة بعدما تركوا أطفالهم يقودون السيارات فى غياب تام للرقابة على تلك السيارات التى لا تحمل أية لوحات معدنية.
مضيفا أن هذا الحادث لم يكن الأخير، مشيرا إلى أن حوادث السرقة والاغتصاب والاصابات بالخطأ تقع يوميا فى تلك المناطق بسبب تلك المخالفات التى لا يعرف عنها المسئولون شيئا.
من جانبه تقول منى سمعان، موظفة، من منطقة البصراوى: أذهب وأعود يوميا من وإلى عملى فى أوقات الذروة، وأصبحت مضطرة لركوب فى ميكروباصات «خردة» لأن «مفيش بديل» ولا مفر من استخدامها حتى لا نتعطل عن موعد عملنا.
وأضافت: نتعرض يوميا لمعاملات سيئة مع السائقين بسبب استغلالهم، وحاولت أن أشكوهم أكثر من مرة ولكن كيف يحدث ذلك وسياراتهم لا تحمل أية لوحات معدنية، وطالبت بأن توفر المحافظة بدائل لتلك السيارات المتهالكة، مؤكدة أنهم يسمعون يوميا عن حوادث تقع فى الشارع بسبب تلك السيارات.
وتقول مروة السيد 50 عاما: لا استطيع استخدام السرفيس كوسيلة آمنة للتنقل داخل شوارع امبابة بسبب كثرة الحوادث التى يرتكبها السائقون والجرائم البشعة التى تسمع عنها يوميا والمعاملة السيئة من السائقين ومن التباعين. وأضافت: يوميا تقع مشاجرات بين السائقين والركاب بسبب الحمولة الزائدة والفوضى التى أدت إلى تكدس مرورى مزمن.
وأكد مصدر أمنى بمديرية أمن الجيزة أن أجهزة الأمن رصدت أكثر من 5 آلاف سيارة متهالكة ولا تحمل لوحات معدنية وتسير بالشوارع الداخلية للقرى بالمحافظة، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن بصدد اتخاذ اجراءات قانونية رادعة لمصادرة تلك السيارات والتعرف على مالكيها.
وأضاف المصدر لـ«الشروق»: «ليس من المستبعد أن تكون معظم تلك السيارات مسروقة، أو تم تجميعها من سيارات مسروقة». مشيرا إلى أن القانون سيعاقب كل من سيثبت ضده أى من تلك المخالفات التى تهدد الأمن القومى على حد تعبيره.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك