فجر غزة.. شهادات حيّة توثق الذاكرة وتقاوم النسيان لأصوات من تحت ركام القطاع - بوابة الشروق
الخميس 28 أغسطس 2025 12:13 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

فجر غزة.. شهادات حيّة توثق الذاكرة وتقاوم النسيان لأصوات من تحت ركام القطاع

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 5:58 م | آخر تحديث: الإثنين 25 أغسطس 2025 - 5:58 م

يؤمن الفلسطينيون بقوة الكلمة والصورة، لذلك، في ظل كل الظروف القاسية التي يمر بها المواطن الفلسطيني، يستمرون في التسجيل والتصوير والكتابة. فهم في حرب دائمة مع الذاكرة والنسيان، وهذه أدواتهم لمواجهة الروايات الإسرائيلية المضللة. وبالإضافة إلى الأفلام التي يصنعونها، لم تغب الكتابة أيضًا، وقد صدر حديثًا كتاب "فجر غزة" الذي يضم عشرات الشهادات والحكايات التي رحل بعض أصحابها.

عندما شرعوا في جمع شهادات من عاشوا الحرب، أدرك محررو كتاب "فجر غزة" أنهم بحاجة إلى إصداره في أسرع وقت ممكن. وأدركت دار الساقي للنشر خطورة الوضع، فسارعت إلى عملية النشر لتتمكن من وضع رواية "فجر غزة" على الرفوف خلال أسابيع.

صُممت مبادرة "فجر غزة" في البداية كوسيلة لنقل أصوات أهل غزة من أرض المعركة إلى العالم الخارجي، من خلال شهاداتهم وإظهار أرواحهم المهددة، ثم تحول الأمر إلى كتاب مطبوع.

يقول محمود منى، بائع كتب من القدس وأحد محرري الكتاب لمنصة ذا ناشيونال: "كنا سريعين، لأنه كان علينا أن نكتب بنفس السرعة التي تقتل بها إسرائيل الناس، حرفيًا". وأضاف: "أردنا أن نفعل شيئًا. أردنا أن نشعر بأننا نقوم بعملٍ مُثمر، وما زلنا نظن أن هذا، بطريقةٍ ما، سوف يساعد على وقف القتل وإراقة الدماء".

من مارس إلى مايو 2024، قام المحررون في لندن وباريس وعمان والقاهرة والقدس وغزة بجمع ونسخ وترجمة الشهادات التي بدأوا في جمعها في أكتوبر 2023، في ظل انقطاع الاتصالات بالإنترنت والهاتف.

وكان للكتاب دافعٌ آخر، وهو الارتقاء بالتجربة الفلسطينية في غزة بعيدًا عن رتابة التقارير الإحصائية. فمن خلال تسليط الضوء على أصوات فردية، سعى المحررون إلى تحدي الروايات اللاإنسانية التي لا تزال تُنقل عن الحرب.

للأسف، بحلول صدور الطبعة الأولى للكتاب في أكتوبر 2024، كان بعض المساهمين فيه قد قُتلوا أو انقطعت أخبارهم. ونظرًا لحالة الاتصالات في غزة، لا يزال من الصعب في بعض الحالات التأكد مما إذا كان المؤلفون قد استشهدوا أو ببساطة لا يمكن الوصول إليهم.

يتجلى من خلال هذا الكتاب الشعور بالكتابة ضد الزمن وضد الحرب وضد النسيان. تدوين الحكايات هو وسيلة هؤلاء للبقاء بصوتهم في زمن يتعمد تزييف الحقائق والترويج الواسع للروايات الإسرائيلية المضللة.

هناك العشرات من هذه الشهادات داخل الكتاب، وكل منها يُسلّط الضوء على صمود الفلسطينيين في غزة يوميًا، حيث تتأرجح الروايات بين الحزن والتحدي والفكاهة.

يعتمد الكتاب أيضًا على كتابات عدد من الشخصيات المرموقة، منهم محمود درويش وسوزان أبو الهوى وغسان كنفاني. إلى جانب النصوص، يضم رسومًا توضيحية لميسرة بارود، وصورًا من أرشيف الأونروا توثق عقودًا من التعليم في غزة، بالإضافة إلى صور شخصية لمصورين أرمن تجذروا في غزة ووثقوا حياة أهلها وثوراتها خلال القرن العشرين. كما يساعد كتاب "فجر غزة" بشكل مباشر المحتاجين، حيث يتم التبرع بأرباحه إلى مؤسسة المساعدات الطبية للفلسطينيين.

يشجع منى القراء أيضًا على البحث عن مؤلفي الشهادات والتواصل معهم، على أمل أن يكونوا لا يزالون على قيد الحياة. ويقول: "أعتقد أن هذا الكتاب أشبه بدليل وفهرس يمكنك من خلاله العثور على أشخاص يمكنك التواصل معهم".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك