يوافق يوم 23 سبتمبر الذكرى المئوية لميلاد أحد أهم رموز الصحافة المصرية، وأبرز مؤرخ وكاتب للتاريخ المعاصر، وهو الأستاذ محمد حسنين هيكل، وبتلك المناسبة أقيمت احتفالية بمئوية الكاتب الراحل، مساء السبت الماضي، في المتحف القومي للحضارة المصرية.
وشهد الحفل عرض فيلم تسجيلي احتفالا بمئوية هيكل، تضمن أبرز الأحداث التي عاصرها مثل حرب اليمن وحريق القاهرة وثورة يوليو ونكسة ٦٧ وحرب الاستنزاف وثورة يناير، وانتخاب محمد مرسي رئيسا ثم الثورة عليه في يونيو ٢٠١٣، وانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتطرق الفيلم إلى انحياز «هيكل» لشباب ثورة 25 يناير منذ الحظة الأولى، إذ يقول نجله حسن: «في مجموعة مقالاته خلال تلك الفترة، كان يوجه كلامه للمؤسسة العسكرية وليس فقط القارئ، أن الجيش هو جيش بلد وليس نظام، وأن المؤسسة العسكرية تلعب دورا مهمًا في تاريخ الوطنية المصرية».
وفي تلك الفترة أصبح بيت هيكل مقصدًا لكل التيارات والقوى الوطنية في لحظة فارقة، ويروي الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، أن «كل من ترشحوا لانتخابات الرئاسة جاءوا إلى منزله، كلهم بلا استثناء واحد».
لكن الأستاذ شعر بنوع من الخداع بعد إعلان فوز الرئيس الأسبق المخلوع محمد مرسي بالانتخابات، وقال في تصريحات تليفزيونية مع الإعلامية لميس الحديدي: «أنا أعتقد أنني شخصيًا خدعت، والله أنا كنت أنني متصور أن هناك برامج وناس.. لم أجد أحدًا».
ورأى أن «الخروج في 30 يونيو، دليل على أن هذا الوطن لا يقبل الموت، بل وطن يريد حياة».
وفي ظل الأوضاع المضطربة في غصص 2013، وفي نفس يوم أحداث رابعة العدوية، تعرض منزل الكاتب الكبير في قرية برقاش لاعتداء أدى إلى احتراقه بالكامل. الحادثة التي أثرت في الراحل وزوجته السيدة هدايت تيمور بصورة كبيرة.
كان حديث «هيكل» خلال تلك الفترة يدور حول ضرورة وجود سلطة قوية تجمع شمل البلد، أو كما قال في حوار مع الأهرام: «نحن أمام لحظات فارقة في حياة الأمم فيها مخاطر بلا سقف ولا أرض».
ونقل الفيلم رأيه عن مرشح الضرورة وقتها عبدالفتاح السيسي، والذي قال فيه: «مرشح الضرورة: أولا واحد جاي من المؤسسة الوحيدة المنظمة والقوية والقادرة والتي أضيرت بنفس عوامل واعتبارات التي أضيرت بها كل عناصر الحياة المدنية، الوحيدة التي تستطيع أن تواجه، عند الحديث عن الإخوان المسلمين والمخاطر، السلاح أصبح ضرورة».
وبالرغم من انحياز «هيكل» لمن وصفه بـ«مرشح الضرورة» لاحتياج مصر لسلطة قوية، فإن هذا الموقف لم يمنعه من إبداء آراء مغايرة، وجاء موعد الرحيل بعد أن عاش الكاتب البارز أحلاما كبرى لوطن استحق بعبقرية المكان هذه الأحلام.
https://www.facebook.com/watch/?v=644467871123111
طاقم عمل الفيلم الوثائقي
المنتج الفني وسيناريو: محمود التميمي، موسيقى: تامر كروان، منتج منفذ: شركة MEDIA CLINIC PRO، مدير تصوير: محمد عجيب، POST PRODUCTION: أحمد سيد وأسامة يوسف، مونتاج: أسامة الديب، تعليق صوتي: أيمن إبراهيم، أرشيف بصري: د. خالد عبدالرحمن، تصحيح ألوان: عبدالرحمن عوض، مكساج: محمود سعد، فريق بحث: شهد عطية وتورا كولويان، تنسيق: حيدر خضير، إدارة إنتاج: مصطفى الجوهري، مخرج مساعد: شادي عبدالسلام، المخرج: عماد الغول، شكر خاص: الكاتب الصحفي محمد هاني.
وشهد الحفل الإعلان عن الفائزين بجائزة هيكل للصحافة العربية لعام 2023، وهي الجائزة التي تمنحها مؤسسة هيكل للصحافة العربية، للأعمال الفائزة كل عام.
وأعلنت هدايت تيمور زوجة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، فوز الصحفيين أحمد رجب وعبدالله أبو ضيف بجائزة هيكل للصحافة العربية لعام 2023.
وأشارت إلى فوز الصحفي أحمد رجب، عن تجربته الرائدة في تحليل جريمة مقتل الأنبا أبافنيوس وتقديمه في قالب صحفي مميز. أما الصحفي عبدالله أبوضيف فاز بالجائزة لتميزه في تغطية صحفية مميزة قي الملفات المحلية والعربية خاصة البيئة والتغير المناخي والصحة العامة.
وأوضحت أن إجمالي عدد الفائزين بجوائز المؤسسة بلغ 16 فائزا وفائزة من أصحاب المواهب المتميزة من شباب الصحفيين، ثم سلمت الجوائز للفائزين.