منذ أسابيع، يقود أهالي قابس احتجاجات إثر تعرض تلاميذ مدرسة إعدادية لاختناق جراء انبعاثات غازية ناجمة عن المصنع، فيما تعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات "عاجلة واستثنائية" للحد من التلوث
نظم مئات التونسيين مظاهرة وسط العاصمة تونس، السبت، للمطالبة بوقف التلوث وغلق المجمع الكيميائي المتسبب في الانبعاثات الغازية والملوثات بمحافظة قابس جنوبي البلاد.
ودعا إلى المظاهرة ناشطون تونسيون بالعاصمة للمطالبة بتفكيك وحدات المجمع الكيميائي في قابس وتضامنا مع أهالي المدينة، فيما تعهدت الحكومة باتخاذ إجراءات "عاجلة واستثنائية" للحد من التلوث الصادر عن المصنع.
وانطلقت المظاهرة التي جابت شوارع العاصمة من أمام مقر نقابة الصحفيين التونسيين باتجاه مقر إدارة المجمع الكيميائي التونسي بالعاصمة تونس.
ورفع المحتجون شعارات تطالب بوقف التلوث وغلق المجمع الكيميائي بقابس بينها: "الشعب يريد تفكيك الوحدات (المجمع الكيميائي)"، و"حقي في الصحة واجب"، و"معركة شعبية عدالة مناخية"، و"سكر (أغلق) المجمع"، و"قابس حرة حرة والمجمع على برا".
بدوره، قال متحدث "حملة أوقفوا التلوث" خير الدين ديبة، إن "مسيرة اليوم تأتي في إطار استمرار التحركات النضالية في قابس، وهي دليل على أن هذه القضية ليست جهوية (محلية) بل قضية وطنية وإنسانية بامتياز".
وأكد ديبة على هامش الاحتجاج، للأناضول، أن "هناك وقفة تضامنية أخرى مع مدينة قابس ستنتظم، غدا الأحد، بالعاصمة الفرنسية باريس بمشاركة الجالية التونسية هناك".
وأضاف أن "التحركات السلمية في قابس وصلت إلى أقصاها وما زالت متواصلة، ونرى أن المواطنين هناك عازمون على الاستمرار في تحركاتهم".
وأشار إلى أن "الإضراب العام الشعبي في قابس، الثلاثاء (الماضي)، نجح بنسبة 100 بالمئة، ونُظمت على إثره أكبر مسيرة ضد التلوث حيث شارك فيها 135 ألف مواطن في ولاية سكانها 420 ألفا".
واعتبر متحدث "حملة أوقفوا التلوث" أن "قابس تعيش الآن لحظة تاريخية كبيرة، وللأسف حتى اليوم الحكومة والسلطة لم تلتقط الرسالة من وراء هذه التحركات".
والثلاثاء، شارك آلاف المحتجين في مسيرة جابت شوارع قابس، للمطالبة بوقف الانبعاثات الغازية والملوثات الصادرة عن مصنع كيميائي في المدينة، وسط تحذيرات من تدهور بيئي وصحي.
وفي اليوم نفسه، شهدت المدينة إضرابا عاما دعا إليه الاتحاد العام للشغل (أكبر النقابات بالبلاد).
ويوجد المصنع في منطقة "شاطئ السلام"، وتم إنشاؤه عام 1972 وبداخله وحدات لتصفية مادة الفوسفات.
ويعيش في المنطقة نحو 18 ألف نسمة، وهي تبعد حوالي 4 كلم عن مدينة قابس مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.
ومنذ أسابيع، يقود أهالي المنطقة احتجاجات إثر تعرّض تلاميذ مدرسة إعدادية في سبتمبر الماضي، لاختناق جراء انبعاثات غازية ناجمة عن المصنع.
حكوميا، تعهد وزير التجهيز والإسكان صلاح الزواري، في كلمة أمام البرلمان الاثنين، باتخاذ إجراءات "عاجلة واستثنائية" للحد من التلوث الصادر عن المصنع.
وأوضح أن الإجراءات تشمل استكمال مشاريع أُعلنت سابقا في قابس، للتحكم في انبعاثات الغازات من المصنع، وتحسين الوضع البيئي في المدينة بتكلفة 200 مليون دينار (66.6 مليون دولار).
وقبل أيام، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد إلى وضع حد للتلوث الكيميائي في قابس و"إصلاح ما يجب إصلاحه في أقرب الأوقات".