بعد فوزه بجائزة ساويرس لكبار الكتاب.. سمير الفيل يدخل عوالم التجريب عبر أتوبيس خط 77 - بوابة الشروق
الثلاثاء 13 مايو 2025 9:05 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بعد فوزه بجائزة ساويرس لكبار الكتاب.. سمير الفيل يدخل عوالم التجريب عبر أتوبيس خط 77

حلمي ياسين
نشر في: الأربعاء 26 مايو 2021 - 2:40 م | آخر تحديث: الأربعاء 26 مايو 2021 - 2:56 م

لم يكن الإعلان عن فوز سمير الفيل بجائزة كبار الكتاب عن فرع القصة القصيرة (مسابقة ساويرس)، مفاجئا للنقاد والمتابعين، فالكاتب الذي حصل متأخرا على جائزتين متميزتين، وهما جائزة الدولة التشجيعية عن مجموعة "جبل النرجس" 2016، وجائزة يوسف أبو رية، اتحاد الكتاب عن مجموعة "حمام يطير" 2017، عاد ليفرض اسمه من خلال مجموعة جديدة هي "أتوبيس خط 77".

 

يهتم الكاتب سمير الفيل بالتفصيلات الصغيرة في قصصه، وهو ينحاز لقيم الحق والخير والجمال، غير أن ذلك يتم عبر أحداث تنتزع من الواقع ويعاد صياغتها بشكل فني صارم. مجموعة "أتوبيس خط 77"، الفائزة مؤخرا بجائزة ساويرس الثقافية ضمن فئة كبار الكتاب في فرع القصة القصيرة، تتسم بمعالجة الظواهر السلبية في حياتنا المعاصرة من زواج بائس، أو طلاق مؤلم أو تفكك أسري متعب، وفي نفس الوقت يعالج العلاقات شديدة الخصوصية بين الرجل والمرأة، وهو في غالب قصصه ينتصر للمرأة ويراها قوية، صابرة، قادرة على نفض أثقال الماضي عن كاهلها.

 

والمجموعة الفائزة تتضمن 21 قصة قصيرة تذهب بعيدا للبحث عن الضغوط التي يتعرض لها أبطال القصص، فهناك مسارات اجتماعية وظلال اقتصادية ناهيك عن الأفكار والمعايير التي يعتمدها المجتمع للتعامل مع هؤلاء البشر الباحثين عن لحظة صفاء إنساني.

 

الكاتب الذي أصدر 18 مجموعة قصصية و3 روايات تخلى جزئيا عن عوالم الشعر متجها للقص، وفي هذه المسألة يقول:" لم يكن الأمر مخططا له غير أنني -في بداية الثمانينيات- وجدت الدكتور عبدالقادر القط ينشر لي كل القصص التي أرسلها له بالبريد دون أن يراني لاقتناعه أن وراءها قلم حقيقي، لذلك حين قابلته لأول مرة سنة 1990 في طريقنا لأسوان، صاح بالدكتور مصطفى الشكعة: "هذا واحد من كتاب إبداع المرموقين".

 

يعتقد الفيل أن دور الكاتب اصطياد اللحظات المتفجرة بالتناقضات كي يبرزها ويحاول في كل مرة قراءة ما وراء السطح الساكن للأشياء: "الكتابة متعة وبقدر من تحقق ذلك للمتلقى فانت ناجح وفي طريقك للاكتمال".

 

تحدث أغلب النقاد المتابعين لإنتاج سمير الفيل عن اللمسة البيئية في أعماله، وعن كون الشخصيات من دم ولحم، وهو يوافق على هذه المقولة ويضيف: "انتصر للاتجاه الواقعي في الأدب، وفي نفس الوقت لا أرفض الخيال غير أن مساحته ينبغي إلا تطغى على الواقع بقوانينه، ومسالكه، ومعطياته".

 

تم إصدار ثلاثة كتب عن مسيرة الفيل الأدبية وهناك رسالتان ماجستير حول انتاجه السردي، بالإضافة لرسالة دكتوراة ضمت اسمه حيث تناول الباحث الدكتور عبدالمنعم أبوزيد روايته "رجال وشظايا" ضمن الأعمال التي تناولت الحرب في بر مصر.

 

الفيل الذي أسس قافلة "في حب نجيب محفوظ" وطاف بها هو ورفاقه معظم مدن دمياط، يعتقد أن الكاتب عليه أن يغادر الغرف المغلقة وأن يسعى لتوسيع رقعة المتلقين لأعماله، وهو ينفذ ذلك حرفيا بجلوسه على المقهى في مدينة دمياط، واستقبال ضيوفه والحديث معهم عن الشأن الثقافي بحب وصدق وأريحية.

 

وكان من الجميل أن يعد له زملاء وأصدقاء من مدينته دمياط احتفالا شعبيا لدخول عامه السبعين، وهو يقول في هذا الصدد: "بدأت الكتابة منذ العام 1968 ولم أنقطع يوما عن الكتابة فهي الجزء المهم من حياتي. أحرص على أن اصطحب كتابا معي أقرأ منه، وفي كل مرة أعود إلى البيت مزودا بفكرة قصة، أو بجملة تقودني لعمل سردي جديد. أنا أحب أبطال قصصي، وأعرفهم تمام المعرفة: نرجس، ومشيرة، وتمرحنة، والأستاذ مراد، والولد فايق، ونظلة، ورجب، والرفاس. تلك شخصياتي عرفتها عن قرب، وأكتب عن رؤيتي لها وأحيانا تتمرد الشخصية على المسار الذي رسمته لها، وتختط لنفسها طريقا مختلفا. عندها أبتسم لها، وأكظم غيظي. وأكلمها: حسنا، أفعلي ما تشائين فذنبك على جنبك".

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك