*كل فنان يريد أن تكون له محطه مهمة فى مشواره يأتى إلى مصر
*حفل القاهرة ملىء بالمفاجآت التى أقدمها مع أسامة رحبانى وسأغنى «سلم على مصر» لايف لأول مرة
*ليس خطأ أن يصبر الفنان لحين وجود الفرصة التى لها قيمة أكبر وأهم
*العمل الصادق مؤثر ويصل للجمهور.. وهناك كثير من الاغانى الوطنية لا تشبه الوطن
*البساطة شعارى والفكرة تخرج ولا نعرف كيف تنجح أو تصل للناس.. المهم نجتهد بالعمل.
*الحب أكثر قضية إنسانية تشغلنى فهو الحياة كلها والوقوف بالغناء بجانب المرأة المستقلة واجب
*تجربة ذا فويس فرنسا منحتنى انتشارا كبيرا وأطوف العالم بمسرحية «أحدب نوتردام»
*اعيش فى الجانب « المودرن «بالصورة والشكل والذوق لكن هذا لا يلغى الأسس المتعلقة بالجزور الثقافية
حالة عشق كبيرة ربطت بينها وبين الجمهور المصرى قبل زيارتها الاولى للقاهرة، عندما غنت له «سلم على مصر شارع شارع.. عنوان عنوان.. سلم على مصر واحد واحد.. بالاسم كمان»، لتحقق تلك الأغنية منذ اللحظات الأولى لطرحها على اليوتيوب نسب مشاهدات عالية.
المطربة اللبنانية هبة طوجى التى تقوم بإحياء حفل فنى كبير مساء الاثنين على مسرح «باج سيتى» برعاية «الشروق» وبمصاحبة اوركسترا سفنكس العالمية، تعد واحدة من أفضل الأصوات المتواجدة حاليا على الساحة الفنية ليس فقط فى لبنان بل باتت لها خطوات ملموسة فى الوطن العربى والمسرح العالمى.. صوت مثقف بإمكانيات عالية، صوت موهوب يربط بين التراث والموسيقى الحديثة.
شكلت هبة مع الموسيقار أسامة الرحبانى منذ بداية الرحلة وقبل مشاركتها بالنسخة الفرنسية من «ذا فويس» حالة خاصة من التوهج لها ثقلها الفنى عبر مجموعة من الأعمال الثورية والعاطفية
«الشروق» التقت هبة طوجى فى حوار يرصد مشاعر الزيارة الاولى لمصر، التى تعشقها وتراها نبعا فياضا من الابداع عبرالتاريخ، وعندما سألتها ما أول شىء ستفعله عقب وصولها إلى القاهرة قالت سأزور الاهرامات، سأتجول فى الشوارع والتقى بأناس مصر، ذلك البلد الذى أنجب أم كلثوم وعبدالوهاب وطه حسين والعقاد.
وقالت هبة: بدون شك مصر عاصمة مهمة للفن بوطننا العربى، وكل فنان يريد أن تكون له محطة مهمة فى مشواره عليه أن يأتى لمصر، وطوال العشر سنوات من الغناء جاءتنى دعوات كثيرة لأقدم حفلات بمصر، لكن لم تكن الفرصة مناسبة، كنت لا اريد ان آتى لأقدم حفلة وتمر مرور الكرام، كان من المهم أن تكون الحفلة إضافة بالنسبة لى وللجمهور أيضا، فليس خطأ أن يصبر الفنان حتى تأتى الفرصة التى لها قيمة أكبر وأهم، انا اليوم سعيدة انى بعد عشر سنوات جئت إلى مصر وسنعمل حفلة كبيرة وجميلة، والواقع اننى ما اردت ان احضر انا وأسامة رحبانى إلى مصر، إلا ومعنا هدية وهى اغنية «سلم على مصر»، التى كتبها الشاعر نادر عبدالله ولحنها اسامة، اردنا ان نهديها إلى الجمهور المصرى الذى سيحضر إلى الحفلة ومن لم يحضر، حتى يتعرف علينا، ويشعر بمدى الحب.
< فكرة ذكية وبراقة والغنوة بها بهجة كبيرة وإحساس عال، كيف استحضرتى اللهجة المصرية بهذه القوة؟
ــ كل عمل صادق يصل للناس، ما اردنا ان نعمل اغنية مصطنعة، فى كثير من الأحيان نجد أغانى وطنية، ويصف الشخص الوطن بصور كبيرة لكنها لا تشبه الوطن، اردنا عمل صورة صادقة، ودائما الصدق يؤثر لأنه يصل للقلب، ونحن كفنانين تعلقنا بمصر، وهناك كثير من الأسماء سواء كانت بالتاريخ والشعر، والسينما والموسيقى، يعتبرون سفراء لمصر وللفن بالعالم، هؤلاء هم من جعلونا نتعلق بمصر ويؤثرون فينا، ونحن بهذه الاغنية نعمل ملخصا لحالة مصر، ومصر لا تلخص بالتأكيد فى اغنية، بل تحتاج لقصائد وأغان كثيرة، ونوجه من خلال أغنيتنا تحية لكل الأسماء التى جعلتنا نتعلق بهذا البلد، وقلت بالاغنية «هناك فى أسامى كثيرة لا يمكن تتعد».
< قدمت فى الاغنية تحية لأم كلثوم وعبدالوهاب والعقاد وهذه روح جميلة هل كان ذلك بناء على رغبتك؟
ــ بصراحة الفكرة طلعت من اسامة ومنى، لكن اردنا ان يكون الشخص الذى يكتب الاغنية ابن البلد، لأنه هو من يستطيع ان يوصل الروح والمعنى الذى نريده بشكل أقرب وأصدق واسرع لأنه متعايش مع الشخصية المصرية، وكانت تحية الرواد واجبة.
< ما هى مفاجأتك بالحفل، وماذا تقدمين به؟
ــ سأقدم لأول مرة لايف أغنية «سلم على مصر»، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الاغانى التى قدمتها فى الالبومات الخاصة، وأغنيات من الأعمال المسرحية العالمية التى شاركت فيها، وهناك أغنيات من لبنان والوطن العربى، وستكون هناك مفاجأة أخرى وهى افتتاح «الكونسرت» الغنائى، وسيكون معنا سفنكس اوركسترا بقيادة الدكتور هانى حسن، واسامة رحبانى يعزف على البيانو وهو المدير الفنى للحفل، وهو عمل ضخم شكلا ومضمونا.
< كيف تفكرين بعملك، هل تخططين لتقديم ألوان مختلفة فى أوقات معينة؟
ــ العمل يخرج بشكل عفوى دائما، وليس بشكل محسوب، أوقات كثيرة نحكى عن موضوع يحدث فى حياتنا اليومية سواء كان على الصعيد الاجتماعى أو الوطنى، وأحيانا إنسانى، وهناك كثير من الأغنيات التى حملت رسائل مهمة فى وقتها.. الفكرة تخرج ولا نعرف كيف تنجح أو تصل للناس، المهم نجتهد بالعمل.
< هل من المهم أن تقدمى أغنيات متلاحمة مع قضايا الساعة فى الوطن أو تحمل نبضا ثوريا؟
ــ الشخص لا يجبر على أن يقدم أغانى تحكى عن قضايا وطنية، كل واحد حر فى لونه الفنى، يقدم ما يحب أن يعبر عنه، ممكن اعمل قضية عاطفية تتناول الحب وهى اكثر قضية انسانية، لأننى احكى عن موضوع عالمى، فالحب هو الحياة كلها، الاغنية العاطفية ذاتها قضية، فى الأعمال الغنائية التى نقدمها بها تنوع فى الموضوعات، هناك العاطفية، وهناك الاستعراضية الراقصة، والأغانى التى تحمل رسائل اجتماعية، وانا اعتبر حالى كإنسان عنده شىء يقدمه، وهناك أمور لا يمكن السكوت عنها ونشعر انه لدينا واجب امامها، وصوتنا يصل اسرع، مثلا اغنية « مين اللى بيختار « والتى تتكلم عن حقوق المرأة المستقلة القوية، وتحفزها، وقد لعبت الاغنية دور الفترة الاخيرة واثرت فى النساء فانا اعتبر ان الفن رسالة ولكنه يحكى بصوت الناس.
< ما أكثر رسالة كيانك اهتز لها لتؤديها؟
ــ بدون شك الموضوعات التى تمسنى كونى امرأة اؤديها، خاصة المعنى الذى يعطيها القوة، واحيانا كثيرة أتناول فى الاغانى موضوع الظلم، أو التعايش المشترك، أو الديانات، وكذلك «الآخر» شخص مهم تقديمه بالفن، هناك انفتاح كبير تقدمه الموسيقى، فلابد ان يكون ايضا موضوع الأغنية به انفتاح.
< هل ثقافة الفنان أو نوع ما يقدمه يختلف من زمن لآخر.. وهل بالفعل الزمن الغنائى اختلف؟
ــ الزمن بالفعل اختلف، كل شىء اصبح بمتناول اليد مع التكنولوجيا والسوشيال ميديا، الاخبار تنتقل بشكل سريع، حتى الاحاسيس الانسانية الرومانسية اختلفت، من الخطابات والورد إلى رسالة واتس آب، الرومانسية اختفت بعض الشىء فى عصرنا، لكن الجميل فى الفن انه يجعلنا نحلم، ونخلق دنيا اخرى، وبدون شك الفن هو ابن عصره وبيئته، والاغنية صارت اقصر، الفن لابد يلاحق عصره ولكن مع المحافظة على الهوية، وهذا هو ما يميز شخص عن اخر، بقدر ما التقدم والتطور لابد ان احافظ على هويتى حتى اتميز عن غيرى.
< أنت من القلائل الذين يقدمون التراث مع الموسيقى المعاصرة؟
ــ أنا أعيش فى الجانب «المودرن» بالصورة والشكل والذوق، لكن هذا لا يلغى الأسس المتعلقة بالجذور الثقافية والعلم، وهنا سيكون النجاح مستمرا ومستمرا بالزمن، أن يكون مشوار سنين وسنين وليس يوم بيوم.
< هل النجاح حمّلك مسئولية؟
ــ نعم هناك مسئولية، فى كل عمل أقدمه هناك مسئولية سواء كان على صعيد صغير وكبير، محلى أو عالمى، او من خلال اغنية كليب، كل شىء اقدمه اعطيه الاهمية الكاملة لأنه يعبر عنى، واحلى شىء فى حياتى البساطة وهذا هو شعارى.
< هل تتوقفين عند ردود أفعال الجمهور تجاه أعمالك؟
ــ من المهم ان يحلل الفنان ما يقدمه وردود أفعاله، ايام لا اجد جوابا لأسئلة حول النجاح أو عدمه، وايام احس ان الحظ يلعب دوره، والتوقيت ايضا مهم، انت لا تعرف الجمهور كيف يستقبل العمل.
< كيف ترين التعامل مع اسامة الرحبانى، هل غيّر من مسارك باندماجك مع افكاره؟
عندما تعرفت على اسامة كان عمرى ١٩ سنة، لم تكن لدى خبرة بالغناء كنت هاوية اتعلم موسيقى وغناء بالبيت ومع الاصدقاء، فقط كان لدى شغف واحلام، وكان لدى إعجاب بخطه الفنى وأفكاره، وقصدت ان اغنى امامه وأعرف رأيه، واستفدت منه كثيرا، لأننا ظللنا لمدة سنة نعمل بشكل يومى وتدرب على الغناء الشرقى والغربى والكلاسيكى وعلى صعيد المسرح ايضا، ولمس أسامة تطورا سريعا وكبيرا، وأنا لدى شهادة بالسينما، وهو ما أضاف لشخصيتى كيفية التعبير والأداء، وهو ما شجعه أن يقدمنى فى أول بطولة مسرحية «عودة الفينيق» التى كتبها منصور رحبانى، ومن وقتها تواصل التعاون، لأن الناس أحبت الديو لأنه به تناغم وتلاقى فكرى وفنى.
< لكن التغيير يمكنه أن يكسبك خطا جديدا؟
ــ عندما يكون هناك تفاهم وأن الشىء الذى أقدمه يعبر عنى، فلا يوجد سبب لأقول هذا يكفى، وأنا الشىء الذى اطمح اليه احققه، نغنى من قصائد الكبير منصور رحبانى، ومن ألحان اسامة رحبانى واشترك بهذه المسرحيات العظيمة هذا الشىء يعطينى اكتفاء كبيرا، ونحن ننوع أيضا بالموسيقى لكن هناك خطا واحدا مشتركا بين كل الأنواع وهو الهوية نفسها.
< دراستك للتمثيل وتجاربك به إلى مدى طموحك بهذه المنطقة؟
ــ لدى حلم كبير بالسينما سواء أمام الكاميرا ووراءها، لأننى درست التمثيل والإخراج، وجربت الإخراج لفيديو كليب لبعض أغنياتى، لكن السينما عندى حلم، فأنا اتمنى ان اكتب فيلما واخرجه، أو أكون بطلته، وهناك فرص عرضت لكن لم اجد ما اريده، وانا اليوم بحاجة للسينما.
< قدمت ألبوما به ٣٠ أغنية فى الوقت الذى يلجأ فيه المطرب لـ«السنجل» ألم تخشى أن تتعرض بعض الأغانى للظلم؟
ــ الحقيقة ان الالبوم مزدوج، الأول به ١٥ اغنيه جديدة، وفى الالبوم الثانى جمعت كل الأغانى التى قدمتها سواء التى عرضت سنجل أو بالأعمال الدرامية التى قدمتها، جمعتها وهو ما كون ٣٠ اغنية، واعترف ان حتى ١٥ اغنية كثير، اليوم عصر السنجل، لا احب هذه الطريقة، بل اقدم عملا متكاملا للناس يدوم سنوات. ويصل على مهل بلا أى مشكلة، وهو مثل التابلوه الكامل.
< هل بداخلك احساس ان رحلة القاهرة يمكن ان تغير فى مسارك مثلما حدث مع فنانات أخريات؟
ــ الجمهور المصرى كبير وذواق للموسيقى، والغناء على مسرح جديد ستضيف لك شيئا، ومصر ست الدنيا.
< بمن تأثرت؟
ــ كل شخص استمع اليه آخذ منه ما احبه واتأثر به، احب الشخصيات القوية، وقد تأثرت بكثيرين فى الوطن العريى والغربى، فيروز ام كلثوم وردة ماريا كارى، ويتنى هيستون، مايكل جاكسون.
< ماذا أعطتك تجربة ذا فويس فرنسا؟
ــ منحتنى انتشارا بالعالم الفرانكفونى، وفرصا مهمة منها بطولة مسرحية «احدب نوتردام» الغنائية الفرنسية الشهيرة، ومنذ عامين ونحن نتجول مع العرض فى مسارح عديدة بالعالم، وآخرها مسرح الكرملين بموسكو، وفيها اجسد دور الغجرية الشهيرة، والشىء الجميل اننى اقدم العرض امام جمهور ما كنت احلم يوما ان التقى به، ومنها جمهور تايوان، فاليوم انا عندى فانز فى تايوان والصين وتركيا.