عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، جلسة مباحثات ثنائية، مع أكينومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، وذلك ضمن فعاليات الدورة 58 من الاجتماعات السنوية للبنك، التي اختُتمت أمس بمدينة شرم الشيخ، وفقًا لبيان الوزارة اليوم.
يأتي ذلك بحضور كيفين كاريوكي، نائب رئيس البنك، ومحمد العزيزي، المدير الإقليمي لشمال إفريقيا، وعبدالرحمن دياو، المدير القطري لمكتب مصر، وقيادات البنك الإفريقي للتنمية، إلى جانب محمد عبدالجواد، رئيس قطاع التعاون مع الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية متعددة الأطراف بوزارة التعاون الدولي، وشيريهان بخيت، معاون وزيرة التعاون الدولي للإشراف على ملف التعاون مع الأمريكتين وأوروبا، وأبوبكر محمود، مستشار وزيرة التعاون الدولي للشئون الآسيوية.
وعبرت وزيرة التعاون الدولي، عن تقديرها للجمهود المبذولة من البنك الإفريقي لتعزيز جهود التنمية في مصر، لاسيما الضمانة التي تم الإعلان عنها من قبل المملكة المتحدة لضمان مشروعات البنك في القارة لتعزيز العمل المناخي، واختيار مشروع محطة مياه الجبل الأصفر كأول المشروعات المستفيدة من الضمانة في القارة، ما يعد مثالُا على الشركات التنموية البناءة وتأكيدًا على ريادة المشروعات التنموية التي تنفذها مصر وأثرها على المواطن.
وأوضحت أن تركيز كلمة أديسينا في افتتاح الاجتماعات على برنامج "نُوَفِّي"، وإعلانه زيادة التمويلات المتاحة لمحور المياه في البرنامج لنحو 2.2 مليار دولار، تعكس أهمية الشراكة بين الجانبين، وأهمية المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء كنموذج ومنهج إقليمي ودولي لتحفيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وقالت وزيرة التعاون الدولي، إنه من خلال اللقاءات والمباحثات التي تمت خلال الاجتماعات السنوية للبنك، فقد سمعنا العديد من الدول الإفريقية الصديقة حول اهتمامهم بتجربة مصر في تدشين منصة وطنية تقوم على ملكية وأولويات الدولة لتحفيز التمويل المناخي العادل، وحشد التمويلات المختلط والاستثمارات لتعزيز التحول الأخضر، مشددة على حرص مصر على تبادل الخبرات والتجارب مع دول القارة من خلال التعاون مع شركاء التنمية لاسيما البنك الإفريقي للتنمية.
وأوضحت أن البنك الإفريقي للتنمية، يرتبط بالعديد من الشراكات مع مصر في مجال الهيدروجين الأخضر، وكذا محور الطاقة ضمن برنامج "نُوَفِّي"، لافتة إلى أنه خلال الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي في أوزبكستان، حرصت أيضًا رئيسة البنك السيدة أوديل رينو باسو، على الإشادة بمحور الطاقة وتعاونها مع مصر في هذا المجال.
وأكدت أن الفترة الأخيرة لاسيما خلال مؤتمر المناخ شهدت تعاونًا مثمرًا وبناءً مع البنك الإفريقي، في إطلاق برنامج "نُوَفِّي"، حيث يتولى البنك دور شريك التنمية الرئيسي في محور "المياه"، وكذلك إصدار "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل"، والمشاركة نسختي منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي، كما أكدت أهمية الجهود المبذولة مع البنك في مواجهة التحديات العالمية الحالية، من خلال التمويل الطارئ لتعزيز الأمن الغذائي بقيمة 271 مليون دولار خلال العام الماضي.
وتابعت: في ضوء الدورة الحالية من الاجتماعات عقدنا جلسة رفيعة المستوى بالشراكة مع وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية "نيباد"، حول التعاون جنوب جنوب، بمشاركة جميع شركاء التنمية، وتناقشنا حول الخطوات التي يمكن أن نتخذها لتعزيز التعاون مع بلدان القارة، وكذلك التعاون الثلاثي لتبادل الخبرات والتجارب التنموية، ويمثل تعاوننا مع البنك الإفريقي للتنمية ورئاسة مصر لـ"نيباد" حتى عام 2025، فرص سانحة وهامة لتعزيز التعاون جنوب جنوب بما يمكننا من دفع التعاون المشترك لتنفيذ أجندة إفريقيا للتنمية.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أن الجهود التي تقوم بها مصر مع شركاء التنمية والشراكات البناءة تعطي انطباعًا إيجابيًا، وتؤكد أهمية التعاون متعدد الأطراف في دعم جهود التنمية، كما أنه يعكس قدرة الدول الناشئة ودول إفريقيا على المضي قدمًا في تحقيق التجارب التنموية، لافتة إلى أن برامج التعاون الإنمائي التي تنفذها مصر تتسم بالوضوع والمصداقية وتستند إلى التزام واضح من الدولة وسعي نحو تحقيق االتنمية.
ونوهت بأنه في إطار رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP 27، نعمل على حشد آليات التمويل المختلفة لبرنامج "نُوَفِّي"، وخلال الدورة المقبلة من المؤتمر في دولة الإمارات سيتم عرض ما تم من جهود على مدار أكثر من عام مع شركاء التنمية في مجال حشد التمويل المناخي.
وخلال اللقاء سلمت وزيرة التعاون الدولي، أديسينا نسخة من التقرير السنوي للوزارة 2022، الذي يتضمن نتائج الشراكات الإنمائية المنفذة خلال العام الماضي، وأكدت أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون المشترك في ضوء أولويات الدولة ورؤيتها لتحقيق التنمية وتحفيز العمل المناخي.
من جانبه عبر رئيس البنك الإفريقي للتنمية، عن تقديره لمصر وشكره الجزيل لاستضافتها الاجتماعات السنوية للبنك في دورتها الـ58، وتيسير السبل لمشاركة جميع محافظي البنك من الدول الإفريقية وغيرها.
كما وجه الشكر لقيادة مصر في رئاسة مؤتمر المناخ COP 27، وخططها لدعم العمل المناخي محليًا وإقليميًا ودوليًا.
وتابع أديسينا قائلً:ا "أشكر أيضًا وزيرة التعاون الدولي، لما قامت به من إطلاق منصة برنامج "نُوَفِّي" الذي يستهدف حشد استثمارات تتجاوز 14 مليار دولار في قطاعات التخفيف والتكيف لدعم العمل المناخي في مصر، ولقد لمسنا من محادثاتنا مع العديد من دول القارة استفسارات عدة عن محاور البرنامج".
وأشار رئيس البنك الإفريقي للتنمية، إلى أهمية الخطوات التي اتخذتها مصر بالفعل في مجال تحفيز التمويل الأخضر والعمل المناخي، موضحا أن الضمانة التي وافق عليها البنك مؤخرًا بقيمة 345 مليون دولار ستعزز قدرة مصر على إصدار سندات الباندا بما يمكنها من زيادة تمويل المشروعات الخضراء والاجتماعية.
وأكد حرص البنك على تحفيز استثمارات القطاع الخاص في قارة إفريقيا، وتحفيز جهود التنمية، لافتا إلى أن القارة تواجه تحديات عديدة بسبب الأزمات العالمية المتتالية ويعمل البنك من خلال جميع أدواته لدعم الدول في مواجهة هذه الأزمات.
ويعد البنك الإفريقي للتنمية، أحد شركاء التنمية الرئيسيين مصر، حيث ساهم منذ إنشائه في تمويل عدد من المشروعات التنموية الهامة في مختلف القطاعات، وذلك من خلال التمويلات الإنمائية والمنح والمساعدات الفنية المقدمة منه، وقدم البنك ما يزيد عن 6 مليارات دولار تمويلات إنمائية من بينها ما يزيد عن مليار دولار لتمويل 24عملية للقطاع الخاص.