رأت وكالة أنباء ”أسوشيتد برس“ الأمريكية، اليوم الإثنين، أن العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا تشكل اختبارا حقيقيا للشراكة بين موسكو وبكين، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تخسر الصين الكثير في هذه الأزمة.
ولفتت الوكالة إلى إعلان زعيمي الصين وروسيا، شي جين بينج وفلاديمير بوتين، أن الصداقة بين بلديهما ”لا حدود لها“ خلال لقائهما في بكين عشية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، مشيرة إلى أن ذلك كان قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي قالت إنه يشكل اختبارا لمدى استعداد الصين مساعدة روسيا.
وبحسب الوكالة، فإن الصين لديها الكثير لتخسره في مثل هذا السيناريو، مشيرة إلى أن الرئيس الصيني تحدث ضد ”عقلية الحرب الباردة لأولئك الذين يصورون صعود بلاده على أنه تهديد“.
ورأت الوكالة أن ظهور المحور الصيني-الروسي بعيد كل البعد عن أن يكون محسوما، لافتة إلى أن التجارة مع أوروبا والولايات المتحدة تعتبر محركا رئيسا للنمو الاقتصادي للصين، حتى في الوقت الذي أدى فيه التوتر في علاقتهما مع الولايات المتحدة وشهيتها للطاقة إلى تعميق العلاقات مع روسيا.
وقال الخبير الصيني أنتوني سايش، في سؤال وجواب نُشر على الموقع الإلكتروني لجامعة هارفارد الأمريكية: ”سيكشف الصراع الجاري في أوكرانيا عما إذا كان هناك رابط أعمق أو ما إذا كانت العلاقة هي في الأساس معاملات“.
وحدد سايش 3 إجراءات محتملة من شأنها أن تشير إلى أن الصين قد حشدت قوتها إلى جانب روسيا، وتشمل استخدام بكين حق النقض (الفيتو)، وليس الامتناع، على أي قرار للأمم المتحدة ينتقد أفعال روسيا والاعتراف بالنظام العميل في أوكرانيا الذي تعينه روسيا، ورفض وصف الهجوم بأنه غزو .
ووصف سايش من جامعة هارفارد البيان الذي أصدرته الصين بعد العملية العسكرية الروسية، بأنه ”خطوة دراماتيكية إلى الأمام في العلاقة بين البلدين“، لكنه أضاف أنه من السابق لأوانه اعتباره تحالفًا نهائيًا.
وامتنعت الصين والهند عن التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، يطالب روسيا بوقف هجومها على أوكرانيا، فيما امتنعت الصين مرة أخرى عن التصويت، أمس الأحد، على الرغم من أنه إجراء إجرائي غير قابل للنقض.
بدورها، قالت لي فان، أستاذة الدراسات الروسية في جامعة رينمين، إن ”الصين وروسيا لديهما شراكة إستراتيجية ودية وقوية، لكن الصين لم تنحاز إلى أي طرف في الأزمة الحالية“، مضيفة: أن ”الصين لا تدعم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا“.
ووفقا للوكالة، فإن تحرك روسيا بوضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى، الأحد، أدى إلى تصعيد الأزمة الذي من شأنه أن يجعل الصين أكثر حذرا“.