بعد إصابته بكورونا.. كيف تغيرت سياسة جونسون من «مناعة القطيع» إلى «العزلة الذاتية»؟ - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 11:17 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد إصابته بكورونا.. كيف تغيرت سياسة جونسون من «مناعة القطيع» إلى «العزلة الذاتية»؟

منال الوراقي:
نشر في: السبت 28 مارس 2020 - 9:49 م | آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 9:51 م

بعد إجراء اختبارات وتحاليل، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن إصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، أمس الجمعة، ليصبح أول رئيس حكومة يتم تأكيد إصابته بالفيروس، الذي أصاب أكثر من نصف مليون، وأودى بحياة 28 ألف شخص حول العالم.

بريطانيا، التي تأخرت مقارنة ببعض الدول الأوروبية في التعامل السريع مع الفيروس، سجلت عدة إصابات لشخصيات هامة، فقبل إصابة رئيس الوزراء، أصيب الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني، وعدة فنانيين مشهورين، وبعد ساعتين فقط من إعلان جونسون عن إصابته، أعلن وزير الصحة البريطاني إصابته بالفيروس، الذي أودي بحياة 115 بريطاني خلال 24 ساعة، للمرة الأولى منذ بداية الوباء.

وارتفع العدد الإجمالي للوفيات في بريطانيا إلى حوالي 800 حالة، والإصابات إلى ما يفوق الـ 12 ألف حالة، في الوقت الذي يتعرض فيه جونسون لانتقادات واسعة، بسبب تأخر حكومته في التصدي للفيروس، وانتهاجه سياسة "مناعة القطيع"، بالرغم من تخليه عنها مؤخرا، بل وظهوره بعد إصابته يدعو البريطانيين لعزل أنفسهم ذاتيا، لإحتواء تفشي الفيروس في البلاد، وفقا لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية.

ولكن.. كيف تغيرت سياسة بوريس جونسون من "مناعة القطيع" إلى الدعوة للعزلة الذاتية في المنازل؟

- تأخر في اتخاذ الإجراءات

بعد دخول كورونا إلى المملكة المتحدة، تعرض رئيس الوزراء البريطاني لانتقادات عديدة، بشأن تعامله مع الفيروس، الذي دخل البلاد في 31 يناير الماضي وأخذ في الانتشار، واتهمت حكومته بالتراخي لعدم اتخاذها إجراءات سريعة وصارمة للتصدي لانتشار الفيروس على غرار الدول الأخرى، واعتبر تقرير لوكالة «رويترز» البريطانية أن المملكة المتحدة تمتلك سياسة «متأخرة» نحو 4 أسابيع عن دول أوروبية أخرى في التعامل مع كورونا.

ليبدأ العديد من العلماء البريطانيين بنصح رئيس الوزراء بأن الإصابات والوفيات قد تتصاعد في حال عدم اتخاذ إجراءات صارمة، ليستجيب جونسون ويخرج في منتصف مارس الجاري، وبعد أكثر من شهر ونصف، ليعلن عدة إجراءات غير مسبوقة، على رأسها اتباع الحكومة استراتيجية "مناعة القطيع" في التعامل مع الفيروس، ومحذرا من أن «كثير من العائلات البريطانية ستفقد أحباءها»، في الوقت الذي وصل فيه عدد الوفيات إلى 35 حالة، وحالات الإصابات 1543 شخصا آنذاك.

-استراتيجية «مناعة القطيع»

سرعان ما لاقت استراتيجية "مناعة القطيع" التي أعلنت جونسون اتباعها، انتقادات واسعة للحكومة، لا سيما وأن الاستراتيجية تهدف للسماح للفيروس بالانتشار، دون رادع، لفترة طويلة من الزمن، ليصيب الملايين من البريطانيين، في محاولة لتوليد مناعة جماعية أو ما يسمى بـ "مناعة القطيع" بين السكان، فهي مواجهة «غير مشددة» للفيروس المستجد، وفقا لشبكة "بي بي سي" البريطانية.

إذ ذكر المستشار العلمي للحكومة البريطانية أن انتهاج استراتيجية "مناعة القطيع" يمكنه أن يسفر عن إصابة 60 % من سكان بريطانيا، البالغ عددهم ما يقرب من 66.5 مليون نسمة، أي 40 مليونا سيكتسبون مناعة ضد الفيروس، فيما يصاب 8 ملايين شخص بشكل حرج، وهؤلاء سوف يحتاجون الرعاية الصحية في المستشفيات وليس العزل المنزلي، وأن السيناريو الأسوأ هو سيكون وصول الوفيات إلى مليون شخص، حسبما ذكر الموقع الرسمي لمنتدى الاقتصاد العالمي.

ليخرج العلماء من بريطانيا ودول العالم، على رأسهم العلماء من جامعات المملكة المتحدة، منتقدين ومحذرين من أن الاستراتيجية تخاطر "بالحياة أكثر من اللازم"، فيما شككت منظمة الصحة العالمية فيها، موضحة أن النتائج قد تكون كارثية مع تلك السياسة، في الوقت الذي قالت فيه خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا إن "مناعة القطيع مفهوم علمى، وليس هدفًا أو استراتيجية، هدفنا هو حماية الحياة من هذا الفيروس"، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.

- تراجع عن الاستراتيجية الخطيرة

ليعلن جونسون بعد عدة أيام التراجع عن اتباع الاستراتيجية، معلنا تفعيل قانون الطوارئ الذي لم يفعل منذ الحرب العالمية الثانية، إذ طالبت حكومته المواطنين، في 22 مارس الماضي، تجنب الخروج، وفرضت عزل على المسنين، وأغلقت العشرات من محطات مترو أنفاق لندن، المدينة الأكثر تضررا، إلى أجل غير مسمى، وسط تشديد الإجراءات لمحاولة إبطاء انتشار فيروس كورونا، الذي تجاوز فيه عدد الإصابات بالفعل الـ 10 آلاف حالة.

- إصابة جونسون والعزلة الذاتية

وأمس الجمعة، أعلن جونسون عن إصابته بالفيروس، بعد انتقادات وجهت له في وقت سابق بسبب "مصافحته الجميع" في الوقت الذي بدأ فيه الفيروس بالتفشي في البلاد، وبالرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية بشأن إجراءات السلامة، التي من ضمنها عدم المصافحة، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ويبدو أن جونسون تأكد من أهمية العزلة والحظر لمكافحة الفيروس، إذ خرج في مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يعلن عن إصابته بالفيروس، ويطالب البريطانيين من اتباع العزلة الذاتية والنأي الاجتماعي، مؤكدا أن العزلة الذاتية والابتعاد عن التجمعات هما أفضل طريقة للبلاد لوقف انتشار الفيروس في البلاد.

وقال جونسون: "كلما اتبعنا جميعًا هذه الإجراءات بشكل أكثر، زادت سرعة مكافحة بلادنا لهذا الوباء"، موضحا أنه سيواصل عمله وقيادة البلاد من المنزل، وفي حال تصاعدت الأمور فإن وزير الخارجية دومينيك راب سيتولى منصب رئيس الوزراء بالإنابة عنه، وفقا لما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأوضح بيان صادر عن "تن داونينج ستريت" مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني، صباح الجمعة، أن جونسون تعرض لأعراض خفيفة للفيروس كارتفاع درجة الحرارة والسعال، أمس، وبعد إجراءه اختبار للكشف عن الفيروس، بناء على نصيحة شخصية من رئيس الأطباء في إنجلترا، البروفيسور كريس ويتتي، ثبت إيجابيته".

وعن عمله من المنزل قال رئيس الوزراء البريطاني: "بفضل سحر التكنولوجيا الحديثة، سأتواصل مع جميع فريقي عبر وسائل التكنولوجيا، لقيادة الكفاح الوطني ضد الفيروسات التاجية".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك