بالصور.. عمال «جنازة التابوت الفرعوني» لـ«الشروق»: إحنا مدربين على أعلى مستوى.. وننقل الآثار بنفس الطريقة طوال الوقت - بوابة الشروق
الجمعة 31 مايو 2024 3:31 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالصور.. عمال «جنازة التابوت الفرعوني» لـ«الشروق»: إحنا مدربين على أعلى مستوى.. وننقل الآثار بنفس الطريقة طوال الوقت

شيماء الخولي – نسمة مصطفى
نشر في: الخميس 28 مايو 2015 - 4:58 م | آخر تحديث: الخميس 28 مايو 2015 - 6:34 م

«إحنا اللي صورنا الصورة دي عشان نبين قد إيه بنتعب وبنشتغل»، هكذا فسر رمضان حامد، أحمد عمال المتحف المصري، سبب التقاط صورة له ولزملائه أثناء نقلهم لغطاء تابوت فرعوني، والتي انتشرت بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي.

«وحدوووده.. النعش بيجري».. كانت تلك الكلمات جزء من التعليقات الساخرة على الصورة التي تظهر 4 عمال يحملون غطاء تابوت فرعوني لـ«مومياء» يرجح أن تكون للملك إخناتون، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر من عصر الفراعنة. التعليقات سخرت من أسلوب نقل قطعة أثرية لا تقدر بثمن، بأسلوب بدائي يشبه أسلوب الحانوتية في نقل جثامين الموتى.

لاقت الصور، التي انتشرت مساء أمس الأربعاء، على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر، انتقادات كثيرة متهمين العمال وإدارة المتحف المسئولة عنهم بالتعامل بإهمال مع آثار قديمة وكأنهم يحملون نعش جثمان متوفي.

تواصلت «بوابة الشروق» مع عالمة الآثار المصرية وعضو الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار الدكتورة مونيكا حنا، لمعرفة أصل الصورة، فأكدت أنها ملتقطة أمام كافيتريا المتحف المصري بميدان التحرير، وبحسب حنا، فإن ذلك الأثر الفرعوني الذي يحمله العمال هو غطاء تابوت لمومياء ترجح التكهنات أن يكون للملك «إخناتون» أو الملك «سمنخ كا رع»، ملوك الأسرة الثامنة عشر، وآخر نشر علمي يرجح أن يكون هذا التابوت لمومياء إحدى أميرات «إخناتون».

في جولة سريعة داخل المتحف المصري، كان التابوت، الذي لم يثبت حتى الآن أي الملِكين هو صاحبه الأصلي، موجودا في غرفته كأنه لم ينتقل من مكانه. وبسؤال أحد مسؤولي المتحف، الذي اشترط عدم نشر اسمه، قال إن هذه الصورة لا يوجد بها ما يستدعي السخرية، موضحا لـ«بوابة الشروق»، "هؤلاء العمال مدربون على أعلى مستوى، وحصلوا على العديد من التدريبات في كيفية التعامل مع الآثار ونقلها". وأضاف المصدر، «العمال في الصورة المنتشرة على الانترنت يحملون غطاء التابوت على حامل مخصص لذلك، ويسيرون بصحبه أمين أثري ومرمم أثري وشرطي».

وعن الوجهة التي كان ذلك الأثر محمولا إليها، أوضح الموظف «كانوا ينقلونه إلى معمل الأشعة المقطعية، لإجراء أشعة عليه ضمن مشروع يقوم به المتحف المصري على مومياوات الأسرة الثامنة عشر للتعرف على الترتيب الصحيح للملوك والأبناء، كما أن هذا المشروع قد يبين ما إذا كان هذه المومياء لإخناتون أم لـ"سمنخ كا رع"».

رمضان حامد، وهو العامل الذي يظهر في الصورة الشهيرة حاملا الطرف الأيسر من مقدمة التابوت، يقول أن تاريخ الصورة يعود لأمس الأربعاء. «كانت الحرارة تقارب الخمسين درجة مئوية، ونعمل في ظروف صعبة، لكن الناس هاجمتنا من غير ما تفهم».

يقول رمضان إنه يعمل في المتحف منذ 24 عاما وتدرب على التعامل مع تلك الآثار بعناية وهي ليست المرة الأولى التي ينقل فيها آثار ومومياوات بنفس الطريقة، بل إنه تولى نقل آثار بنفس الطريقة طوال عمر عمله بالمتحف. وأضاف حامد، في تصريحات لـ«بوابة الشروق»، «النقل على الأكتاف أصح وأكثر أمانا من سيارات النقل خاصة أن المسافة قصيرة جدا، وفي حال نقله في سيارة قد يتأثر بالمطبات والطرق المعوجة»، مضيفا أن هذا هو الأسلوب المتبع في نقل الآثار طوال الوقت.

تلك الصور، التقطها أحد زملاء عم رمضان أثناء مشاركته في نقل التابوت أمس، وبحسب العامل، كان هدفه أن يوضح كيف يتعب العمال في المتحف ويعملون أمس حيث كانت الموجة الحارة في شدتها.

المكتب الإعلامي لوزارة الآثار قال لـ«الشروق» إن الوزارة في صدد إصدار بيان حول الواقعة خلال دقائق، لكن البيان لم يصدر حتى وقت نشر الموضوع. ولم يتسن لـ«الشروق» التواصل مع مدير المتحف حول الإجراءات المتبعة لتأمين مثل هذه الآثار القيمة أثناء نقلها وحمايتها.
يذكر أن العاملين والمسئولين بالمتحف المصري قد تسببوا في كسر ذقن قناع توت عنخ آمون يناير الماضي.

صورة عمال المتحف المصري وهم ينقلون غطاء التابوت الفرعوني المنتشرة على فيس بوك وتويتر

 

صورة عمال المتحف المصري وهم ينقلون غطاء التابوت الفرعوني المنتشرة على فيس بوك وتويتر

 

مكان معمل الأشعة المقطعية الذي تم نقل غطاء التابوت إليه - تصوير: شيماء الخولي

 

المكان الذي التقطت فيه صورة العمال أثناء نقل غطاء التابوت - تصوير: شيماء الخولي

 

المكان الذي التقطت فيه صورة العمال أثناء نقل غطاء التابوت - تصوير: شيماء الخولي

 

صورة غطاء التابوت في غرفة «إخناتون» بالمتحف المصري بعد إجراء الأشعة المقطعية - تصوير: شيماء الخولي


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك