أكد النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس الأمانة الفنية لحزب الجبهة الوطنية، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن العدوان على غزة شكّل وثيقة سياسية وأخلاقية تُعيد التأكيد على ثوابت مصر تجاه فلسطين، ورسالة واضحة للعالم أن مصر لا تتغير، ولا تساوم، ولا تتاجر بالقضية، مؤكدًا أن تصريحات الرئيس تُجسّد أخلاق الدولة ومسؤوليتها التاريخية.
وأضاف زكريا، في بيان رسمي، أن الرئيس السيسي تحدث باسم دولة مسؤولة تُدرك تعقيدات الواقع الجغرافي والسياسي، لكنها لا تنفصل عن ضميرها القومي، ولا تتراجع عن عمقها العربي أو التزامها بمبادئها.
وأوضح أن الرئيس وضع النقاط فوق الحروف بتحديده ثلاث أولويات واضحة: وقف الحرب، إدخال المساعدات، الإفراج عن الرهائن، مؤكدًا أن تلك المبادئ لا تُرفع كشعارات، بل تُنفذ يوميًا بجهود مصرية فاعلة على الأرض بالتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين.
وأشار عضو الشيوخ إلى أن رسالة الرئيس إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب لم تكن مجرد دعوة دبلوماسية، بل تعبير عن فهم عميق لموازين القوة، وتنبيه حاد لمن يتحكمون بقرارات واشنطن بأن الصمت جريمة، وأن الحياد انحياز للطرف المعتدي.
وتابع قائلًا: "خطاب الرئيس جاء في لحظة محورية، برسائل صريحة: لا لتهجير الفلسطينيين، لا لتفريغ الأرض، لا للتنازل عن حل الدولتين"، لافتًا إلى أن مصر لم تكتف بالوساطة السياسية، بل قامت بدور "الوسيط الأخلاقي"، المنحاز للإنسانية لا للمكاسب.
وقال زكريا إن كلمات الرئيس السيسي "دورنا محترم وشريف ومخلص وأمين.. لا يمكن أن يتغير"، كانت إعلانًا لموقف ثابت، يعكس شرف الانحياز للحق، ويؤكد أن مصر لا تلعب دور المتفرج بل الحامي للمبادئ والمظلومين.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد قال: "أتحدث للشعب المصري أولًا ولكل من يسمعني في المنطقة والعالم كله"، مشيرًا إلى موقف مصر منذ 7 أكتوبر عبر تنسيق مستمر مع قطر والولايات المتحدة لتحقيق ثلاثة أهداف: وقف الحرب، إدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن.
وأكد الرئيس ضرورة توضيح الموقف المصري حيال العدوان على غزة، قائلاً: "أقول هذا الكلام في هذا التوقيت تحديدًا، لأنه مع كثرة ما يُقال، من المهم تذكير الناس بالمواقف الثابتة التي تدعو لحل سلمي عادل عبر وقف الحرب وحل الدولتين".