لا شك أن التفاعلات المبكرة بين الآباء وأطفالهم بالغة الأهمية في تشكيل النمو البدني والعقلي، بينما تركز معظم الأبحاث على الأمهات وأطفالهن، تشير دراسة جديدة إلى أن وقت اللعب بين الأب والطفل قد يعزز من الاستقرار العاطفي للأخير وسلوكياته فيما بعد.
وأجريت دراسة حديثة بجامعة كامبريدج، لفحص وتيرة اللعب بين الآباء وأطفالهم، وتوصلت إلى ثلاث نتائج رئيسية، أنه غالبًا ما يكون لعب الأب والطفل جسديًا أكثر من لعب الأم والطفل، وقفا لموقع "ستادي فايندس".
وبالنسبة للأطفال الصغار، يشمل اللعب الجسدي أشياء مثل حمل الرضيع أو رفع أذرعهم وأرجلهم برفق، أما عن الأطفال الأكبر سنا، فيشمل اللعب البدني أنشطة أكثر خشونة وقوة، مثل المطاردة.
ويقول مؤلفو الدراسة إن الآباء يبدأون في اللعب أكثر مع الأطفال مع تقدمهم في السن، ولكن بمجرد أن يبلغ الأطفال سن السادسة يتناقص مقدار اللعب.
وأفادوا بأن لعب الأب والطفل يؤدي إلى تحسين النتائج العاطفية والسلوكية؛ حيث يقول الباحثون إن المزيد من اللعب بين الأب والطفل يؤدي إلى انخفاض المشاكل العاطفية والسلوكية لدى الطفل.
وربما كانت أهم نتائج الدراسة، أن الأطفال الذين يلعبون أكثر مع آبائهم هم الأكثر قدرة على التحكم في عدوانيتهم؛ كما كشفت الدراسة أن هؤلاء الأطفال أقل عرضة للانفجارات العاطفية أو الجسدية في المدرسة.
ويقول الباحث الرئيسي للدراسة بول رامشانداني: "اللعب الجسدي يخلق مواقف ممتعة ومثيرة لدى الطفل".
ويتابع رامشانداني: "إنها بيئة آمنة يمكن للأطفال فيها التدرب على كيفية الاستجابة مع المواقف المختلفة، حتى وإن كان رد فعلهم خاطئًا سيتم إخبارهم، وفي المرة القادمة قد يتذكرون التصرف بشكل مختلف."
وأكد الباحثون أيضًا أن اللعب الجسدي ليس حكرا على الآباء؛ وبخاصة للأطفال الذين يكبرون بدون أب.
ويوضح رامشانداني: "يمكن للأمهات أيضا دعم اللعب الجسدي مع الأطفال الصغار، وقد يكون للآباء ميول مختلفة عندما يتعلق الأمر باللعب مع الأطفال، ولكن جزءًا من كونك أبًا هو الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، حتى تقضي وقتا أطول مع أطفالك في التفاعل واللعب".