حث وزير الرقمنة الألماني، كارستن فيلدبرجر، على تسريع وتيرة تقدم ألمانيا في سباق التحول الرقمي وتطوير الذكاء الاصطناعي.
وخلال زيارته لمعهد هاسو بلاتنر للهندسة الرقمية "إتش بي آي" في مدينة بوتسدام، قال فيلدبرجر اليوم الاثنين: "ما نحتاج إليه في هذا البلد هو السرعة، ومزيد من الرقمنة". وأضاف الوزير المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي، أن من المهم الدخول في حوار أوسع مع الشركات الناشئة والمؤسسات من أجل خلق ظروف أفضل لها.
وأشار الوزير الألماني إلى مشروع الاتحاد الأوروبي لإنشاء مصانع ضخمة للذكاء الاصطناعي، واعتبره "إشارة مهمة للسيادة الرقمية، لكنها تُشير أيضًا إلى رغبة أوروبا وألمانيا في المضي قدمًا في هذا المجال"، وشدد على أهمية تطوير اللوائح التنظيمية داخل الاتحاد الأوروبي لتكون أكثر ملاءمة للمستقبل، عبر تحقيق توازن أفضل بين المخاطر والفرص.
ودعا فيلدبرجر إلى توجيه الاهتمام بشكل أكبر نحو الشركات الناشئة، قائلاً: «وجهة نظري الشخصية هي أننا نركز بشكل مفرط على الشركات التقليدية"، مضيفًا خلال حديثه مع طالبات وطلاب: "لا أقول إن ذلك غير مهم، لكنه من المهم بالقدر نفسه أن نخلق الابتكار من القاعدة".
وأوضح أن الحكومة الاتحادية تخطط لإطلاق "متجر تطبيقات للإدارة"، بحيث تُدرج الحلول الرقمية ضمن سحابة آمنة بمعايير حماية جيدة، و"نأمل أن يكون هناك تطبيق أساسي يمكن للمواطنين أيضًا استخدامه".
من جانبه، اعتبر ديتمار فويدكه، رئيس حكومة ولاية براندنبورج (عاصمتها بوتسدام)، أن تسريع رقمنة الإدارات الحكومية أمر ضروري ليستفيد المواطنون منها. وقال السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: "ما نحتاج إليه هو حل شامل لألمانيا يمكن أن يُدمج فيه خصوصيات كل ولاية". ورأى أن الهدف هو أن "لا يُضطر المواطن لمسح وثيقته 3 مرات وإرسالها لجهات مختلفة، بل يكفي أن يفعل ذلك مرة واحدة".
يُعد معهد هاسو بلاتنر في بوتسدام كلية ممولة من القطاع الخاص ولكن تابعة للقطاع العام. ويُصنّف المعهد نفسه كواحد من أبرز معاهد علوم الكمبيوتر في أوروبا، ويضم نحو 1000 طالب وطالبة في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، ويجري بحوثًا في تكنولوجيا المعلومات.
وقال المدير التنفيذي للمعهد، توبياس فريدرش، إن المعهد يطمح ليصبح أكثر ديناميكية وانفتاحًا دوليًا على غرار مؤسسة "شاريتيه" الطبية في برلين.
يُذكر أن مؤسس المعهد هو هاسو بلاتنر، الشريك المؤسس لشركة البرمجيات العالمية ساب، وجامع الأعمال الفنية المعروف. وتموّل مؤسسته إنشاء حرم جامعي جديد في بوتسدام حتى عام 2035، إلى جانب توسيع مركز الأبحاث التكنولوجية بهدف مضاعفة عدد الطلاب.