قال المايسترو نادر عباسي، إن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل بوابة حضارية جديدة تُجسّد للعالم العمق الحقيقي للحضارة المصرية، ليس فقط في تاريخها، بل في قدرتها على التجدد والتطور، إنه مشروع يجمع بين الماضي والمستقبل، ويقدّم صورة راقية ومعاصرة عن مصر دولة تعتز بجذورها وتعرف كيف تترجمها بلغة العصر.
وأكد نادر في تصريحات لـ«الشروق»، أن أول ما علم بافتتاح المتحف سيطرت عليه مشاعر فخر كبيرة جدًا، مضيفا أنه كان حاضرًا يوم اختيار التصميم المعماري للمتحف، خلال احتفال كبير في المتحف المصري بالتحرير، وتشرف بقيادة الحفل وقتها، وقدم مجموعة من الأعمال الموسيقية المصرية والعالمية، بحضور معالي وزير الثقافة المبدع فاروق حسني، وبعد سنوات، كان أول قائد أوركسترا يقود حفلًا داخل المتحف المصري الكبير مع الرائعة فاطمة سعيد، وكان إحساسًا استثنائيًا لا يوصف، فالمكان مبهر بكل تفاصيله، ووجود تمثال رمسيس الثاني في البهو الكبير يخلق حالة فريدة تشعر كأنه ينظر إليك ويستمع للموسيقى ويقيّم الحفل، تجربة غريبة ومؤثرة لا تُنسى.
وأشار المايسترو أنه من الممكن أن يتم الاستفادة من المتحف المصري الكبير فنيا بالتأكيد، فالمتحف ليس فقط مكانًا لعرض الآثار، بل مساحة ملهمة للإبداع الفني بكل أشكاله، متمنيا أن يشهد المتحف حفلات موسيقية دائمة تعبّر عن روح مصر القديمة، مثل موسيقى موكب المومياوات الملكية، وموكب الكباش، إلى جانب أعمال كثيرة لمؤلفين مصريين أكاديميين ارتبطت إبداعاتهم بالحضارة المصرية القديمة، فالمتحف المصري الكبير يمتلك كل المقومات ليكون مركز إشعاع فني عالمي، يجمع بين الموسيقى والتاريخ والفن في تجربة إنسانية فريدة.